محللون: تحالف السعودية وتركيا “قوة للعرب والمسلمين”

  • 1/1/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كل الوطن- متابعات:أشادت العديد من الصحف العربية والخليجية بالإعلان عن إنشاء مجلس للتعاون الاستراتيجي بين كلا من المملكة العربية السعودية وتركيا وذلك أثناء زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمملكة، مشيرة إلى أن هذا التحالف يعد بمثابة قوة للعرب والمسلمين.وفق مفكرة الاسلام ورأى كتاب ومحللون وبرلمانيون، أن التحالف بين أنقرة والرياض بما يمثلانه من ثقل سياسي هو مطلب حتمي من شأنه تنسيق الجهود لمواجهة الإرهاب، وإيجاد حلّ للأزمة في سوريا، ومواجهة النفوذ الإيراني، ودعم القضية الفلسطينية، وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة. وفي افتتاحيتها، أمس الخميس، التي جاءت تحت عنوان الرياض وأنقرة .. علاقات متينة ومجلس استراتيجي، قدمت جريدة الاقتصادية السعودية تقييم ووصف مجمل لزيارة أردوغان . وفي هذا الصدد، قالت: في زيارة متميزة للرئيس التركي، واستقبال حافل، وفي تفاهم على مستوى القيادة العليا في البلدين، وفي أعقاب هذا اللقاء الناجح بين خادم الحرمين الشريفين وضيفه، أعلن وزير الخارجية السعودي إنشاء مجلس تعاون استراتيجي بين البلدين يكون مهتماً بالمجالات الأمنية، والعسكرية، والسياسية، والاقتصادية. وبيّنت الصحيفة أن هذا المجلس الذي سيديره وزيرا الخارجية في كلا البلدين يهدف إلى إيجاد نقلة نوعية في العلاقات المتينة بين السعودية وتركيا، تخدم مصالحهما وشعبيهما، وتسهم في إيجاد الأمن والاستقرار والرخاء في المنطقة . كما اعتبرت أن المجلس يؤكد تطابق الرؤى بين البلدين في مختلف القضايا السياسية والأمنية التي تعيشها المنطقة، إضافة إلى التفاهم والتعاون التركي الداعم للتحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب. من جانبها، قدمت جريدة القبس الكويتية تغطية تحليلية للزيارة، جاءت تحت عنوان البلدان قادران على إحداث الفارق في أزمات المنطقة.. السعودية وتركيا دخلتا مرحلة التحالف الاستراتيجي. واعتبرت الصحيفة أن الإعلان عن إطلاق مجلس التعاون الاستراتيجي السعودي التركي دشن عهداً جديداً للعلاقات بين البلدين في أعقاب القمة التي جمعت خادم الحرمين الشريفين والرئيس التركي في الرياض أمس الأول. وقالت إن هذا الإعلان يدلل على أن البلدين يمضيان في تطوير علاقاتهما وصولاً الى مرحلة التحالف الاستراتيجي، بعد أن برز التحالف الروسي الإيراني، وفي ظل غياب واضح للدور الأمريكي. ونقلت الصحيفة عن الكاتب والمحلل السياسي السعودي، جمال خاشقجي، أن أي محلل بسيط كان عليه أن يرى أن مثل هذا التحالف قادم، ذلك أن البلدين لديهما رؤية مشتركة بضرورة إحلال السلام في المنطقة. وأكد خاشقجي أن هذا التحالف يُنظر إليه داخلياً في المملكة وتركيا، بل وفي معظم الدول الإسلامية، على أنه التحالف المنتظر الذي يمكن أن يغير الواقع السيئ الذي نعيشه. وعن التداعيات الإقليمية، لإنشاء المجلس الاستراتيجي، رأى المحلل نفسه أن هذا التعاون ليس بديلاً للتعاون مع أي بلد آخر، مشيراً إلى حرص المملكة السعودية على العلاقة مع الإخوة في مصر، وإن كان للأخيرة رؤى مختلفة فيما يتعلق بسوريا. وأضاف أن تركيا والسعودية قادرتان على إحداث الفارق في الحالة السورية، وفي الحالة اليمنية، واتخاذ القرارات الحاسمة. ويرى خاشقجي أن التحالف يوجّه رسالة إلى إيران، لافتاً إلى أن رؤية الأتراك مثل رؤية القيادة السعودية، فالجانبين يريدان علاقة جيدة مع إيران، ولكنهما لا يريدان لطهران أن تتصرف بهذا الشكل الأهوج في المنطقة. واتفق الكاتب بدر الراشد، في مقال تحليلي نشرته جريدة العربي الجديد اللندنية، أمس الخميس، مع ما ذهب إليه خاشقجي، ولا سيما في الدور الذي يمكن أن يقوم به البلدين في حل الأزمة السورية ومواجهة الإرهاب. واعتبر الراشد في التحليل الذي كتبه تحت عنوان مجلس التعاون الاستراتيجي التركي-السعودي هل تكفي سورية لتعميق العلاقات؟