يشارك عدد من طلبة وخريجي الجامعات في الإمارات، في معرض تحولات: البيت الوطني الإماراتي، الذي ينظمه الجناح الوطني للدولة ضمن مشاركته في المعرض الدولي للعمارة ال15 في بينالي البندقية لعام 2016؛ لدراسة التحولات التي مرّت بها البيوت الوطنية الإماراتية، التي تعرف أيضاً بالبيوت الشعبية، مستكشفاً من خلاله كيفية تحول النموذج الأساسي للبيوت الشعبية الإماراتية التي تم بناؤها في دولة الإمارات خلال السبعينات. يقام المعرض الدولي للعمارة ال15 في بينالي البندقية خلال الفترة من 28 مايو/أيار الجاري وحتى 27 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، الذي يشرف عليه ياسر الششتاوي الأستاذ المشارك في قسم الهندسة المعمارية بجامعة الإمارات. وأتاحت هذه الفرصة للطلبة المشاركين، فرصة تعلم الكثير عن تاريخ العمارة الحديثة في الإمارات، ومشاركتهم لتجاربهم ومعرفتهم الشخصية مع باقي الزملاء المشاركين. الخليج التقت عدداً من الطلبة لمعرفة المهام التي قاموا بها؛ لإبراز تلك التحولات في البيوت الشعبية الإماراتية، وأوضحت لاما شفيق الغطريف طالبة ماجستير هندسة معمارية في جامعة الإمارات، أنه ومن خلال البحث وتجهيز بعض المخططات التوضيحية لأنماط من البيوت الشعبية، لاحظت العديد من التحولات والتغييرات التي طرأت على البيت الشعبي، من حيث: موقع بعض الفراغات المعمارية ووظائفها، وأبعادها، كما أن المطبخ كان في إحدى المراحل جزءاً من البيت الشعبي، إذ إنه كان فراغاً متصلاً بالبيت، ولكنه في عام 1967 قامت بلدية أبوظبي بوضع خطة جديدة، فأصبح المطبخ خارجياً وذلك لاعتبارات معينة، وأضيف للتحولات بناء كتل سكنية مستقلة، وتوفير مدخل مستقل، واستخدامها كاستثمار للتأجير. وأشارت الغطريف، إلى أن البيت الشعبي يعدّ مرحلة انتقالية مهمة في حياة سكان الإمارات، وبعد انتقالهم إلى البيوت الحديثة الفلل ساهم البيت الشعبي بتحسين الوضع المعيشي للأفراد، من خلال استخدامه كبناء استثماري، مضيفةً أنها لكونها تعمل كمساعدة باحث قامت بتجميع المعلومات بمساعدة مصادر مهمة، ومن خلال الزيارات المتكررة للأرشيف القومي في أبوظبي، قدمت الإدارة المساعدة وسهلت الحصول على هذه المصادر، حيث تم الاطلاع عليها والحصول على معلومات مفيدة لتدعم الموضوع بقوة، بالإضافة إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة، مثل؛ البرامج الهندسية لرسم المخططات المعمارية والبيانية لتوضيح المراحل، كما تم تجهيز المخططات المعمارية وتحليلها وتوضيح مراحل تطور البيت الشعبي، من خلال: استخدام برامج هندسية متخصصة، مثل؛ (Auto Cad) وبرامج التصميم الجرافيكي، مثل؛ (Illustrator)، وتم رسم الواجهات الرئيسية للبيوت الشعبية بكامل تفاصيلها المعمارية والعمرانية، وذلك من خلال زيارة الأرشيف القومي للحصول على معلومات تخص تاريخ البيت الشعبي منذ عام 1960 إلى 1982. وأضافت جود عبدالله الدخيل طالبة ماجستير هندسة معمارية في جامعة الإمارات، أنه في أكتوبر/تشرين الأول 2015 أتيحت لها الفرصة للعمل كمساعدة باحث في جناح الإمارات في بنالي البندقية، وكانت تجربة جديدة ومثيرة للاهتمام، وتعلمت الكثير من هذه التجربة، وكانت مهامها الرئيسية في المشروع، رسم الواجهات للبيوت الشعبية في مناطق داخل مدينة العين، ورسم مخططات لبعض البيوت الشعبية، والقيام بتحليلات عن كيفية مراحل التطور في البيت الشعبي، كما أنها قامت بالبحث في الأرشيف الوطني بأبوظبي من عام 1970 إلى 1982 على أخبار تخص البيت الوطني في الدولة في عدد من الصحف. ولفتت الدخيل، إلى أنه ومن خلال عملها لاحظت وجود فروقات بين كل حقبة زمنية في بناء البيوت، حيث إنه في المرحلة الأولى لم يكن هناك قوانين للبناء، والمساحات كانت صغيرة وموحدة لجميع البيوت، وجميع خدمات المنزل كانت تتجمع في كتلة واحدة، أما في المرحلة الثانية فقد كان هناك