أزمة الدراما السعودية الحالية

  • 9/20/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الذي يشاهد الأعمال الدرامية السعودية الجديدة، وعلى الأخص تلك التي تعرض عن طريق المنصات يكتشف أن هناك أزمة في النص، كتابة سيناريو العمل، الذي إما أن يكون تقليدا أو مستنسخا من أعمال مصرية - وطبعاً المصريون أصحاب تاريخ عريق في هذا الجانب - أو أن من كتب بعض هذه النصوص كتاب مصريون، وتم من ثم سعودة الحوار باللهجة المحلية، حيث إن الأحداث والوقائع لا تمثل بأي شكل من الأشكال البيئة المحلية، أو حتى النكهة السعودية، اليوم نشهد ولله الحمد قفزات كبيرة مع القرارات الحكيمة من قبل الدولة ترتبط بالحياة الاجتماعية للمرأة والرجل، وتغيرا إيجابيا ملموسا، لكنني لا أتحدث عن ذلك، ولكن أتحدث عن مشاهد مصنوعة، لا يمكن أن تحدث في مجتمعنا - حتى وإن كانت طبيعة الفن هي المبالغة -، لكن هذه المبالغة لا تصل للحد الذي يجعل البطلة في مسلسل ارتبطت أحداثه - باختطاف طفلها الوحيد - أن تقوم بالقفز من فوق سور منزل طليقة زوجها المتوفي، والدخول إلى المنزل لاعتقادها أن صاحبة المنزل، هي من خطف الطفل، وتهديدها بالسلاح، الذي يؤدي إلى هروب صاحبة المنزل منه، وتترك البطلة وحدها به، أو أن تقوم فرقة من الشرطة - تمثل كتيبة كاملة مسلحة بأسلحة متقدمة جداً، بالدخول على أحد أبطال المسلسل في مستودع سيارات لاعتقادهم بأنه قام بخطف الطفل، الذي يشاهد طريقة دخول الشرطة يعتقد أنهم ينوون الهجوم على خلية إرهابية، أو عصابات سطو مسلح. هذا مثال، المثال الآخر، لا أعتقد أن في المجتمع امرأة سعودية تعيش في مدينة من مدن الأطراف وتعتقد أنها بنت القرية، وأنها "فلاحة" كما جاء على ألسنة أبطال المسلسل وهو التعبير غير الدارج لدينا، تقوم بالانتقال إلى العاصمة الرياض، بهدف تحقيق ثروة مالية كبيرة عن طريق ابتزاز رجال الأعمال بجمالها، وحتى لو حصل ذلك فهو لا يمثل ظاهرة، وقلما يكون، وكل ذلك بهدف الانتقام من زوجها الذي خانها، ومعنى الخيانة هنا "كونه تزوج عليها" زواجه من زوجة ثانية أصبح يطلق عليه خيانة، وفي ذات الوقت عندما علمت بزواجه ذهبت إليه في الفندق هي وبعض قريباتها ومعها عصا كبيرة، وقامت بضربه أمام زوجته الجديدة، طالبته أن يطلقها، وعندما طلقها، طلبت منه أن ينطق بالطلاق ثلاث مرات، وهو لم يحرك ساكناً سوى حالة الذهول التي كانت تظهر عليه، طبعاً كل هذه الأحداث أحداث مجتمعية ليس لها علاقة بالمجتمع السعودي، حتى في شأن طريقة الطلاق، وحتى فيما يخص الهجوم على الزوج وضربه للحد الذي أدى إلى جرح عميق في رأسه، خلاف الاختلاط الكامل بين الشباب والبنات، واللبس غير المحتشم، في كل أحداث المسلسل، وأنا هنا لا أتحدث عن الجانب الأخلاقي والذي هو بلا شك قيمة سامية مرتبطة بالعرف والدين، لكنني أتناول حقيقة المجتمع الذي هو ليس كذلك، وأن هذه النصوص مكتوبة من خارج البيئة السعودية، أو على الأقل مقتبسة منهم. المجتمع يا سادتي مجتمع محافظ، وحتى فيما يخص عمل المرأة الذي أصبح من السمات التي تميزت بها القرارات الجديدة، وهو حق مشروع للمرأة، لكننا نجد أن البنات والسيدات في أماكن العمل وفي الأسواق التي يعملن بها معظمهن ملتزمات بالحجاب ولبس العباءة مع المحافظة على القيم الاجتماعية التي عرفنها.

مشاركة :