تقنية أدب التجاهل، وخُلق التغافل

  • 9/16/2022
  • 05:33
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

هل سمعت عن تقنية أدب التجاهل، وخُلق التغافل…!؟ هي تقنية قديمة قدم وجود الإنسان على الأرض.. اكتشفها الإنسان واستخدمها كي تستمر حياته ويعيش في سعادة وهدوء نفسي؛ حين يعجز عن تفسير أقوال وأفعال الشخص الذي أمامه ولا يجد له مبررٌ واضح، فيقوم بتجاهل أو تغافل تلك الأفعال والأقوال وكأنها لم تحدث أمامه مطلقًا، ولا يفكرُ فيها.. هل مررت بإحساس النشوة للتَّغافل عن هفوة فعلها إنسان عن قصد أو دون قصد؟ وهل جربت قياس الرضا النفسي وأنت ترفع عن هذا الإنسان ألم الحرج أو الاعتذار؟ وهل لاحظت الخجل على وجهه حين التزمت الصمت وتظاهرت بالتغافل وعدم التأثر بما بَدَر منه؟ كل هذه لغات لا تفهمها إلا النفوس الراقية التي تقدر الشعور الإنساني ولا تريد أن تخدش بريقه ولا تكسر كبريائه ولا تحط من قدره ولا تنال من حيائه. وبالمقابل هناك البعض من الناس من لم يفهم هذه التقنية فكان يترقب كل كلمة وكل حركة من الآخرين من حوله طيلة الوقت؛ ليعطيها معنىًّ ورؤية قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة؛ وذلك وفق مفهومه وخبراته “هو” ثم يحاسبهم عليها.. فتجده يسعى لتصيد أخطاء الآخرين من أفعال وأقوال، فيتسبب في قطيعة الأرحام والخصام بين الأصدقاء والتفكك الأسري وعداوة الآخرين… ومعنى التغافل كما في المعجم الوسيط :”تغافل فلان”؛ أي تظاهر بالغفلة أو تعمَّدَها؛ أي بالسَّهو وقلَّة التَّيقّظ، فهذا الرجلُ ليس مُغفَّلاً ولكنه متغافِلاً، وهناك فرق، فالمغفَّل غبي والمتغافِل ذكي. فالتغافل أو التجاهل هو: الترفع عن الدنايا وسفاسف الأمور وهفواتها التي لا تغير الحقائق ولا تبدد الحقوق ولا تحط من الكرامة ولا تقر مُنكرًا ولا تنكر معروفًا ولا تؤصِّل لباطل. الحياة تحتاج منَّا إلى تعلُّم استخدام تقنية التجاهل أو خُلق التغافل في بعض الأحيان وبالعامية (عدم التدقيق في كل شيء، والجلوس على كل كلمة أو هفوة أو فعل بقصد أو بدون قصد من الآخرين ) والتجاهل يكون في الأحداث، والأشخاص، والأفعال، والأقوال، والمواقف… فالإنسان الذكي هو القادر على أن يقيِّم كل ما سبق خاصةً إن صدرت عن شخصٍ يحبه أو شخصٍ لا يعرفه، فليس كل أمرٍ يستحق الوقوف عنده والتدقيق فيه والبحث عن أسبابه وخلفياته والمقصود منه. فالله سبحانه وتعالى خلق الناس من ماءٍ وطين، وبعضهم غلب ماؤه طينه؛ فصار نهرًا، وبعضهم غلب طينه ماؤه؛ فصار حجرًا…؛ لذلك اجعل في حياتك حفرةً صغيرةً ترمي فيها أخطاءَ أصدقائك وأحبائك، كما أنه يستحسن أن تنسى مكان تلك الحفرة؛ كي لا تعود إليها في لحظات الخصام فتستخدم تلك المعلومات ضد من تحب، أو حتى من تكره..! لقد ضرب نبي الله يوسف عليه السلام أروع الأمثلة في ذلك عندما تغافل عن تطاول اخوته في حقه. قال تعالى: ﴿ قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ ﴾]يوسف:77 [، وقال تعالى: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ ]الأعراف 199[ . وفي الحديث الصحيح رواه أبو داود في سننه عن عبد الله بن عمر، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كم نعفو عن الخادم؟ فصمت ثم أعاد عليه الكلام فصمت فلما كان في الثالثة قال: “اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة”. ودخل عُمر بن عبد العزيز المسجدَ في ليلةٍ مُظلمة، فمرَّ برجل نائم فعَثَر به، فرفع الرجلُ رأسَه وقال: أمجنونٌ أنت؟ (وما علم أنَّه أمير المؤمنين)، فقال عُمر: لا، فهمَّ به الحرس، فقال عمر: مَهْ، إنَّما سألني أمجنون؟ فقلت: لا. وقال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه: “العقلُ: ثلثُه فطنةٌ، وثلثَاه تغافلٌ”. وفي قولٍ للإمام أحمد بن تيمية رحمه الله: “تسعة أعشار العافية في التغافل”. أفلا نتعلم فن أدب التجاهل، وخُلق التغافل مع الآخرين؛ خاصةً مع أحبتنا وأصدقائنا ومعارفنا ورؤسائنا وزملائنا في العمل وحتى مع من لا نعرف، فنعطي العذر لهذا وذاك، ونرتقي بأحاسيسنا ومشاعرنا ونترفع عن سوء الظن والغضب والانفعال..! وترتاح أنفسنا من سوء الظن والارتياب.. بإيجاد الأعذار والتغافل عما حدث.. كم مررت أنا بهذه التجارب وكم تغافلت حتى ظنوا أنني لست متغافلة بل غافلة وغبية ولكن هذا لا يهم طالما أنا أعلم قدر نفسي وأفهم أنني قد تغافلت كي لا تنشب حربًا أو خصامًا أو مشكلة لست أريدها من أخٍ أو قريبٍ أو صديقةٍ أو رئيسة أو زميلة عمل أو حتى ممن لم أعرفها.. ومبدأي هو التسامح وحسن الظن.. فلو جلست على كل حركة وكلمة وفعل وقول للآخرين فستكون حياتي كلها حربٌ مشتعلة ومستمرة..! أخيرًا إن من يتصيد أخطاء وهفوات الآخرين لا يزداد إلا تعبًا وهمًّا وكمدًا، فكل ابن آدم خطاء وكلنا نخطئ وحبذا أن نتعامل مع الآخرين كما نحب أن يعاملوننا., وقد قال الشافعي: أحبُّ من الإخوانِ كُلَّ مُواتي وكُلَّ غضيض الطرفِ عن عثراتيِ يوافقُني في كُلِّ أمـرٍ أُريــــــده ويحفظني حيًّــــا وبعـد مَمـَاتـِــــــــــــيِ فمن لي بهذا؟ ليتَ أني أَصبتُهُ لقاسمتُــهُ مالــــي من الحَسَـــــــــــنَاتِ تصفحتُ إخواني فكان أقلَّهمُ على كثرةِ الإخوان أَهلُ ثقاتــيِ هل سمعت عن تقنية أدب التجاهل، وخُلق التغافل…!؟ هي تقنية قديمة قدم وجود الإنسان على الأرض.. اكتشفها الإنسان واستخدمها كي تستمر حياته ويعيش في سعادة وهدوء نفسي؛ حين يعجز عن تفسير أقوال وأفعال الشخص الذي أمامه ولا يجد له مبررٌ واضح، فيقوم بتجاهل أو تغافل تلك الأفعال والأقوال وكأنها لم تحدث أمامه مطلقًا، ولا يفكرُ فيها.. هل مررت بإحساس النشوة للتَّغافل عن هفوة فعلها إنسان عن قصد أو دون قصد؟ وهل جربت قياس الرضا النفسي وأنت ترفع عن هذا الإنسان ألم الحرج أو الاعتذار؟ وهل لاحظت الخجل على وجهه حين التزمت الصمت وتظاهرت بالتغافل وعدم التأثر بما بَدَر منه؟ كل هذه لغات لا تفهمها إلا النفوس الراقية التي تقدر الشعور الإنساني ولا تريد أن تخدش بريقه ولا تكسر كبريائه ولا تحط من قدره ولا تنال من حيائه. وبالمقابل هناك البعض من الناس من لم يفهم هذه التقنية فكان يترقب كل كلمة وكل حركة من الآخرين من حوله طيلة الوقت؛ ليعطيها معنىًّ ورؤية قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة؛ وذلك وفق مفهومه وخبراته “هو” ثم يحاسبهم عليها.. فتجده يسعى لتصيد أخطاء الآخرين من أفعال وأقوال، فيتسبب في قطيعة الأرحام والخصام بين الأصدقاء والتفكك الأسري وعداوة الآخرين… ومعنى التغافل كما في المعجم الوسيط :”تغافل فلان”؛ أي تظاهر بالغفلة أو تعمَّدَها؛ أي بالسَّهو وقلَّة التَّيقّظ، فهذا الرجلُ ليس مُغفَّلاً ولكنه متغافِلاً، وهناك فرق، فالمغفَّل غبي والمتغافِل ذكي. فالتغافل أو التجاهل هو: الترفع عن الدنايا وسفاسف الأمور وهفواتها التي لا تغير الحقائق ولا تبدد الحقوق ولا تحط من الكرامة ولا تقر مُنكرًا ولا تنكر معروفًا ولا تؤصِّل لباطل. الحياة تحتاج منَّا إلى تعلُّم استخدام تقنية التجاهل أو خُلق التغافل في بعض الأحيان وبالعامية (عدم التدقيق في كل شيء، والجلوس على كل كلمة أو هفوة أو فعل بقصد أو بدون قصد من الآخرين ) والتجاهل يكون في الأحداث، والأشخاص، والأفعال، والأقوال، والمواقف… فالإنسان الذكي هو القادر على أن يقيِّم كل ما سبق خاصةً إن صدرت عن شخصٍ يحبه أو شخصٍ لا يعرفه، فليس كل أمرٍ يستحق الوقوف عنده والتدقيق فيه والبحث عن أسبابه وخلفياته والمقصود منه. فالله سبحانه وتعالى خلق الناس من ماءٍ وطين، وبعضهم غلب ماؤه طينه؛ فصار نهرًا، وبعضهم غلب طينه ماؤه؛ فصار حجرًا…؛ لذلك اجعل في حياتك حفرةً صغيرةً ترمي فيها أخطاءَ أصدقائك وأحبائك، كما أنه يستحسن أن تنسى مكان تلك الحفرة؛ كي لا تعود إليها في لحظات الخصام فتستخدم تلك المعلومات ضد من تحب، أو حتى من تكره..! لقد ضرب نبي الله يوسف عليه السلام أروع الأمثلة في ذلك عندما تغافل عن تطاول اخوته في حقه. قال تعالى: ﴿ قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ ﴾]يوسف:77 [، وقال تعالى: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ ]الأعراف 199[ . وفي الحديث الصحيح رواه أبو داود في سننه عن عبد الله بن عمر، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كم نعفو عن الخادم؟ فصمت ثم أعاد عليه الكلام فصمت فلما كان في الثالثة قال: “اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة”. ودخل عُمر بن عبد العزيز المسجدَ في ليلةٍ مُظلمة، فمرَّ برجل نائم فعَثَر به، فرفع الرجلُ رأسَه وقال: أمجنونٌ أنت؟ (وما علم أنَّه أمير المؤمنين)، فقال عُمر: لا، فهمَّ به الحرس، فقال عمر: مَهْ، إنَّما سألني أمجنون؟ فقلت: لا. وقال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه: “العقلُ: ثلثُه فطنةٌ، وثلثَاه تغافلٌ”. وفي قولٍ للإمام أحمد بن تيمية رحمه الله: “تسعة أعشار العافية في التغافل”. أفلا نتعلم فن أدب التجاهل، وخُلق التغافل مع الآخرين؛ خاصةً مع أحبتنا وأصدقائنا ومعارفنا ورؤسائنا وزملائنا في العمل وحتى مع من لا نعرف، فنعطي العذر لهذا وذاك، ونرتقي بأحاسيسنا ومشاعرنا ونترفع عن سوء الظن والغضب والانفعال..! وترتاح أنفسنا من سوء الظن