تحسن في نوعية المواد المستخدمة، وأصبح الناس يضيفون مساحات إضافية للبيوت؛ نتيجة لزيادة عدد أفراد العائلة، وأصبحت الخدمات في كتل متعددة؛ نتيجة لتوسع حجم الأرض، مثل المجلس والمطبخ اللذين أصبحا خارج المنزل، بينما بقي المنزل ليحتوي على غرف النوم والمعيشة، فبهذا أصبحت كتلة المنزل خاصة، والكتل الخارجية كتلاً عامة، ومن النقاط المهمة في البيوت الشعبية هي محافظة أهلها على وجود خيمة خارج المنزل، فمعظم الناس خصوصاً عندما سكنوا البيوت الشعبية أرادوا المحافظة على الماضي، وبهذا وضعوا خياماً أمام منازلهم؛ كي تبقيهم على ذكرى الماضي. وأشارت، إلى الوسائل التي استخدمت في تحضير المعرض، إذ قاموا برسم المخططات المعمارية والواجهات المعمارية للبيوت الشعبية في عدة مناطق في العين على برنامج الأوتوكاد، وتنسيق الصور والرسومات المعمارية، والقيام ببعض التحليلات على برنامج (Illustrator) عن مراحل تطور البيوت الشعبية في الإمارات. وأوضح إبراهيم إبراهيم طالب في كلية العمارة والفنون والتصميم التابعة للجامعة الأمريكية في الشارقة، أنه اختبر تحولات البيوت الشعبية الإماراتية منذ تشييدها وتنوعت بين الإضافات المعمارية الرئيسية، وصولاً إلى الألوان المستخدمة، كما تغيرت مساحاتها بما يتلاءم مع متطلبات سكانها وأسلوب حياتهم، حيث إن تلك التحولات المعمارية لم تشكل باختلاف أوقات إجرائها بديلاً للمراحل التي سبقتها، وإنما إضافة جديدة سمحت بملاحظة التغييرات التي طرأت على المساحة وغيرها من جوانب المكان، كما أضافت التحولات طابعاً مميزاً وهوية خاصة تتباين مع حالتها الأولى، عندما كانت البيوت متشابهة مع بعضها، وعمل على 3 مجموعات من المجسمات المادية وفق 3 مقاييس مختلفة بدءاً من نموذج الحي على مقياس 1:1000، وكشف ذلك روعة النمط الحضري والتنظيم والعلاقات بين الكتل والفراغات والتي عكست بدورها جمال النموذج العمراني بشكل عام. وأضاف إبراهيم، أنه تم التركيز وبشكل أكبر على منطقتين مختلفتين على مقياس الشارع 1:200، وتبيّن بأن الكتل القائمة تمتاز بالتناغم رغم الإضافات والتعديلات التي أضافت طابعاً خاصاً يعكس احتياجات مستخدميها، وبعد ذلك تم التركيز على وحدات تضم 4 منازل على مقياس 1:50، وحرصنا على استعراض مواطن التباين بين النماذج القديمة والجديدة، كما تمت محاولة إعادة تصوير تجربة المنزل والحي عبر توظيف مزايا وعناصر أساسية للمنازل في المجسمات. وأشار، إلى أنهم لجؤوا في مجسم الحي إلى استخدام الخشب والطلاء بالرذاذ؛ إذ يسهم التباين بين البيوت المطلية بالرذاذ الأبيض والحوافّ السوداء المحترقة الناتجة عن عملية القص بالليزر، في إضفاء مظهر أكثر عمقاً ووضوحاً في نموذج المساحات العمرانية والفراغات، أما بالنسبة لمجسم الأبنية المجمّعة، فيبدو الفرق بين القديم والجديد جلياً، من خلال التباين بين الخشب الصلب والأكريليك الشفاف، وتم استخدام مواد متنوعة في مجسم المنزل 1:50 بما يشمل الخشب، والأكريليك، وتقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد على البلاستيك، بهدف توفير تجارب تحاكي أرض الواقع. وأوضحت إسراء علي خريجة هندسة معمارية في جامعة الإمارات، أن المساكن الوطنية الإماراتية مرت بتغيرات مختلفة على مر السنين، وذلك بعد توزيع المساكن الوطنية في مناطق عديدة في الدولة من قبل الجهات الحكومية، ولقد فرضت الزيادة المتنامية في عدد أفراد الأسرة الواحدة، تحولات في تصميم المسكن الوطني الإماراتي؛ لتلبية الاحتياجات المعيشية للأسر، بدءاً من تعلية السور الخارجي للمسكن؛ لتوفير نوع من الخصوصية للأسرة، مما أثر في شكل واجهات المسكن. وقد شملت دراستنا مساكن وطنية مختارة من حي الدفاع والمقام في مدينة العين، وكان دوري يتمثل في تتبع التحولات التي طرأت على تصميم مخططات المساكن الوطنية، وترجمة هذه التحولات من خلال رسوم توضيحية.
مشاركة :