عند الدخول في عالم هذا النص،وكنص مجهول الشاعر، فإننا في بدايته لن نجد ما يستفز القراءة النقدية، لأن مدخلها وأبياتها الأولى مملوءة بالمفردات والاستخدامات المستهلكة، فمفردات مثل السهر والليل والوقت واستخدام مثل(دروب السهر) والتشكيلة المعروفة للشكوى من الزمن، كلها داخلة ضمن الكتابة النظمية النمطية والمكررة، لكني قبلت أن أكتب رؤية نقدية لهذا النص بعد أن وصلت للشطر الذي تدخل فيه الأم إليه من خلال الذاكرة التي تستدعي صوتها الهامس بالتوجيه، والأم تدخل حتى في النظم وتؤثر، لكن دخولها في هذا النص كان بصحبة شعرية، الأم هنا أضافت للنص روحاً لكنها روح ما كانت لتوجد لولا شاعرية جميلة ساعدتها، النص يتذكر الخروج من الطفولة والتورط بالحاضر والذي كبرت مع العمر فيه الأحلام بحيث حتى التوجيه من قلب الأم الحنون لم يعد يمكن مواجهة الحاضر به وقد صار كصعود سلالم التعب، وعلى الرغم من أني مع ضرورة وحدة القصيدة وأجد في النص قفزات تعبيرية من الشكوى من الزمن الذي تمر سنينه مثل التيه بين الدروب إلى التحدي إلا أنه من الجميل أن لا يضع الشاعر قارئه في غرفة مغلقة لا ينفذ إليها أي نور، والجميل هنا هو ما يختتم به الشاعر نصه من تفاؤل وأمل وتحد ورغم أنه قفزة من حالة لحالة إلا أنه جاء ليجعل القفلة كمخرج إلى شاطئ الأمل المترامي، (وأحب أكتب على الجدران للآخر) والكتابة على الجدران بمعناها المجازي تعني شاعرا يسعى للمغايرة والجرأة والمغامرة. على دروب السهر والليل وأوهامي يسيل عطر الحياة..وينكسر شاعر أظل واقف على المرآة قدامي والوقت يرحل معاي,ولاني مسافر ترتب الذاكرة شكلي وهندامي واسمع صدى صوت أمي سايلٍ,ماطر يهمس بإذني..خلاص اللعب يا عظامي تعال واكتب دروسك..واللعب باكر اليوم يمّة كبرت وكبّرت أحلامي واللعب ما عاد يعني لي,ولا ياسر اللعب عدّى مع الماضي من أيامي سنين مرّت,وظلّت عبرة الخاطر تتيه بين الدروب وتسكن أقلامي تسيل بين المحاني..تنهي وتامر وأنا يا أمي كبرت,وطالت أقدامي ترقى سلالم تعب,وتبعثر الحاضر أمشي مع الناس وكتاب الأمل ظامي مهما تعثرت يبقى قلبي مغامر ما دام شط الأمل ممدود,مترامي ما همني لو أغيب ببحره الهادر أحب أرقى وأطوف العالم السامي وأحب أكتب على الجدران للآخر
مشاركة :