تمر المؤسسات، كما نعلم، بمراحل مختلفة منذ أيام التأسيس الأولى انتقالًا إلى النجاحات الأولى، ومن ثم إلى تأسيس أقدامها بشكل جيد في السوق، ودخولها في مرحلة الثبات الذي يعطيها الزخم المطلوب لكي تتمكن من مواصلة المنافسة، ومع تنامي النسق الذي يسير الفكر الإداري الحديث في اتجاهه، فإن الشركات على مستوى العالم وبسبب حالة المنافسة السوقية الكبيرة التي أفرزتها عولمة الأسواق، فإن كثيرًا من الشركات تدرك أهمية تتبّع ممارسات المؤسسات الأخرى، وتحليل الكثير من جوانب الإخفاق قبل جوانب النجاح في مسيرة المؤسسات التي وضعت لها اسمًا راسخًا على مستوى دولي أو حتى إقليمي في قطاعات الإنتاج والخدمات.ولأن الإنسان بطبعه يواصل التعلم واكتساب الأفكار والمهارات على امتداد سنوات عمره، فإن تتبّع التجارب الإنسانية بشكل عام هو مما يجذب انتباه الإنسان، وهو في ذات الوقت اليوم ضرورة إدارية راسخة لا يختلف عليها اثنان في عالم الإدارة الحديثة، ذلك أن استكشاف التجارب الإدارية، خاصة الصعبة منها في عالم تتشابك فيه المفاهيم الإدارية من جهة، وتتشابه فيه النتائج إلى حد التطابق أحيانًا، يجعل الدعوة إلى الاهتمام بدراسة الحالات دعوة تمتلك الكثير من المنطق في إطار مسيرة كل إدارة واعية نحو استثمار المعرفة بطرقها الحديثة، وتسخير التكنولوجيا المعرفية بحد ذاتها؛ لتكون وسيلة في نقل تلك التجارب للجميع.إن دراسة حالات المؤسسات اليوم وغدًا لا يمكن أن ندرجها أبدًا في إطار أي ترفٍ يتعلق بفكر إدارة المؤسسات، فالقضية إذًا لها اتجاهات وسياقات بالغة الخصوصية، تعتبر من دون مبالغة إضافة علمية وبحثية موضوعية ومنهجية بشكل كبير جدًّا لكل مَن يعي اليوم في مؤسساتنا الوطنية أهمية الانتباه إلى خطورة السوق ليس بسبب اتساع نطاق المعارف الإدارية التي أفرزت منافسات محمومة على كل سوق، ولكن بسبب عدم تأكدنا من قدرة الجميع في تلك الأسواق على الالتزام بالمعايير الأخلاقية في إدارة الأعمال، وهذا بدوره يضيف يومًا بعد آخر المزيد من الضغط على الإداريين الذين ينظرون إلى السوق كأحد أوجه المثالية المُغرقة في رومانسية المدينة الفاضلة.من هنا، ستبقى دراسات الحالة سلاحًا في يد الإداري الذي يضع الأخلاق عنوانًا لجميع مراحل نمو مؤسسته، ومن ناحية أخرى هي سلاح فعَّال جدًّا للمؤسسات العاملة في ذات المجال الذي يتم دراسة الحالة من خلاله، وهي سلاح مؤثر أيضًا تستفيد منه الشركات محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا في حال اقتربت ظروفها التشغيلية من الظروف التي مرَّت بها تلك المؤسسات ذات العلاقة بدراسات الحالة.@hananabid10 أخبار متعلقةحماية أمن الحدود.. الجهود والرهانالإرث الحضاري للمملكة.. وإبداع إنسانها
مشاركة :