قال باحث أفغاني لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة حصرية إن مكافحة الإرهاب أداة تستخدمها الولايات المتحدة لتعزيز هيمنتها. وقال نجيب الله جامي، الخبير السياسي الأفغاني والأستاذ بجامعة كابول، إن "تعريف الولايات المتحدة للإرهاب يعتمد على مصالح واشنطن. الولايات المتحدة تستخدم الإرهاب كأداة لغزو وهزيمة الدول الحرة لضمان مصالحها". في أعقاب الهجمات الإرهابية على نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر عام 2001، اتهمت الولايات المتحدة تنظيم القاعدة بتدبير الهجمات المميتة وقادت تحالفا عسكريا لغزو أفغانستان في أكتوبر 2001 للإطاحة بحكومة طالبان، بدعوى أنها تأوي زعيم التنظيم الإرهابي آنذاك أسامة بن لادن. وفي أواخر أغسطس عام 2021، انسحبت القوات الأمريكية على عجل من أفغانستان مع هزيمة عسكرية، تاركة الدولة التي مزقتها الحرب في فقر مدقع وآلام عميقة. وأظهرت البيانات العامة أن أكثر من 50 ألف مدني أفغاني وما يقرب من 70 ألفا من أفراد الأمن الأفغان قتلوا خلال الاحتلال الأمريكي المستمر منذ عقدين لأفغانستان. وقال جامي إن حرب "مكافحة الإرهاب" الأمريكية تسببت بزيادة عدد التنظيمات الإرهابية في أفغانستان اليوم إلى أكثر من 20. وأضاف "غزا الأمريكيون أفغانستان تحت شعارات مكافحة الإرهاب ومنع إنتاج وتهريب المخدرات وإعادة بناء البلاد، لكن هذه المزاعم ثبت أنها لم تكن في محلها حيث زاد إنتاج المخدرات وتهريبها أضعافا مضاعفة وتعاني الدولة التي مزقتها الحرب أيضا من الفقر المدقع". وقال الخبير في سياق تقديمه أمثلة على الدور المدمر للتدخل العسكري لواشنطن بذريعة محاربة الإرهاب في دول معينة، "إن حصيلة الحرب الأمريكية في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا واضحة للجميع". وأضاف "نحن الأفغان لم يكن لدينا تنمية اقتصادية ملموسة بسبب وجود الجيش الأمريكي أو ازدهار اقتصادي على مدى السنوات العشرين الماضية. نحن نستورد الكهرباء من طاجيكستان، ليس لدينا ما يكفي من الغذاء، حتى في كابول ليس لدينا مياه شرب نظيفة". ووفقا للمفتش العام لإعادة إعمار أفغانستان المعين من قبل الكونغرس الأمريكي، فإن الدخل السنوي للفرد في الدولة الآسيوية انخفض من 650 دولارا أمريكيا في عام 2012 إلى 500 دولار في عام 2020.
مشاركة :