عاشت الأحساء الأربعاء الماضي وتحت رعاية سمو محافظها الشاب الأمير سعود بن طلال لحظات سعادة وفرح عندما استمع كل من شارك في حضور هذه الفعالية الكبرى «المزاد» إلى كلمات سموه، حيث أشار إلى (أن مزاد موسم صرام تمور الأحساء يُعد من أهم الركائز الأساسية التي تسهم في إبراز شتى الأبعاد التسويقية والثقافية المرتبطة بإنتاج التمور في الأحساء. باعتبارها إحدى المدن المنتجة للتمور على المستويين المحلي والإقليمي، مؤكدًا سموه أن هذا الجانب من شأنه أن يحفز الجميع لتعزيز الجهد والاهتمام بهذا المنتج وصولاً إلى استثمار أمثل وتحقيق أعلى مستويات الرضى للمزارع والمستهلك، عطفًا على الإيجابيات التي سيحققها لاقتصاد المنطقة والمملكة بشكل عام). وما ذكره سموه -حفظه الله- ذكره قبل 7500 سنة قبل الميلاد الكنعانيون الذين استوطنوا الأحساء قديمًا، وعندما حدث خلاف بين بعضهم البعض قرروا الهجرة إلى الشمال بعضهم هاجر لوادي الرافدين وبعضهم اتجه إلى فلسطين.. وفي رواية «العشاق» لرشاد أبو شادور إشارة إلى أن النخيل التي باتت موجودة في فلسطين إنما هي جاءت مع أجداد الفينيقيين أحفاد الكنعانين الذين حملوا معهم فسائل النخيل، وحسب ما تشير إليه المعلومات التاريخية أن انتقال النخيل وفسائلها إلى العديد من الأوطان في الماضي السحيق جاء من خلال الفينيقيين الذين تعلموا علوم البحار من أجدادهم الكنعانيين. وبالتالي نقلوها معهم خلال تجارتهم ومغامراتهم في البحار إلى إفريقيا مصر واليبو قديمًا ليبيا اسمها في القرون الأخيرة و»ترشيش» تونس اسمها الجديد ومملكة «نوميديا» الجزائر.. ومن الجزائر انتقلت فسائل النخيل إلى الأندلس والبرتقال.. ونقل الإسبان والبرتقاليون الذين هاجروا مع حملة كريستوفر كولمبس المستكشف الإيطالي في عام 1492 أربع رحلات بحرية استكشافية بتمويل إسباني عبر المحيط الأطلسي أدت إلى استكشاف القارات الأميركية التي كانت مجهولة فيما مضى ومع مرافقيه الذين كانوا يحملون معهم فسائل النخيل ونوى التمر. هذا، وكان قديمًا لتمور الأحساء شهرة وأهمية كبرى. ومن الحكايات التي تروى عن ذلك أن الخليفة عبد الملك بن مروان أعد طعاماً ودعا العديد من أهله ومعارفه لتناول هذا الطعام، وقال أعرابي وكان حاضرًا في مائدة الخليفة: لقد أكلت ألذ وأطعم منه، وأشار إليه الخليفة فدنى منه فسأله كيف أكلت أطيب منه فقال: نعم يا أمير المؤمنين أني أقيم في هجر يقصد «الأساء»، ولقد أورثني أبي فيها نخيلاً ومن بين هذه النخيل نوع لا ألذ منه ولا أصغر نوى ولا أحلى حلاوة. بل إن أهل هجر يصنعون ويعدون أطعمة من تمور نخيلها لا تجد مثيلاً لها وما ذقت أطيب منها في مختلف البلدان. فرد عليه الخليفة عبد الملك.. أكلت طيبًا.. والحديث عن تمور الأحساء حديث ذو شجون يجعلك تعود إلى ما كتب عنها في مختلف الدراسات والأبحاث وكيف استطاعت بعض جامعات المملكة ودول أخرى إعداد أبحاث مختلفة لتحسين سلالاتها وتعزيز منتجاتها وفتح أسواق واسعة لها. وما ذكره ذلك الأعرابي في حضرة الخليفة عبد الملك من وجود أطعمة مختلفة يعدها أبناء «هجر» منذ مئات السنين نجدها موجودة حتى اليوم في مختلف مدن الأحساء بل وفي مناطق أخرى بالمملكة والخليج، ومع التطور باتت المنتجات التي يدخل التمر فيها ينافس بعضها بعضًا.. فحلويات الكليجا، والممروسة والعصيدة والتمريه والملتوت وحتى الأيسكريم ومن مكوناتها التمر أو عسل الدبس الذي يدخل في العديد المأكولات، ومن أشهر المأكولات «كبسة» المحمر والذي يعد حسب الرغبة بالرز مع اللحوم أو الأسماك أو الدجاج ويتبل بالهيل والقرفة وماء الورد والزعفران...!
مشاركة :