أزمة الدراما السعودية

  • 9/9/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تمر الدراما السعودية في هذا الوقت، بأسوأ مراحلها من الضعف والتدني، ونجد أنه حتى القنوات السعودية الخاصة والخليجية، بدأت في التنصل من دعم المشروعات الدرامية السعودية، ولو حصل ذلك فهي مأساة سيتجرع مرارتها القائمون على الفن السعودي في وقت نحن بأمس الحاجة فيه لتطوير هذا المجال وتقديمه بالصورة المشرفة. عند محاولة تتبع أسباب هذا الضعف، سنجد أن المشكلة تتمحور حول ثلاثة عناصر رئيسية: النص والمنتج والممثل، فمن ناحية النص نجد في الدراما السعودية نصوصًا درامية مفككة وغريبة تقدم من خلال روايات كتّاب مبتدئين يحظون بالمجاملة، ما يشوه العمل الدرامي ويدعو إلى النفور منه وعدم نجاحه إعلاميًا وإعلانيًا، وتركيزها على المناطقية أكثر من التوجه إلى تقديم دراما أكثر شمولية في تناول الأحداث والمشاكل الاجتماعية المعبرة عن الواقع السعودي بأكمله، نهضة الدراما الحقيقية هي بالعودة إلى النصوص والسيناريوهات القوية، من خلال كتاب متخصصين يجيدون قراءة الواقع بعيون نقدية فاحصة، وليس بعيون فاشلة تمتطي مطية دراما المجتمعات الأخرى التي لا تشابه مجتمعاتنا حتى في الزي أو أي نمط من أنماط الحياة. ومن ناحية الممثلين، فقد أدى انفصال بعض النجوم بعضهم عن بعض فرصة لأنصاف المواهب، لتصدر المشهد الدرامي بشكل لا يمت للدراما بأي صلة، في مقابل أيضًا أن بعض قنواتنا الخليجية ما زالت تجامل الدراما العربية على حساب الدراما السعودية، دعمًا لأسماء تعوّد المشاهد على ظهورها في قنواتنا منذ سنوات. ومن ناحية المنتجين، فقد دخلوا في مأزق العبث في الوقائع وتشويه الحقائق وكتابة السيناريو بشكل ركيك يوحي بإفلاس واضح في تقديم إنتاج يليق بالمشاهدين في عصر الوعي والتقنية الحديثة، وغياب المنتج الحقيقي ساهم في عرقلة مسيرة الحركة الفنية، وتسبب في دخول منتجي «تجار الشنطة» و«الممثل المنتج» الباحثين عن المادة فقط ولا يعنيهم المستوى. الحل يكمن في توحيد جهود الدراما السعودية والتركيز في اختيار نصوص تلائم البيئة السعودية، من خلال إنتاج قوي يعتمد على النجوم الكبار بمعية الموهوبين من جيل الشباب، حتى يتم خلق صناعة درامية واعدة يمكنها المنافسة إقليميًا وعالميًا.

مشاركة :