النظام يحاول قطع خط إمداد «داعش» بين الرقة وريف حلب

  • 1/2/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

لم تنجح العاصفة الثلجية التي ضربت سورية أمس، في أول أيام السنة الميلادية الجديدة في تخفيف حرارة المواجهات العسكرية التي تواصلت على الجبهات المختلفة، وسط تقارير عن تقدم الجيش النظامي في ريف حلب الشرقي بعد انسحاب تنظيم «داعش» من منطقة جديدة شمال مطار كويرس العسكري. وفي وقت كشفت هيئة حقوقية تفاصيل «صفقة» سمحت بإجلاء مقاتلين وقياديين من «جبهة النصرة» من درعا في جنوب سورية إلى إدلب في شمالها الغربي، وذلك في سيارات تحمل رايات «حزب الله» اللبناني، أعلن «جيش الإسلام» الناشط خصوصاً في الغوطة الشرقية لدمشق، أنه أحبط مؤامرة لتنظيم «داعش» لقتل قادته من خلال تفجير مقر قيادتهم في مدينة الضمير في القلمون الشرقي، وذلك بعد أيام فقط من مقتل زهران علوش قائد هذا الجيش بغارة جوية استهدفت مقره شرق العاصمة السورية. وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير من حلب أمس عن اشتباكات تدور بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من طرف، وتنظيم «داعش» من طرف آخر قرب منطقة النجارة في ريف حلب الشرقي «وسط تقدم لقوات النظام ومعلومات عن سيطرته على مناطق جديدة كان يسيطر عليها التنظيم». وأكد إعلام النظام أن الجيش السوري سيطر بالفعل على قرية النجارة التي تقع شمال مطار كويرس «بعد اشتباكات مع تنظيم داعش»، في حين أوردت مواقع سورية معارضة أن التنظيم انسحب من القرية ولم يقاتل. وبسيطرته على النجارة يكون النظام يتقدم ببطء في محيط مطار كويرس الذي تمكن قبل أسابيع من فك الحصار على حاميته والذي استمر قرابة سنتين. وسيطرت قوات النظام في الأيام الأخيرة على عدد من القرى المحيطة بكويرس وهي تسعى إلى التقدم شمالاً في اتجاه معقل «داعش» في الباب وشرقاً في اتجاه دير حافر، ما يعني قطع طريق الإمداد لتنظيم «داعش» من محافظة الرقة إلى ريف حلب الشرقي. وفي محافظة حلب أيضاً، أكد المرصد أن «قوات سورية الديموقراطية» سيطرت على قريتي طاط مراش وتنب بمنطقة أعزاز في ريف حلب الشمالي، عقب اشتباكات عنيفة مع الفصائل الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام). وأضاف أن الاشتباكات أوقعت «خسائر بشرية مؤكدة» في صفوف الطرفين. وأشار المرصد أيضاً إلى أن «الكتائب المقاتلة جددت قصفها لمناطق سيطرة قوات النظام في شارع النيل وروضة تشرين وثكنة المهلب ودوار شيحان وأحياء جمعية الزهراء والحمدانية وسيف الدولة وحلب الجديدة والأشرفية وشارع تشرين والسليمانية وصلاح الدين والأعظمية ومحيط الحديقة العامة بمدينة حلب». ولفت إلى تنفيذ «طائرات حربية يُعتقد أنها روسية بعد منتصف ليلة (أول من) أمس غارة على حي كرم الطراب بمدينة حلب». وتابع أن اشتباكات دارت بعد منتصف ليلة أول من أمس «بين قوات النظام ولواء القدس الفلسطيني ومسلحين موالين للنظام من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في أطراف حي جمعية الزهراء غرب حلب» و «في حي سيف الدولة جنوب غربي حلب وعلى محاور عدة بحلب القديمة». وتحدث أيضاً عن «اشتباكات بين لواء صقور الجبل وحركة نور الدين الزنكي ولواء الحرية الإسلامي من جهة، وقوات المغاوير من حزب الله اللبناني وقوات النظام واللجان الشعبية الموالية للنظام من جهة