محمد قناوي (القاهرة) توفي اليوم الفنان هشام سليم، بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز الـ 64 عاماً، بعد مسيرة فنية حافلة. دخل قلوب جمهوره منذ أول ظهوره على الشاشة الكبيرة أمام فاتن حمامة في فيلم «إمبراطورية ميم»، من خلال شخصية «مدحت» الابن المراهق، الذي عبر عن مشاعر ملايين المراهقين من جيله، ومنذ ذلك الحين ارتبط به الجمهور وشعر أنه ابن لكل أسرة، بعدها اختاره المخرج العالمي يوسف شاهين ليجسد شخصية «إبراهيم» في فيلم «عودة الابن الضال». غاب سليم لفترة، ليظهر من جديد في مرحلة الشباب ويخطف الأنظار في فيلم «تزوير في أوراق رسمية» أمام ميرفت أمين، ثم توالت أدواره ليبدع في كل مرحلة من مراحل عمره، حيث اختار أدواره بعناية وجسدها ببراعة وإتقان وصدق. برع في تجسيد شخصية «عادل البدري» بكل تحولاتها في سلسلة المسلسل الشهير «ليالي الحلمية»، ونجح في تجسيد شخصية «بهلول» الابن الوصولي العاق في فيلم «الأراجوز»، وأحبه الجمهور وفي شخصية «هشام أنيس» الشاب المثالي صاحب المبادئ في «الراية البيضا»، وتميز في تأدية دود «محسن الشاذلي» الشاب المدلل في مسلسل «هوانم جاردن سيتي» و«حسني النعماني» الشاب المتعلم في «أرابيسك». اعتبر النقاد هشام سليم ممثلاً من العيار الثقيل، خصوصاً وهو يؤدي الاستعراضات أمام شريهان في مسرحية «شارع محمد علي» وأمام ليلى علوي في فيلم «يا مهلبية يا»، وفوازير «خد وهات». هشام سليم من مواليد 24 يناير عام 1958، بدأ حياته كلاعب كرة قدم، ولم ينجُ من المقارنة بينه وبين أبيه المايسترو صالح سليم، ولم يستطع الانتظام في التدريبات لأنه كان متأخراً في الدراسة، فاضطر إلى الاهتمام بدراسته وترك كرة القدم، وبعدما دخل المجال الفني وتعامل مع كبار المؤلفين والمخرجين وأثبت موهبته عن جدارة، لقِّب بـ «نجم التسعينيات»، لكنه رفض اللقب وتمنى أن يُطلق عليه «ممثل التسعينيات». خلال مشواره الفني تميزت أدواره بالتمرد وابتعد عن التكرار والنمطية، وعندما أصيب بالسرطان قبل عامين تكتم عن الأمر، وظل يقاوم المرض بروح الفتى المتمرد، لكنه اضطر أمام قسوة المرض أن يرفع «الراية البيضا»، ويرحل عنا تاركاً بصمة في تاريخ الفن المصري والعربي.
مشاركة :