يواصل المجتمع الدولي ضغطه من إجل إعادة ليبيا إلى مسار الانتخابات من جديد، وهو ما تجلي في تحذير السفير الأمريكي إلى ليبيا، يتشارد نورلاند، من أن الوضع الراهن غير قابل للاستمرار في البلاد لا سيما بعد الاشتباكات الأخيرة التي شهدتها العاصمة طرابلس. وأضاف نورلاند أنه يتعين على جميع الجهات الفاعلة الخارجية والداخلية التحرك نحو الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت ممكن. يأتي هذا فيما بدأ المبعوث الأممي الجديد في ليبيا عبدالله باثيلي، نشاطه الدبلوماسي بعد تعيينه في المنصب الجديد مؤخرا، بلقاء الرئيس السنغالي، ماكي سال. في هذا السياق، قال الأكاديمي والباحث السياسي، الدكتور صلاح الدين الشكري، إن النظام الدولي، متمثل في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وصلوا إلى قناعة بأن ليبيا تحتاج إلى وقفة حقيقية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإعادة الأمور نحو المسار الصحيح والدفع نحو انتخابات رئاسية وتشريعية في أقرب وقت. وتابع أن تصريحات السفير الأمريكي تعكس هذا التوجه، وأن هذه القناعة جاءت متأخرة، معرباً أن تنعكس تلك المتغيرات الدولية بشكل إيجابي على الداخل الليبي، لافتا إلى أن الميليشيات المسلحة التي تتحرك في العاصمة هي أدوات لدول أجنبية، وأن الخلافات هي بين دول لها أطماع في ليبيا وليس بين الليبيين. وشدد على أن ما يفسد المشهد اللليبي هو التدخلات الخارجية في الشئون الداخلية. فيما قال الكاتب والباحث السياسي، محمد محفوظ، إن هذا التحرك الدولي يأتي في سياق الأزمة الأوكرانية، فأوروبا ستعيش – وفقا للتقديرات – شتاء قارص بسبب نقص الغاز الروسي، وليبيا والجزائر قد يغطيان، ولو بنسبة قليلة، العجز الذي تسبب فيه إغلاق روسيا لخط “نورد ستريم 1″، لذا فهناك رغبة لوجود استقرار في ليبيا. وأكد أن الاستقرار الأمني لن يحدث إلا باستقرار سياسي واضح.
مشاركة :