أخرى، في محيط منطقة عقرب قرب حي الراشدين غرب حلب». أما في الريف الجنوبي لحلب، فقد أشار المرصد إلى اشتباكات استمرت إلى ما بعد منتصف ليلة الخميس- الجمعة في محيط بلدة خان طومان وقرب اوتوستراد دمشق- حلب الدولي غرب حلب. وفي محافظة حماة (وسط)، قال المرصد إن قوات النظام قصفت بلدة كفرنبودة بالريف الشمالي، في حين استهدفت الفصائل الإسلامية والمقاتلة تمركزات النظام في قرية شطحة بسهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، كما «استمرت الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من طرف آخر في عدة محاور بريفي حماة الجنوبي الغربي والجنوبي الشرقي، وأنباء عن تقدم قوات النظام وسيطرتها على نقاط جديدة في المنطقة، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وتحدث عن مقتل «قائد كتيبة في فصيل مقاتل جراء قصف طائرات حربية يعتقد أنها روسية أماكن في منطقة التلول الحمر بريف حماة الجنوبي عند الحدود الإدارية مع ريف حمص الشمالي». وأشار المرصد أيضاً إلى «اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط قرية الرملة بريف حماة الشمالي الغربي، ترافقت مع قصف قوات النظام محيط قرية جنان بريف حماة الجنوبي». وتحدث عن مقتل مواطن وسقوط جرحى «جراء سقوط قذائف على مناطق في قرية العشارنة الخاضعة لسيطرة قوات النظام بسهل الغاب» وعن قصف «الفصائل الإسلامية ليلة الخميس- الجمعة مناطق في مدينة محردة وبلدة السقيلبية... اللتين يقطنهما مواطنون من اتباع الديانة المسيحية بريف حماة الشمالي الغربي، ومناطق أخرى في بلدتي سلحب والجيد بريف حماة الغربي». وفي محافظة حمص (وسط)، سجّل المرصد «استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيطة قرية تيرمعلة بريف حمص الشمالي، وأنباء عن المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين».   «صفقة» ... تحت راية «حزب الله» في غضون ذلك، قال المرصد إنه حصل على «تفاصيل الاتفاق الذي تم بين جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وقوات النظام في درعا، والذي يقضي بانتقال 212 عنصراً وقيادياً من جبهة النصرة إلى محافظة إدلب» في شمال غربي البلاد. وأفاد أن الاتفاق -الذي وصفه بـ «الصفقة»- تم عبر «وسطاء ... من أبناء محافظة دير الزور» باﻹضافة إلى «ابن شقيق» مسؤول في فرع اﻷمن السياسي في دمشق، وبـ «تعليمات من القائد العام لجبهة النصرة أبو محمد الجولاني». وأوضح أن «الاتفاق نص على الإفراج عن 3 ضباط إيرانيين كانوا أُسروا في وقت سابق بمحافظة درعا، في مقابل انتقال قياديين وعناصر من جبهة النصرة من محافظة درعا» إلى إدلب، مشيراً إلى أن الغالبية الساحقة من هؤلاء «من أبناء محافظة دير الزور ومقربين من أبو محمد الجولاني». وبعدما لفت إلى أن الاتفاق نص على حصول الوسطاء على مبلغ مالي لم يحدده، قال إن انتقال عناصر وقياديي «النصرة» إلى إدلب تم على مرحلتين في 5 و21 كانون الأول (ديسمبر) 2015، إذ تم تأمين انتقال هؤلاء «من ازرع بمحافظة درعا إلى إدلب، مروراً بمناطق سيطرة النظام، في سيارات رُفع عليها رايات حزب الله اللبناني، كي لا يتم إيقافها وتفتيشها على حواجز قوات النظام». وأشار المرصد إلى أن هذا الاتفاق تم «وسط تكتم شديد من الجانبين، الأمر الذي يثير الشكوك حول صفقات أخرى من هذا النوع تمت مع جبهة النصرة وفصائل أخرى في شكل غير