والارتياب.. بإيجاد الأعذار والتغافل عما حدث.. كم مررت أنا بهذه التجارب وكم تغافلت حتى ظنوا أنني لست متغافلة بل غافلة وغبية ولكن هذا لا يهم طالما أنا أعلم قدر نفسي وأفهم أنني قد تغافلت كي لا تنشب حربًا أو خصامًا أو مشكلة لست أريدها من أخٍ أو قريبٍ أو صديقةٍ أو رئيسة أو زميلة عمل أو حتى ممن لم أعرفها.. ومبدأي هو التسامح وحسن الظن.. فلو جلست على كل حركة وكلمة وفعل وقول للآخرين فستكون حياتي كلها حربٌ مشتعلة ومستمرة..! أخيرًا إن من يتصيد أخطاء وهفوات الآخرين لا يزداد إلا تعبًا وهمًّا وكمدًا، فكل ابن آدم خطاء وكلنا نخطئ وحبذا أن نتعامل مع الآخرين كما نحب أن يعاملوننا., وقد قال الشافعي: أحبُّ من الإخوانِ كُلَّ مُواتي وكُلَّ غضيض الطرفِ عن عثراتيِ يوافقُني في كُلِّ أمـرٍ أُريــــــده ويحفظني حيًّــــا وبعـد مَمـَاتـِــــــــــــيِ فمن لي بهذا؟ ليتَ أني أَصبتُهُ لقاسمتُــهُ مالــــي من الحَسَـــــــــــنَاتِ تصفحتُ إخواني فكان أقلَّهمُ على كثرةِ الإخوان أَهلُ ثقاتــيِ هل سمعت عن تقنية أدب التجاهل، وخُلق التغافل…!؟ هي تقنية قديمة قدم وجود الإنسان على الأرض.. اكتشفها الإنسان واستخدمها كي تستمر حياته ويعيش في سعادة وهدوء نفسي؛ حين يعجز عن تفسير أقوال وأفعال الشخص الذي أمامه ولا يجد له مبررٌ واضح، فيقوم بتجاهل أو تغافل تلك الأفعال والأقوال وكأنها لم تحدث أمامه مطلقًا، ولا يفكرُ فيها.. هل مررت بإحساس النشوة للتَّغافل عن هفوة فعلها إنسان عن قصد أو دون قصد؟ وهل جربت قياس الرضا النفسي وأنت ترفع عن هذا الإنسان ألم الحرج أو الاعتذار؟ وهل لاحظت الخجل على وجهه حين التزمت الصمت وتظاهرت بالتغافل وعدم التأثر بما بَدَر منه؟ كل هذه لغات لا تفهمها إلا النفوس الراقية التي تقدر الشعور الإنساني ولا تريد أن تخدش بريقه ولا تكسر كبريائه ولا تحط من قدره ولا تنال من حيائه. وبالمقابل هناك البعض من الناس من لم يفهم هذه التقنية فكان يترقب كل كلمة وكل حركة من الآخرين من حوله طيلة الوقت؛ ليعطيها معنىًّ ورؤية قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة؛ وذلك وفق مفهومه وخبراته “هو” ثم يحاسبهم عليها.. فتجده يسعى لتصيد أخطاء الآخرين من أفعال وأقوال، فيتسبب في قطيعة الأرحام والخصام بين الأصدقاء والتفكك الأسري وعداوة الآخرين… ومعنى التغافل كما في المعجم الوسيط :”تغافل فلان”؛ أي تظاهر بالغفلة أو تعمَّدَها؛ أي بالسَّهو وقلَّة التَّيقّظ، فهذا الرجلُ ليس مُغفَّلاً ولكنه متغافِلاً، وهناك فرق، فالمغفَّل غبي والمتغافِل ذكي. فالتغافل أو التجاهل هو: الترفع عن الدنايا وسفاسف الأمور وهفواتها التي لا تغير الحقائق ولا تبدد الحقوق ولا تحط من الكرامة ولا تقر مُنكرًا ولا تنكر معروفًا ولا تؤصِّل لباطل. الحياة تحتاج منَّا إلى تعلُّم استخدام تقنية التجاهل أو خُلق التغافل في بعض الأحيان وبالعامية (عدم التدقيق في كل شيء، والجلوس على كل كلمة أو هفوة أو فعل بقصد أو بدون قصد من الآخرين ) والتجاهل يكون في