في الصباحات تشرق الارواح,نتوسدالأمل,ونتوشح التفاؤل،نصحو وقلوبنا مسكونة بالصمت أحياناً،وبالقلق أحياناً،وبالحب كل الأحيان ،بينما يتغنى الشعراء بصباحات تشعل فتيل الشوق والأمنيات والأحلام في أرواحهم الممزوجة كثيرا بالقلق،يرسمون لغة جديدة تمثلهم، وتعنيهم،وتشكل ملامح الحلم في دهاليز حياتهم. وفي هذا الصباح مزج الشاعر بين اللونين الابيض (صباح الورد,صباح العطر, الحنا) والاسود(صباح الكادح,صباح الجرح,صباح التيه)موظفا هذا التلوين في كل مقطع من مقاطع القصيدة بما يتواءم وحالته النفسية المتقلبة. الملفت في النص ذاك الانسجام الصوتي الداخلي النابع من التوافق الموسيقي بين الكلمات ودلالاتها حينا،وبين الكلمات بعضها البعض حينا آخر,توافق صوتي بين الحركات والسكنات أدى الى إتساق موسيقاه الداخلية حرفا ولفظا وارتباطهما بالتأثيرات العاطفية، ماكان له أثر في الكشف عن أحاسيس الشاعر وانفعالاته،فالأصوات وتناغمها أشاعت في النفس إحساساً عاطفياً،فليس هناك مقاطع أو حروف يمكن أن تتصف في ذاتها بإحساس الفرح أوالحزن،وإنما الذي حدد العلاقةَ بين أصوات المقاطع والحروف وبين الإحساس هو النغم الناشئ من تداخل الكلمات صوتا وإحساسا،فالموسيقى الداخلية لم تتحقق من خلال اللفظ المفرد،وإنما من خلال وروده في سياق متكامل. اما على مستوى الموسيقى الخارجية فقد اعتمد السهل وزنا,وزيادة حرف قبل للروي(خد,شد,مد,صد,حد,قد,رد) وقليلا حرفين او اكثر قافية. الجميل ان صوره الشعرية خرجت من مجرد علاقة جزئية بين مشبه ومشبه به إلى نوع من المشاهد الموحية المتتالية في سرعة تنقل لنا صورا متلاحقة مرئية ومسموعة (صباح المال بعيون الفقير ان شافه بكف الغني ينعد ). الا ان اللافت في النص ذاك الاضطراب الشعوري والقلق النفسي بين بداية النص ونهايته بين الأمل والألم ،البياض والسواد،وهو سمة كل الشعراء. صباح الورد صباح البرد لامن هب صباح العطر والحنّا وبوسة خد لاحلى وحده بالدنيا اذا مرّت وقف ليل وسكر فيها الين انهد صباح الكادح ان غنّى اذا حدّك زمانك شد واذا مدّك زمانك مد واذا طاحن عزومك صد صباح المال بعيون الفقير ان شافه بكف الغني ينعد صباح الجرح بقلوب الغلابا مالقى له حد صباح اللاصباح الياتعطّر في مساء حسناء وحلوة قد صباح انسان تايه في صحاري الياس يفتش عن وطن للحلم ولقى حلمه سراب ورد !!!
مشاركة :