تشارك الإمارات بجناح وطني في المعرض الدولي للعمارة ال 15 في بينالي البندقية خلال الفترة من 28 مايو/ايار إلى 27 نوفمبر/تشرين الثاني المقبلين، وسيبرز الجناح التحولات التي مرت بها البيوت الشعبية الإماراتية. وتتولى مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان مهام المفوّض الرسمي للجناح، بدعم من وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع. سيقدم ياسر الششتاوي، القيّم على المشاركة الإماراتية في المعرض وأستاذ مشارك في قسم الهندسة المعمارية بجامعة الإمارات العربية المتحدة في العين، معرضاً عنوانه تحولات.. البيت الشعبي الإماراتي و يسلّط فيه الضوء على التحولات التي مرت بها البيوت الشعبية الإماراتية. وسوف يتمحور تركيزه حول تكيّف النموذج الأساسي للبيت الإماراتي من قِبل السكّان ليتلاءم مع متطلباتهم، لتصبح بيوتاً فردية تعكس ثقافتهم وأسلوب حياتهم. وتأتي إقامة المعرض استجابةً لدعوة أليخاندرو آرافينا، القيّم على المعرض الدولي للعمارة في بينالي البندقية، المتمثّلة في تقديم نماذج حول إسهام البيئة المبنية في تحسين جودة حياة الإنسان. وسيتناول الششتاوي حالات دراسة من شأنها توضيح الدروس المستفادة في بناء نموذج مرن وملائم، كما هو واضح في البيت الشعبي الإماراتي، حيث يمكن استخدامه في تلبية التطلعات العالمية في توفير إسكان اجتماعي ملائم. وتقع البيوت الشعبية في الأحياء السكنية في مدن الإمارات وقد وُضعت تصاميم هذه البيوت الشعبية في بداية سبعينات القرن الماضي، وجرى تنفيذها خلال مدة السبعينات والثمانينات من القرن ذاته، لتوفر السكن ووسائل الترفيه الحديثة للسكان المحليين. ويضم نمط البيوت الشعبية سلسلة من الغرف المطلة على ساحة فناء داخلي، وقد أثبتت هذه المساكن قدرة عالية على التكيّف مع تطور أسلوب حياة العائلات الإماراتية وتقف العديد من البيوت الشعبية اليوم شاهداً على الزخم المتزايد للعناصر المعمارية الإماراتية على مدار الأعوام، وتحولها من النموذج الأساسي إلى بيوت فردية تمثِّل عنصراً مهماً في أصل البيئة الحضرية. ويرى الششتاوي أن البيوت الشعبية الإماراتية تمثل استجابة لموضوع البينالي والذي يتناول الطرق التي يمكن من خلالها تشكيل البيئة الحضرية لتحسين جودة حياة الشعوب. فمن خلال توفير نموذج مرن، مستوحى من المساكن التقليدية التي كانت موجودة بمدن الإمارات، أتاح المهندسون المعماريون الأوائل للسكان تعديل بيوتهم للتعبير عن ثقافتهم ولتلبية احتياجاتهم. لقد طرأت تغييرات في حجم الأراضي المخصصة للبيوت وتفاصيل التصميم، غير أن الإطار الأساسي بقي كما هو. وقد أثبتت هذه البيوت مرونتها الكبيرة في التكيف مع المقيمين من خلال إجراء سلسلة من التغييرات بحيث يمكن أن تكون هذه البيوت أكثر توافقاً مع أسلوب حياتهم بما لا يتعارض مع الثقافة المحلية. ومن خلال التركيز على الأحياء السكنية التي تضم بيوتاً شعبية، يمكن أن نسلط الضوء على هذا الجانب من تطور النمط المعماري في دولة الإمارات العربية المتحدة والذي يهتم بالمساحات اليومية في حياة السكّان. وقالت خلود العطيات، مدير المشاريع، في مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، التي تتولى مهام المفوّض الرسمي للجناح الوطني بدعم من وزارة الثقافة: نفخر في ثاني مشاركاتنا في المعرض الدولي للعمارة في بينالي البندقية، بأن يولي الجناح الوطني للإمارات اهتماماً لهذا العنصر من عناصر التراث المعماري المحلي. ويلتزم الجناح الوطني بالاحتفاء بالفنون والممارسات المعمارية في الإمارات من خلال إفراد مساحة للحوار مع المجتمع الدولي في معارض الجناح الوطني، بهدف المساهمة في ترسيخ الإمارات كمركز عالمي للثقافة والفنون.
مشاركة :