أضواء على مرئيات سمو ولي العهد رئيس الوزراء للثقافة والتراث (2-2)

  • 9/5/2022
  • 01:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أكد‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬في‭ ‬لقائه‭ ‬مع‭ ‬سعادة‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬بتاريخ‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬اغسطس‭ ‬2022‭ ‬عدة‭ ‬مسائل‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الاهمية‭ ‬والضرورة‭ ‬للنهوض‭ ‬بقطاعات‭ ‬السياحة‭ ‬والثقافة‭ ‬والتراث‭ ‬والفن،‭ ‬وبما‭ ‬يعزز‭ ‬دورها‭ ‬التنموي‭ ‬ويوسع‭ ‬مساهمتها‭ ‬في‭ ‬استقطاب‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬البحرينية،‭ ‬وتتطلب‭ ‬دراسة‭ ‬معمقة‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬ومنظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬وقد‭ ‬اشرنا‭ ‬في‭ ‬المقال‭ ‬السابق‭ ‬إلى‭ ‬مسألتين‭ ‬منها؛‭ ‬الاولى‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬ضرورة‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الثقافة‭ ‬والتراث‭ ‬والمقومات‭ ‬الحضارية‭ ‬التي‭ ‬شكّلت‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬تشكل‭ ‬ملامح‭ ‬وهوية‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬والثانية‭ ‬ضرورة‭ ‬الاهتمام‭ ‬بتأصيل‭ ‬القيم‭ ‬الثقافية‭ ‬وربط‭ ‬الأجيال‭ ‬بتاريخ‭ ‬وطنهم‭ ‬ليكون‭ ‬الدافع‭ ‬لهم‭ ‬لصناعة‭ ‬إنجازات‭ ‬تكون‭ ‬مع‭ ‬مر‭ ‬الأزمان‭ ‬إرثاً‭ ‬حضارياً‭ ‬يحكي‭ ‬عن‭ ‬قصص‭ ‬نجاح‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين‭. ‬اما‭ ‬المسألة‭ ‬الثالثة‭ ‬التي‭ ‬اكدها‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬فهي‭ ‬‮«‬أهمية‭ ‬مواصلة‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالمشروعات‭ ‬التي‭ ‬تعزز‭ ‬موقع‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الثقافي‭ ‬والتاريخي‭ ‬والترويج‭ ‬لمقوماتها‭ ‬الثقافية‭ ‬لتنمية‭ ‬السياحة‭ ‬الثقافية‭ ‬في‭ ‬المملكة‮»‬،‭ ‬وخاصة‭ ‬ان‭ ‬السياحة‭ ‬الثقافية‭ ‬تهتم‭ ‬بأساليب‭ ‬حياة‭ ‬الناس،‭ ‬والعوامل‭ ‬التي‭ ‬اثرت‭ ‬في‭ ‬تشكيلها،‭ ‬وأن‭ ‬السياح‭ ‬الذين‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬النمط‭ ‬من‭ ‬السياحة‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬يكونون‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬مرموق‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬والثقافة،‭ ‬وأنهم‭ ‬يضعون‭ ‬برنامجا‭ ‬مسبقا‭ ‬لنوع‭ ‬المعالم‭ ‬السياحية‭ ‬التي‭ ‬يرغبون‭ ‬في‭ ‬الاطلاع‭ ‬عليها‭ ‬مثل‭ ‬المدن‭ ‬التاريخية،‭ ‬والقلاع،‭ ‬والقصور،‭ ‬والمدارس،‭ ‬والاسواق‭ ‬القديمة،‭ ‬والمتاحف،‭ ‬وقاعات‭ ‬العرض‭ ‬والبانوراما‭ ‬التي‭ ‬تجسد‭ ‬التطور‭ ‬الحضاري‭ ‬للدولة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬القرى‭ ‬والمناطق‭ ‬الريفية‭ ‬التي‭ ‬حافظت‭ ‬على‭ ‬تقاليد‭ ‬وفلكلور‭ ‬ونمط‭ ‬البناء‭ ‬لمجتمعاتها‭ ‬الأصلية،‭ ‬ولم‭ ‬تبتعد‭ ‬كثيرا‭ ‬عن‭ ‬قيم‭ ‬الاباء‭ ‬والاجداد‭ ‬ونمط‭ ‬حياتهم‭ ‬وملابسهم‭ ‬وحرفهم‭ ‬ونشاطاتهم‭. ‬الامر‭ ‬الذي‭ ‬دفع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬التي‭ ‬اندثرت‭ ‬معالمها‭ ‬الحضارية،‭ ‬والتي‭ ‬تهتم‭ ‬بالصناعة‭ ‬السياحية،‭ ‬وخاصة‭ ‬السياحة‭ ‬الثقافية،‭ ‬الى‭ ‬بناء‭ ‬قرى‭ ‬تراثية‭ ‬تحاكي‭ ‬الماضي‭ ‬وتبرز‭ ‬معالمه‭. ‬وحيث‭ ‬ان‭ ‬مملكتنا‭ ‬الحبيبة‭ ‬تمتلك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المعالم‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬شاخصة‭ ‬وبعض‭ ‬القرى‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تفقد‭ ‬اصالتها،‭ ‬لذا‭ ‬ينبغي‭ ‬الاهتمام‭ ‬بها‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬طابعها‭ ‬التراثي‭ ‬والسعي‭ ‬لتسجيلها‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬التراث‭ ‬العالمي‭ ‬والتسويق‭ ‬العلمي‭ ‬المدروس‭ ‬لها‭ ‬كمناطق‭ ‬جذب‭ ‬سياحية‭ ‬ناطقة‭ ‬والتوسع‭ ‬في‭ ‬انشاء‭ ‬المحميات‭ ‬التراثية‭. ‬والتنسيق‭ ‬والتعاون‭ ‬بين‭ ‬وزارة‭ ‬السياحة‭ ‬وهيئة‭ ‬الثقافة‭ ‬والتراث‭ ‬وجمعية‭ ‬تاريخ‭ ‬وآثار‭ ‬البحرين،‭ ‬وجامعة‭ ‬البحرين؛‭ ‬لإقامة‭ ‬ملتقيات‭ ‬ثقافية‭ ‬وسياحية‭ ‬مشتركة،‭ ‬تقام‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬موسمية‭ ‬في‭ ‬المحميات‭ ‬او‭ ‬القرى‭ ‬التراثية،‭ ‬تبحث‭ ‬وتؤصل‭ ‬المكانة‭ ‬التاريخية‭ ‬والحضارية‭ ‬للمعالم‭ ‬التراثية‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬وتسعى‭ ‬الى‭ ‬نشر‭ ‬الوعي‭ ‬بهذه‭ ‬المعالم‭ ‬وطنيا‭ ‬وإقليميا‭ ‬وعالميا‭. ‬كما‭ ‬ينبغي‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬التجارة‭ ‬والصناعة‭ ‬وغرفة‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬جذب‭ ‬وتشجيع‭ ‬الاستثمارات‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬القرى‭ ‬والمعالم‭ ‬التراثية‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬الحوافز‭ ‬والتسهيلات‭ ‬للمستثمرين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭.‬ اما‭ ‬المسألة‭ ‬الرابعة‭ ‬التي‭ ‬اكدها‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬فإنها‭ ‬تتمثل‭ ‬بأهمية‭ ‬الا‭ ‬تكون‭ ‬المشروعات‭ ‬التنموية‭ ‬وما‭ ‬تتطلب‭ ‬من‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬مدعاة‭ ‬للزحف‭ ‬وابتلاع‭ ‬المعالم‭ ‬التراثية‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬فقد‭ ‬اكد‭ ‬سموه‭ ‬‮«‬أن‭ ‬تلبية‭ ‬متطلبات‭ ‬التنمية‭ ‬ومشاريع‭ ‬البناء‭ ‬والتطوير‭ ‬مستمرة،‭ ‬والتوجيه‭ ‬بأن‭ ‬يتم‭ ‬مراعاة‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬المعالم‭ ‬والإرث‭ ‬الحضاري‭ ‬للمناطق‭ ‬التاريخية‮»‬‭. ‬ولا‭ ‬ريب‭ ‬ان‭ ‬هذه‭ ‬ملاحظة‭ ‬ذكية‭ ‬مهمة،‭ ‬وخاصة‭ ‬ان‭ ‬التمدد‭ ‬العمراني‭ ‬قد‭ ‬اودى‭ ‬بالقطاع‭ ‬الزراعي‭ ‬فتراجع‭ ‬موقع‭ ‬المملكة‭ ‬على‭ ‬خريطة‭ ‬انتاج‭ ‬التمور،‭ ‬ومثل‭ ‬تحديا‭ ‬كبيرا‭ ‬للأمن‭ ‬الغذائي‭. ‬وهو‭ ‬ايضا‭ ‬تحد‭ ‬كبير‭ ‬لقطاع‭ ‬السياحة‭ ‬الثقافية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭. ‬وهنا‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬دعوة‭ ‬المعنيين‭ ‬بالتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬والتنمية‭ ‬المكانية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬الى‭ ‬ضرورة‭ ‬ادماج‭ ‬الموروث‭ ‬الحضاري‭ ‬والتراثي‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬العمارة‭ ‬البحرينية‭ ‬المعاصرة،‭ ‬بحيث‭ ‬تكون‭ ‬واجهات‭ ‬ومداخل‭ ‬المباني‭ ‬معبرة‭ ‬عن‭ ‬الاصالة‭ ‬البحرينية‭ ‬ودافعة‭ ‬لمن‭ ‬يراها‭ ‬الى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬المواقع‭ ‬التراثية‭ ‬البحرينية‭ ‬الاصيلة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإنها‭ ‬وسيلة‭ ‬فاعلة‭ ‬للترويج‭ ‬للتراث‭ ‬المعماري‭ ‬البحريني‭.‬ ‭ ‬وتتمثل‭ ‬المسألة‭ ‬الخامسة‭ ‬بتأكيد‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬‮«‬أهمية‭ ‬الفن‭ ‬كأحد‭ ‬العناصر‭ ‬الثقافية‭ ‬ودوره‭ ‬المؤثر‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬العالم»؛‭ ‬اذ‭ ‬ان‭ ‬الفن‭ ‬يلعب‭ ‬دورا‭ ‬مهما‭ ‬ومؤثرا‭ ‬في‭ ‬ابراز‭ ‬الموروث‭ ‬الحضاري‭ ‬والثقافي‭ ‬والفلكلوري‭ ‬للشعوب،‭ ‬فمثلا‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬يعد‭ ‬اداة‭ ‬فاعلة‭ ‬في‭ ‬تدوين‭ ‬التراث‭ ‬الشعبي،‭ ‬وكذلك‭ ‬التصوير،‭ ‬والغناء‭ ‬والانشاد‭ ‬والتمثيل،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬مجالات‭ ‬فنية‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬تبعث‭ ‬برسائل‭ ‬جاذبة‭ ‬للشعوب‭ ‬للاطلاع‭ ‬على‭ ‬التراث‭ ‬والثقافة‭ ‬التي‭ ‬يتحدث‭ ‬عنها‭ ‬الفنان،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإنها‭ ‬وسيلة‭ ‬حيوية‭ ‬للجذب‭ ‬السياحي‭. ‬ والمسألة‭ ‬السادسة‭ ‬التي‭ ‬أكدها‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رعاه‭ ‬الله‭ ‬‮«‬أهمية‭ ‬مواصلة‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالفنان‭ ‬البحريني‭ ‬لما‭ ‬يضطلع‭ ‬به‭ ‬عبر‭ ‬أعماله‭ ‬الفنية‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬الصورة‭ ‬الحضارية‭ ‬والتطور‭ ‬التنموي‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‮»‬‭. ‬وهذا‭ ‬الامر‭ ‬ليس‭ ‬جديدا‭ ‬على‭ ‬سموه‭ ‬الكريم‭ ‬فهو‭ ‬الراعي‭ ‬الامين‭ ‬للمخلصين‭ ‬والمبدعين‭ ‬الذين‭ ‬يسهمون‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬خدمة‭ ‬لحاضر‭ ‬البحرين‭ ‬ومستقبلها‭ ‬الزاهر‭ ‬بعون‭ ‬الله‭ ‬وتوفيقه،‭ ‬وإنفاذا‭ ‬امينا‭ ‬لتوجيهات‭ ‬ورغبات‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬والد‭ ‬الشعب‭ ‬وصمام‭ ‬أمنه‭ ‬وأمانه‭. ‬ {‭ ‬أكاديمي‭ ‬وخبير‭ ‬اقتصادي

مشاركة :