الأحداث، والأشخاص، والأفعال، والأقوال، والمواقف… فالإنسان الذكي هو القادر على أن يقيِّم كل ما سبق خاصةً إن صدرت عن شخصٍ يحبه أو شخصٍ لا يعرفه، فليس كل أمرٍ يستحق الوقوف عنده والتدقيق فيه والبحث عن أسبابه وخلفياته والمقصود منه. فالله سبحانه وتعالى خلق الناس من ماءٍ وطين، وبعضهم غلب ماؤه طينه؛ فصار نهرًا، وبعضهم غلب طينه ماؤه؛ فصار حجرًا…؛ لذلك اجعل في حياتك حفرةً صغيرةً ترمي فيها أخطاءَ أصدقائك وأحبائك، كما أنه يستحسن أن تنسى مكان تلك الحفرة؛ كي لا تعود إليها في لحظات الخصام فتستخدم تلك المعلومات ضد من تحب، أو حتى من تكره..! لقد ضرب نبي الله يوسف عليه السلام أروع الأمثلة في ذلك عندما تغافل عن تطاول اخوته في حقه. قال تعالى: ﴿ قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ ﴾]يوسف:77 [، وقال تعالى: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ ]الأعراف 199[ . وفي الحديث الصحيح رواه أبو داود في سننه عن عبد الله بن عمر، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كم نعفو عن الخادم؟ فصمت ثم أعاد عليه الكلام فصمت فلما كان في الثالثة قال: “اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة”. ودخل عُمر بن عبد العزيز المسجدَ في ليلةٍ مُظلمة، فمرَّ برجل نائم فعَثَر به، فرفع الرجلُ رأسَه وقال: أمجنونٌ أنت؟ (وما علم أنَّه أمير المؤمنين)، فقال عُمر: لا، فهمَّ به الحرس، فقال عمر: مَهْ، إنَّما سألني أمجنون؟ فقلت: لا. وقال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه: “العقلُ: ثلثُه فطنةٌ، وثلثَاه تغافلٌ”. وفي قولٍ للإمام أحمد بن تيمية رحمه الله: “تسعة أعشار العافية في التغافل”. أفلا نتعلم فن أدب التجاهل، وخُلق التغافل مع الآخرين؛ خاصةً مع أحبتنا وأصدقائنا ومعارفنا ورؤسائنا وزملائنا في العمل وحتى مع من لا نعرف، فنعطي العذر لهذا وذاك، ونرتقي بأحاسيسنا ومشاعرنا ونترفع عن سوء الظن والغضب والانفعال..! وترتاح أنفسنا من سوء الظن والارتياب.. بإيجاد الأعذار والتغافل عما حدث.. كم مررت أنا بهذه التجارب وكم تغافلت حتى ظنوا أنني لست متغافلة بل غافلة وغبية ولكن هذا لا يهم طالما أنا أعلم قدر نفسي وأفهم أنني قد تغافلت كي لا تنشب حربًا أو خصامًا أو مشكلة لست أريدها من أخٍ أو قريبٍ أو صديقةٍ أو رئيسة أو زميلة عمل أو حتى ممن لم أعرفها.. ومبدأي هو التسامح وحسن الظن.. فلو جلست على كل حركة وكلمة وفعل وقول للآخرين فستكون حياتي كلها حربٌ مشتعلة ومستمرة..! أخيرًا إن من يتصيد أخطاء وهفوات الآخرين لا يزداد إلا تعبًا وهمًّا وكمدًا، فكل ابن آدم خطاء وكلنا نخطئ وحبذا أن نتعامل مع الآخرين كما نحب أن يعاملوننا., وقد قال الشافعي: أحبُّ من الإخوانِ كُلَّ مُواتي وكُلَّ غضيض الطرفِ عن عثراتيِ يوافقُني في كُلِّ أمـرٍ أُريــــــده ويحفظني حيًّــــا وبعـد مَمـَاتـِــــــــــــيِ فمن لي بهذا؟ ليتَ أني أَصبتُهُ لقاسمتُــهُ مالــــي من الحَسَـــــــــــنَاتِ تصفحتُ إخواني فكان أقلَّهمُ على كثرةِ الإخوان أَهلُ ثقاتــيِ

مشاركة :