«جماليات السرد النسوي .. في أحاديث ابن دُرَيد» دراسة في الرؤيا والتشكيل، أعدتها إنعام زعل القيسي، سعيا إلى استخلاص السرد النسوي في أحاديث ابن دريد، وتفكيك بنيته بتجلياتها المختلفة، كالخبر القصصي وغير القصصي والنادرة والحكاية والقصة، وتصنيفها واستنطاقها والكشف عن دور المرأة في النسيج الثقافي والاجتماعي في المجتمع العربي، وتقديم قراءة نقدية لصورة المرأة العربية في السرد النسوي، وإبراز خصوصيات الخطاب النسوي وكشف أبعاده على مستويي الرؤيا والتشكيل الفني. يقع الكتاب في 190 صفحة، متضمنا مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة، وجاء الفصل الأول بعنوان «السرد النسوي في أحاديث ابن دريد»، وهو مقسم بدوره إلى ثلاثة أبواب، وكل باب تتفرع منه عدة أفكار، أما الفصل الثاني فأتى بعنوان «السرد النسوي في أحاديث ابن دريد (الرؤى)» مقسماً إلى خمسة أبواب، وكل باب تتفرع منه عدة أفكار تناولت شتى النقاط التي يتوجب التطرق إليها، والفصل الثالث حمل عنوان «السرد النسوي في أحاديث ابن دريد (التشكيل)»، وقسمته الكاتبة إلى أربعة أبواب، وكل باب حمل عدة عناوين ونقاط. تناولت هذه الدراسة جماليات السرد النسوي في أحاديث ابن دريد: الرؤيا والتشكيل الفني، وذلك من خلال استقراء النصوص المتعلقة بالنسوة، أي التي تقع في إطار خطاب النسوة بعيدا عن بعض المقولات، مثل ذكورية اللغة، وذكورية الخطاب، وتنطلق هذه الدراسة من ثلاثة أبعاد تتمحور حول علاقة المرأة العربية بالخطاب السردي، هي المرأة منتجة للخطاب السردي، والمرأة موضوعا للخطاب السردي الذكري والأنثوي معا، والمرأة العربية متلقية للخطاب السردي، حيث تعبر عن قدرتها على الاستقلال في خطابها عن الذكورة. كما تطرقت المقدمة إلى أسباب اختيار الموضوع والأهداف التي تسعى إليها الدراسة، حيث تناول الفصل الأول مفهوم السرد النسوي في أحاديث ابن دريد وامتداده الزماني والمكاني، وأشكاله. أما الفصل الثاني فقد تناول الموضوعات والقضايا التي دار حولها السرد النسوي، وهي في عالم الغيب والمرأة، والمرأة وشؤون القبيلة والمجتمع، ومشكلات المرأة الاجتماعية، وصورة المرأة وصورة الرجل. أما الفصل الثالث فقد تناول قضايا التشكيل الفني في أحاديث النسوة، وهي بنية الاستهلال السردي، والشخصيات، وبنية الزمن الفني ودلالاته، وشعرية الخطاب السردي. وتضمنت الخاتمة النتائج التي انتهت إليها الدراسة التي تكشف بصورة عامة عن أنه كان للمرأة العربية حظ وافر من المشاركة في ميادين الحياة المختلفة، من خلال أدوارها وأوضاعها الاجتماعية المختلفة: أماً وأختاً وزوجة وبنتاً وعاشقة وجارية وملكة وغير ذلك من المواقع. كما أنها استطاعت أن تبوح بمكنونها وتعبر عن شجونها وشؤونها في قضايا أنثوية خاصة مختلفة. إلى جانب التعبير عن قضايا عامة وثيقة الصلة بوجودها الاجتماعي ومشاركتها في ميادين الحياة المختلفة، وذلك وفق طبيعة التكوين الثقافي والاجتماعي للقبيلة أو المجتمع العربي آنذاك. كشفت الدراسة عن أن السارد قدم أحاديث النسوة في إطار البناء السردي التقليدي للحكايات أو الأخبار الأدبية، وهو بناء يرتبط بشخصيتي الراوي والبطل وبنية الاستهلال السردي، ومستويات السرد، والشخصيات، وبنية الزمن الفني المتخيل، وشعرية الخطاب السردي، الذي قام على الجمع بين متطلبات المعنى وجماليات التعبير الأدبي في الأحاديث، وجعلها تقترب من الشعر، وتستعير بعضا من سماته الفنية العامة.
مشاركة :