في هذا النص اكثر من وقفة للتأمل..واكثر من محطة للجمال. في البدء النص مليء بالمشاعر الفياضة والأحاسيس المتوقدة.. يتنازعه الأمل والألم..الشموخ والجرح..الواقع والأمنية..القلق والسكينة..وفيه نفس إنساني يتجاوز الخاص الى العام..كما أنه مزدحم بالأحاسيس الحية النابضة..وكون أن بعض صدور الأبيات تفيض بمعانيها إلى الاعجاز مؤشر على قوة الحالة الشعرية وازدحام الحالة الشعورية. هذا البيت انموذجا لما اشرت إليه: بديت/انتهي..والموت في دفتري إنْ لم.. ازاحم قوافي القوم فيْ السوق وآضارب من الواضح من النص أن الشاعر متمكن من أدواته الفنية من حيث الحبكة أما من حيث المضمون فالشاعر مسكون بوعي وفكر وكم لايستهان به من القلق والأسئلة. وفي ظني أن قوافي الصدور والأعجاز التي اختارها الشاعر لقصيدته وهي ليست من القوافي السهلة قيدت الى حد ما من انطلاقته في ميادين اوسع للبوح وتحليقه في فضاءات ارحب للنزف والمطر لكنها لم تخف جزالته الواضحة وشاعريته العالية. النص يندرج تحت مظلة الذاتية التي تتمازج فيها الشكوى والشموخ الضجر والطمأنينة مع نفس فلسفي جميل وانا ميال لمثل هذه الأطروحات العميقة والأنيقة. قبل الختام: وانا اللي كشفت السر للدمْع ماعلَّم لوحدي:بكيت..ومعْهم:مفتّل الشارب عجزت البس الصمت وعجزت اقدر اتكلَّم وانا البحْر يغرق داخلي ياهَل القارب هنا اتوقف..واترك لكم متعة الإبحار والاكتشاف!. صَعَدْنا على كتْف الأمل والتعب سُلَّم على قمة الأحـلام طعنات ومْـكارب حشود الوجع تصطفّ..والعزْم يتألَّم وتتسربل الزفرات بالصبْر وتحــارب وربعي،عليهم شعري ودفتري سلَّم لهم منهل وذود وبساتين ومضارب وانا اللي كشفت السر للدمْع ماعلَّم لوحدي:بكيت..ومعْهم:مفتّل الشارب عجزت البس الصمت وعجزت اقدر اتكلَّم وانا البحْر يغرق داخلي ياهَل القارب خذوني غريب،الصبح في نظرتي ظلَّم من اوهامي وحلمي ومن واقعي هارب بديت/انتهي..والموت في دفتري إنْ لم ازاحم قوافي القوم فيْ السوق وآضارب فـلا الكفّ مبتورةْ ولا سيفي مثلَّم ولكنّ لي حظ ابْعَد الحبل والغــارب!!
مشاركة :