الإعلام التقليدي ومنصات التواصل الإجتماعي الغلبة لمن !

  • 9/17/2022
  • 12:04
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بقلم أحمد عزير لايخفى على السادة القراء أن لكل زمان أدواته وكل زمانٍ يتغير عن الذي قبله ويتطور وتلك سنة الله في خلقه “فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا” في عصر المعلومات وثورة تكنولوجيا المعلومات الهائلة، تحقق تطوراكبيرا في مجال التكنولوجيا بسبب التسارع الكبير في مجال التطور العلمي والتقني والقفزات السريعة التي حدثت في هذا المجال، فبينما استغرقت البشرية مئات السنين للانتقال من عصر الزراعة إلي العصر الصناعي ، فقد انتقلت عبر عشرات السنين فقط إلى عصر الذرة ثم إلى عصر الفضاء،ونكاد نلحظ كل ساعة يأتينا تطور تقني أو تكنولوجي تقريبًا ، هذا التطور الحاصل أفرز تطورًا في الأدوات والوسائل فما كان قبل عشر سنوات يستخدم قد تراه من التراث وقد كان وقتها سيد زمانه ومكانه . وأن هذا التطور لن يقف يراوح مكانه فالعمل على تطويره حاصل ومتسارع عل دمج مواقع التواصل مع المكونات والخدمات القائمة على تقنيات الذكاء الاصطناعي، كوسيلة أساسية يُمكن الاعتماد عليها لزيادة الأتمتة والذكاء . ما يخصنا في الجانب الاعلامي و الذي افرزه هذا التطور الحاصل هو كسر الاحتكار لدى النخبة الممكنة من وسائل الإعلام كالبرامج التلفزيونية والمحطات الأذاعية والمانشتات الصحفية والذي كان حكراً على وجوه معينة وأسماء محددة تكاد تطالعنا كل يوم في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها وليس للمتلقي إلا أن يفتح أذنيه وفاه وليس له أن يبدي رأيه حتى هطلت علينا القنوات الفضائية التفاعلية والتي مكنت المتلقي أن يبدي رأيه في قضية ما وأن يتفاعل مع الطرح المباشر ،وكسرت الاحتكار التلفزيوني وتعددت الوسائل عبر الإعلام المقروء بتوافر الصحف الإلكترونية والتي كسرت الجمود والهالة المزعومة لدى الصحف الورقية والتي عمد رؤوساء تحريرها إلى عمل اعمدة ثابتة لدى كتاب ثابتين يتغير الزمان والمكان وهم لا يتغيرون وكذلك محطات الأثير او الإذاعة او الراديو ( ولم يرد لفظ أثير في القرآن الكريم ومرادفاته بمعنى المفضل والحبيب والمقرب والوثير وأصلها يوناني بمعنى المادة ولا أعلم الأصل في اقترانها بالإذاعة على حد علمي المتواضع ) . منصات التواصل الإجتماعي المتمثلة بالفيسبوك وتويتر والواتس آب والانستقرام والسناب شات واللينكد إن والتيك توك هذه البرامج وغيرها كسرت الجمود والهالة المزعومة وسحبت البساط من تحت أرجل أصحاب الإعلام التقليدي الرسمي وأصبحنا نطالع ونتطلع إلى الاستماع والمشاهدة إلى معرف في التيك توك عبر حسابه الشخصي عبر القارات ليضعنا في الصورة وينقل لنا الحدث بكل رتوشه والذي لا يخضع إلى مقص الرقيب والمونتاج لدى الإعلام الرسمي والذي يخضع لمعايير وأخلاقيات وميثاق الإعلام الذي أدى عليها القسم المهني ، والمتلقي كعادته لا يحب أن يرى الخبر مفلترًا يحب أن يراه خامًا لذا يفضل أن يرى الخبر عبر فضوليًا خيرا له من أن يراه عبر قناة فضائية ولو كانت الCNN بجلالة قدرها ومهنيتها والتي تنقل الخبر من زاويتها والتي تتكئ وتنطلق عبر أجندتها ودوافعها السياسية . وبمعزل عن المعيار الأخلاقي فإن المعيار هنا هو عدد المشاهدات وعدد المتابعين فقد تجد قناة فضائية كلفت الملايين من الدولارات تتأرجح مشاهداتها أمام معرف كل إمكانياته جوال شخصي مكسورة شاشته متابعينه بالملايين، فلمن الغلبة إذن ؟

مشاركة :