، أن الإعلان السعودي ـ التركي عن إنشاء هذا المجلس يُنبئ بخطوات أكبر على صعيد الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، لاسيما في ما يخصّ القضايا العالقة في المنطقة. ولفت في هذا الصدد إلى أن زيارة أردوغان للمملكة تأتي بعد ترحيب أنقرة بإعلان الرياض قبل أسابيع عن التحالف الإسلامي، لمواجهة الإرهاب، والتنسيق العالي المستوى بين البلدين، في محاولات لإيجاد حلّ في سوريا، ودعم تركيا لمخرجات اجتماع المعارضة السورية في الرياض، أخيراً. وبيّن أن التعاون الاستراتيجي السعودي ـ التركي بدأ من الأراضي السورية، إذ نسّق البلدان، منذ أشهر، بالتعاون مع قطر، مواقفهم السياسية القائمة على رحيل الأسد، ومقررات جنيف 1، والدفع بهذا الاتجاه سياسياً وعسكرياً. وفي مقال للكاتب السعودي، زهير الحارثي، نشره بجريدة الرياض السعودية، تحت عنوان ما الجديد في التقارب السعودي التركي؟، قال فيه إن التقارب بين البلدينسيكون له انعكاس إيجابي بنشوء محور جديد في المنطقة قادر على التهدئة ودعم القضايا العربية ومواجهة مشروعات التجزئة. واعتبر أن أجواء الود التي تعيشها العلاقات ما بين الرياض وأنقرة ما هي إلا ارهاصات لقرارات سياسية أكثر أهمية قادمة، ولذا فالتعاون بينهما مطلب حتمي يفرضه الواقع وضرورة استراتيجية. ولفت الكاتب السعودي إلى المناخ السياسي والإقليمي المحيط بالزيارة ، وتطابق الرؤى بين الدولتين في العديد من الملفات، قائلاً :الملاحظ أن منهجية السياسات وما بينهما متقاربة إن لم تكن متطابقة فالزيارة تأتي بعد استضافة الرياض لاجتماع المعارضة السورية، وموقفهما كذلك مما يحدث في سوريا، إذ لا مستقبل للأسد في المرحلة الانتقالية. ناهيك عن توجسهما من نفوذ إيران المتنامي في المنطقة والتدخل في شؤون الدول، وتأييدهما للحوار بين أتباع الأديان. بدوره، رأى الكاتب الفلسطيني، يوسف رزقة في مقال نشره بجريدة فلسطين اليومية الصادرة في قطاع غزة، تحت عنوان مجلس تعاون استراتيجي أن هذا المجلس خطوة جيدة وضرورية للبلدين والمنطقة. وبيّن أن مجلس التعاون الاستراتيجي يعني أن ثمة التقاء وتطابق بين البلدين في مقاربة القضايا الساخنة في المنطقة، وأن المستوى الاقتصادي والعسكري يسيران معا بخطوط متوازية. وقال إن هذا المجلس خطوة كبيرة ومهمة، ولكن يقتضي منا الصبر لمعرفة التفاصيل ومجالات التطبيق والعمل، معتبراً أن إعلان تركيا عن ترحيبها بقيادة السعودية للتحالف الإسلامي يعدّ مؤشراً على دخول العلاقات الثنائية إلى ساحات العمل الاستراتيجي، وهذا سيمنح المشروع السعودي قوة وحيوية، وستكون أنقرة بقوتها الاقتصادية والعسكرية تعزيزاً لما أعلنت عنه الرياض. وأعرب عن أسفه أن مصر خارج هذا التحالف، قائلاً إن تقارب السعودية وتركيا وقطر، ربما يفتح باباً واسعاً أمام دول أخرى تشعر بما تشعر به هذه الدول ، ويمكن أن يكون لهذا التعاون أن يكون أكثر تأثيراً فيما لو كانت مصر جزءا منه. وعبّر عن أمله أن يكون هذا التحالف خيراً لبلاده، بقوله نحن في فلسطين نراقب ونرحب بكل تقارب وتعاون عربي وإسلامي، ونرجو أن يكون خيراً عليهم وعلى حقوق شعبنا.

مشاركة :