معلن». وفي محافظة اللاذقية (غرب)، قال المرصد إن قذائف عدة سقطت بعد منتصف ليلة الخميس- الجمعة قرب منطقة ساحة الحمام ومناطق زراعية بأطراف مدينة اللاذقية، في وقت «قصفت قوات النظام مناطق في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي الذي يشهد اشتباكات عنيفة مستمرة بين حزب الله اللبناني وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والحزب الإسلامي التركستاني من طرف آخر، في عدة محاور بجبلي الأكراد والتركمان». وتابع أن الاشتباكات ترافقت مع قصف مستمر من طائرات حربية روسية على الجبلين وتحديداً على مناطق الاشتباك ما أدى إلى مقتل عدد من عناصر الطرفين. وفي محافظة دير الزور (شرق)، قال المرصد إن اشتباكات عنيفة تدور بين قوات النظام وعناصر تنظيم «داعش» في محيط حي الرصافة وأطراف مطار دير الزور العسكري، ترافقت مع تنفيذ الطيران الحربي غارات على محيط المطار وحيي الرصافة والصناعة بالمدينة. وذكر المرصد، في غضون ذلك، أن تنظيم «داعش» أعدم مقاتلين اثنين سابقين من الفصائل المقاتلة من قرية الطابية الشامية بريف دير الزور الشرقي، وذلك بإطلاق النار على رأسيهما في قرية جديد عكيدات، بتهمة «الردة والتواصل مع الصحوات». وفي محافظة الرقة (شمال شرقي البلاد)، أفاد المرصد بأن عناصر من «أمنيي» تنظيم «داعش» دهموا مقهى إنترنت في مدينة الرقة وفتّشوا الحواسيب الموجودة فيه واعتقلوا خمسة شبان على خلفية «ضبطهم» بتقديم «المعايدات والتهاني بقدوم رأس السنة الميلادية». وأشار إلى «جدال بين أحد الشبان المعتقلين وعنصر من الأمنيين في المقهى أثناء الاعتقال»، ناقلاً عن الشاب الموقوف قوله «شيخي .. هذا صديق عندي وأنا لم أرد عليه (المعايدة)»، فرد عليه «الأمني» في التنظيم: «اخرس… أنت ترافق النصارى أليس كذلك؟!». وأضاف أن الخمسة اقتيدوا إلى أحد مقرات التنظيم «دون معلومات عن مصيرهم». وفي محافظة ريف دمشق، أشار المرصد إلى سقوط قذيفة قرب روضة الهدى بمدينة الضمير بالقلمون الشرقي، ما أدى إلى اندلاع نيران في المنطقة، فيما قُتلت مواطنة وابنها «إثر إصابتهما بطلقات نارية» خلال اشتباكات بين «جيش الإسلام» و «جيش تحرير الشام» القريب من تنظيم «داعش» في الضمير. وجاء ذلك في وقت وزّع «جيش الإسلام» شريط «اعترافات» لعنصر من «داعش» اعتُقل على حاجز في الضمير وأقر بأنه كان يحاول تفجير عبوة ناسفة بمقر قيادة «جيش الإسلام» في المدينة. وفي هذا الإطار، نقلت «الدرر الشامية» عن مكتب الناطق باسم «جيش الإسلام» أن «الهيئة الأمنية في الجيش ألقت القبض على عبدالكريم أحمد جمعة وهو يحمل حقيبة ظهر تحوي عبوة ناسفة تزن 10 كيلوغرامات وجهاز تفجير من بُعد». واعترف جمعة، بحسب شريط فيديو وزعه «جيش الإسلام»، أنه كان ينتمي إلى هذا الجيش ثم بايع تنظيم «داعش» الذي كلّفه بتصفية قيادات تنظيمه السابق عبر تفجير مقرهم الرئيسي في الضمير. في غضون ذلك، سقط ما لا يقل عن 14 قذيفة على ضاحية الأسد قرب مدينة حرستا بالغوطة الشرقية، دون أنباء عن خسائر بشرية، وفق المرصد. وفي محافظة درعا (جنوب)، أشار المرصد إلى سقوط صاروخ يُعتقد أنه من نوع أرض- أرض أطلقته قوات النظام على السهول المحيطة ببلدة الغارية الشرقية. كذلك تحدث عن قصف قوات النظام بلدة داعل وعن اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في أطراف بلدة اليادودة.

مشاركة :