تنتظر الجولات الست المتبقية من الدوري السعودي لكرة القدم (دوري روشن) مواجهات ساخنة ومصيرية، ستلعب نتائجها بشكل حاسم في الشكل والترتيب النهائي الذي سيحصل عليه كل فريق من الفرق المشاركة، وبشكل خاص فرق المقدمة المتنافسة على اللقب، وفرق المؤخرة المجاهدة للهروب من مظلة الهبوط. ولا يقتصر الأمر عليهما فقط، وإنما يشمل أيضاً مراكز الوسط وفرقها. ذلك أمر معروف، مسلم به ومفروغ منه، ولذلك من الإجراءات والخطوات التي تتم في هذه المرحلة تحسباً واحتياطاً (جدولة) مباريات الجولتين الأخريين في الدوري لتلعب كل جولة في يوم واحد وفي نفس التوقيت، وهو أمر اعتدنا عليه في السنوات الأخيرة، وهو مطبق أيضاً في الدوريات والمسابقات الكروية التنافسية الكبيرة والمحترمة. من وجهة نظري إن ذلك لن يكون كافياً هذا الموسم، بعد أن ارتفعت أصوات (مضللة) تشكك في نتائج و(نزاهة) بعض المباريات، وتطلق تساؤلات مبطنة وكاذبة من نوعية (هل الدوري السعودي موجه)؟ الأمر يتطلب ضرورة التصدي لأصوات التشكيك ومحاولات التأثير أو حتى التقليل من صحة النتائج وقوة المنافسة وأحقية المتفوقين، من خلال الاهتمام بكل ما يمكن أن يكون ذريعة أو مدخلاً لأصحاب المقولة الباطلة ومن يرتكزون من المتعصبين والمرضى، على الأخطاء والمؤثرات التي تحدث ولا تخلو منها مباراة، ولا يمكن منعها، وإنما يمكن ويجب التقليل منها بدرجة كبيرة تقترب من العدم وتقطع الطريق على المشككين والمتربصين الفارغين، سواء جماهير متعصبة أو إعلاميين مستقصدين أو حتى إداريين فاشلين، وأهم وأول عامل يأتي على بال أي متابع هنا، هو (أخطاء التحكيم) التي يمكن أن تلعب وأن تؤثر في نتائج المواجهات التي ستحسم المباريات وتحدد المراكز وتؤثر على الترتيب، خاصة الطواقم التي ستدير المواجهات الساخنة والحاسمة، الأمر الذي يفرض على لجنة الحكام في الاتحاد السعودي لكرة القدم إعطاء مزيد من الاهتمام والانتباه والرعاية والتركيز والتدقيق في اختيار طواقم المباريات وبالشكل الذي يضع لكل مباراة (الطقم المناسب) للمواجهة المناسبة، ولا تخضع هذه المباريات المنتظرة لنظريات التعيين المتاحة، وما تتبعها من إتاحة الفرص أو التدوير أو المكافأة أو خلافه، والأمر لا يختلف بالنسبة لطواقم التحكيم غير السعودي، التي تطلبها بعض الأندية، فلا يكون الاستدعاء مجرد طلب من الدول والقبول بمن يتم ترشيحه، وإنما من الأهمية بمكان أن يكون هناك تدقيق أكبر في قبول الأسماء التي ترشح و لا يتم الاكتفاء بأن يكون الحكم من (النخبة) فقط، وإنما من الضرورة أيضاً رفض الأسماء التي سبق وأن حضرت لكنها ارتكبت أخطاءً لا تزال في الذاكرة، والأسماء التي سبق وأن حضرت وإدارة مباريات بتعالً أو لامبالاة، وكذلك الأسماء التي تركت خلفها علامات استفهام أو قصصاً تروى مثل (حكم الفروة) وغيرها من الأحداث، كل هذا حتى يتم وقف ومنع أي مجال لمزيد من التأويل والتأليف بل والأكاذيب التي يسوق لها بعض الجماهير والإعلاميين، وحتى المسؤولين الرسميين، والتي وصلت إلى الترويج على أن الدوري (موجه) وهي كذبة كبرى، المقصود منها (التأثير) على سير المباريات عن طريق الحكام (خاصة الحكم السعودي) ومعروف أن غالبية الحكام المحليين، تتأثر شخصيتهم وتضعف أمام آلة الإعلام المسيطرة والمنتشرة خاصة في بعض البرامج الرياضية (المعلبة) ووسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الحديث. كلام مشفر.. «في ظل التقارب النقطي الكبير بين الفرق في مواقع التنافس في قمة وقاع الدوري، لا تتحمل المباريات أخطاء الحكام، بل إنها لا تقبل حتى أقل الحكام أخطاءً، وإنما تريد وتستحق تحكيماً بلا أخطاء وبلا تهمة وكذبة أن (الدوري موجه). «من واجب إدارة النادي التي تهتم بمصلحة فريقها وتحرص على حقوقه أن تفعل النظام الذي يسمح لها بطلب طواقم حكام أجنبية للمباريات المتبقية لها، سواء على ملعبها أو خارجه، وذلك (أرخص) من الثمن الباهظ الذي يمكن أن تدفعه مقابل أخطاء مباراة واحدة حاسمة. «لو كنت مسؤولاً في الاتحاد السعودي لكرة القدم لساهمت مع الأندية في (استدعاء) حكام أجانب لجميع مباريات الجولتين الأخريين، لتأكيد الوقوف على مسافة واحدة من الجميع، دون تأثر بما يمكن أن يعتبر (عدم ثقة) بالحكم المحلي، وعلى الأقل ليكون ذلك رداً عملياً جميلاً لإدارات الأندية التي صوتت لمجلس إدارة الاتحاد بالتزكية لفترة رئاسية ثانية.
مشاركة :