إما القصاص وإما الإرهاب!!

  • 1/4/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

اثنا عشر عاماً والمنطقة العربية تعاني من الإرهاب والتطرف والإجرام، فمنذ عام 2003م حين دخلت القوات الأمريكية العراق وحتى يومنا هذا والقوى الإرهابية والجماعات الإجرامية تمارس كل أنواع القتل والسحل والحرق والتخريب، ولم تتوقف عند قتل الناس باختلاف عقائدهم ومذاهبهم وثقافاتهم، ولكن بلغ إجرامهم إلى تهجيرهم من ديارهم وتسوية بيوتهم بالأرض والاعتداء على المتاحف والآثار، اثنا عشر عاماً كفيلة بخروج جيل كامل يحمل الأفكار التكفيرية والطائفية. لقد أثبتت المملكة العربية السعودية شجاعتها وقوتها في مواجهة الإرهاب وجماعاته بدءاً من حكم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الذي أخذ على عاتقه مواجهة كل التحديات وفي مقدمتها الإرهاب الدولي الذي يضرب المنطقة اليوم، فقد دشن تحالفاً عربياً لموجهة الجماعات الحوثية الإرهابية باليمن وأنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح المدعومة من إيران (رأس الفتنة) وعودة الشرعية والأمن والاستقرار لليمن والمنطقة العربية، وأكد السعودية على محاربتها للإرهاب بتشكيل التحالف الإسلامي ضد الإرهاب والذي انضوى تحت مظلته 35 دولة إسلامية وعربية عانت خلال السنوات الماضية من ويلات تلك الجماعات الإرهابية، وجاء التأييد العربي والإسلامي والدولي لهذا الكيان لمواجهة التهديدات الإرهابية لها. الشقيقة السعودية أخذت دورها الريادي بالمنطقة في ظل غياب كبير لدول عربية كان لها الأسبقية في مواجهة الإرهاب، فلم تنتظر من الدول إثبات جديتها في محاربة الإرهاب وتنفيذ الأحكام الصادرة في حق الإرهابيين، بل سارعت بتنفيذ حكم القصاص في 47 إرهابياً ومحرضاً على الفتنة والقتل والتخريب، كانوا خطراً على الأمن والاستقرار بالمنطقة حين أشعلوا نار العداوة والبغضاء بين شعوب المنطقة على أسس مذهبية، سنة وشيعة، ومحاولة تأجيج الصراع بين الأنظمة وشعوبها مستغلين في ذلك ما يعرف بالربيع العربي، والدفع بهم إلى أتون صراعات وحروب أهلية. لقد جاء تنفذ حكم القصاص في 47 إرهابياً من الفئة الباغية التي فرضت سطوتها الإجرامية على المجتمعات العربية معتقدة أن الأنظمة والحكومات العربية في حالة عجز عن التصدي لها ولدعاتها، فالجميع يعلم بأن تلك الجماعات لا تريد بالمجتمعات العربية خيراً حتى وإن رفعت شعارات التغيير والمظلومية، لذا جاء حكم القصاص في 47 إرهابياً ليؤكد على قوة القضاء بالمملكة العربية السعودية، مع نزاهتها واستقلاليتها، وهي رسالة واضحة للمشككين في موقف السعودية من الإرهاب. لقد عانت الشقيقة السعودية من الاعمال الإرهابية منذ عام 2003م حين تم استهداف مشاريعها الاقتصادية والنفطية، وقتل بعض الأجانب والمواطنين ورجال حفظ الأمن، إن الانهزاميين والمتخاذلين سيحاولون تصوير المشهد (أحكام القصاص) وكأنها استهداف لأحد أبناء طائفة معينة، أو شخصية بذاتها، وللأمانة التاريخية أن حكم القصاص قد جاء في فئة استهدفت بلاد الحرمين الشريفين، وهي بلاد لا يمكن أن تتعايش مع قوى الإرهاب، فالأمن والاستقرار هو أساس الحكم في المملكة العربية السعودية، وهذا تاريخها الطويل منذ تأسيس الدولة السعودية على يد الإمام محمد بن سعود - رحمه الله - إلى يومنا هذا وهي تقيم شرع الله، الأمر الذي جعلها مهوى أفئدة المسلمين لما تتمتع به من أمن واستقرار. لقد تعرضت وزارة الداخلية ووزارة العدل السعودية بسيل من الألفاظ النابية والمفردات الرخيصة لتنفيذ حكم الإعدام في تلك الفئة، علماً بأن الإرهاب هو إرهاب ولا يمكن السكوت أو التجاوز عنه، لقد حاول الإعلام المأجور في وسائل التواصل الاجتماعي التشكيك في أحكام القصاص، وهي محاولة لتضليل الرأي العام، إن ما قامت به السعودية من تنفيذ القصاص في حق 47 إرهابياً هو رسالة واضحة لقوى الإرهاب ومن يقف خلفها من قوى إقليمية بأن المرحلة القادمة هي مرحلة المواجهة والحزم، ولا مجال فيها للدبلوماسية السياسية، وهي رسالة واضحة وصريحة للقوى الإرهابية والفئات الضالة بأن عصرها قد انتهى وجاء عصر المواجهة. إن إعدام 47 إرهابياً ومحرضاً وفي مقدمتهم منظر تنظيم (القاعدة) والمحرض على قتل رجال الأمن بالسعودية هي رسالة لكل الجماعات الإرهابية دون استثناء بأن هذا هو مصيرهم، حتى وإن حاولوا تحريض الناس على الغوغائية والفوضى والخروج على النظام العام، فالأحكام جاءت إثر جرائم ارتكبوها خلال الأعوام 2003 -2011م، وقد صرح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية قائلاً: (المملكة ذات سيادة، وعلى ثقة بما تقوم به لحفظ الأمن والأمان، ومن له رأي آخر لا يهمنا)، وأضاف: (الشخص لا يقاضى من مسألة أنه ينتمي إلى هذا أو ذلك التنظيم، وإنما يحاكم لما يقوم به شخصياً من أفعال وأعمال). من هنا فإن عصر المواجهة مع قوى الإرهاب قد بدأ ولا مجال للمحاباة أو الدبلوماسية، ولابد من المواجهة لقوله تعالى: (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) [الإسراء: 81]، فلا يمكن للباطل أن يزهق ويموت وينتهي إلا بقدوم الحق، وها هو الحق نراه في المواقف المشرفة للشقيقة المملكة العربية السعودية.

مشاركة :