اعتداءات إيران على طاولة «الوزاري الخليجي» السبت

  • 1/6/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

اتسعت دائرة التنديدات الدولية بالاعتداء الإيراني على سفارة السعودية في طهران، فيما يلتئم شمل وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي السبت، ويجتمع وزراء الخارجية العرب الأحد لبحث العدوان، وبينما عرضت عدّة عواصم استعدادها الوساطة على رأسها موسكو واسطنبول، في وقت يبدأ وزير الخارجية السعودي غداً جولة آسيوية تشرح الدور السلبي الذي تلعبه طهران في كل المنطقة. ومن المقرّر أن يعقد أصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون الخليجي العربية اجتماعاً استثنائياً في الرياض السبت المقبل برئاسة وزير الخارجية السعودي رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري عادل الجبير، لتدارس تداعيات حادث الاعتداء على السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد. صرح بذلك د.عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام للمجلس. إدانة عنف في السياق، أدانت السعودية بأشد العبارات جميع أعمال العنف ضد البعثات الدبلوماسية، وفشل السلطات الإيرانية تجاه احترام المبدأ الأساسي من مبادئ حرمة المباني الدبلوماسية والقنصلية والتزامات الحكومات المضيفة. جاء ذلك في الرسالة التي وجهها مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله بن يحيى المعلمي إلى رئيس مجلس الأمن ورئيس الجمعية العامة، والأمين العام للأمم المتحدة ونشرتها وكالة الأنباء السعودية أمس. وأوضح المعلمي في الرسالة: بناء على تعليمات من حكومتي أود أن أحيطكم علماً بالاقتحام والهجوم ضد سفارة المملكة العربية السعودية في 2 يناير 2016 في طهران بإيران، في الوقت الذي تم فيه انتهاك ونهب مقر السفارة وإشعال النار فيها فإنّ السلطات الإيرانية فشلت في القيام بواجباتها لتوفير الحماية الكافية، ووقع هجوم مماثل خلال اليوم نفسه ضد القنصلية السعودية في مدينة مشهد بإيران، مرة أخرى لم تبال السلطات الإيرانية وفشلت في الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي لمنع وقوع الهجمات. اشتراط إلى ذلك، قالت السعودية إنها ستعيد العلاقات الدبلوماسية مع إيران عندما تتوقف طهران عن التدخل في شؤون الدول الأخرى، وتعهدت بأن الرياض ستواصل العمل بأقصى الجهد لدعم مساعي السلام في سوريا واليمن على الرغم من نزاعها مع طهران. وسأل الصحافيون السفير السعودي لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي عن ما يجعل المملكة تعيد العلاقات مع إيران فأجاب قائلاً: شيء بسيط جداً، أن تتوقف إيران وتكف عن التدخل في الشوؤن الداخلية لدول أخرى بما في ذلك شؤون بلدنا. وأضاف قائلاً: إذا فعلوا هذا فإننا بالطبع سيكون لدينا علاقات عادية مع إيران، نحن لم نولد أعداء بالفطرة لإيران. وقال المعلمي إن قرار السعودية قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران لن يؤثر على مساعي المملكة لإحلال السلام في سوريا واليمن. إدانات دولية وعلى الفور، دان مجلس الأمن الدولي بأقصى حزم ممكن الاعتداءات على البعثتين الدبلوماسيتين السعوديتين في طهران ومشهد. وجاء في البيان أن المجلس أعرب عن قلقه العميق أمام هذه الاعتداءات، وطلب من طهران حماية المنشآت الدبلوماسية والقنصلية طبقاً لالتزاماتها الدولية. وذكر البيان بأن اتفاقيات فيينا تلزم الدول حماية البعثات الدبلوماسية، ودعا جميع الأطراف إلى اعتماد الحوار واتخاذ إجراءات لتخفيف التوتر في المنطقة. إدانة أميركية كما أدانت الولايات المتحدة الأميركية الهجمات التي تعرضت لها سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد الإيرانية. وقال جون كيربي المتحدث باسم وزارة خارجية الأميركية في تصريح صحافي الليلة الماضية، إن الولايات المتحدة تدين الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران وتأخذ الهجمات على المقرات الدبلوماسية على محمل الجد. وأضاف كيربي أن بلاده تتابع التقارير بشأن القبض على بعض من مرتكبي هذه الهجمات، مشيراً إلى أن أميركا تحث الحكومة الإيرانية على الاحترام الكامل لالتزاماتها الدولية لحماية مقر البعثات الدبلوماسية. عرض وساطة بدوره، طالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، في حديث هاتفي مع نظيره الإندونيسي، ريتنو مارسودي، بضرورة حل الخلافات التي برزت في منطقة الخليج عن طريق الحوار. وأكد ريتنو مارسودي، أن إندونيسيا كأكبر دولة إسلامية لها مصلحة بالتعاون مع روسيا بهدف التغلب على الانقسام في العالم الإسلامي. وأعربت مصادر بوزارة الخارجية الروسية عن استعداد موسكو للقيام بدور وساطة بين إيران والسعودية وتوجيه دعوة لوزيري خارجية البلدين لإجراء مفاوضات في العاصمة الروسية لتسوية الخلافات بينهما إذا رغبتا في ذلك. دعوات حوار من جهته، دعا رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو السعودية وإيران إلى استخدام القنوات الدبلوماسية لتهدئة التوترات، مشيراً إلى أن بلاده مستعدة لأن تلعب دوراً. جولة دبلوماسية في الأثناء، يبدأ وزير الخارجية السعودي عادل الجبير غداً جولة آسيوية تدوم أربعة أيام لشرح الدور السلبي الذي تقوم به إيران تجاه المنطقة كلها وليس فقط تجاه المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، فضلاً عن بحث المستجدات على الساحة اليمنية والوضع السوري. وتشمل الجولة باكستان والصين وكوريا الجنوبية واليابان، يطلع خلالها نظراءه على الأسباب التي دفعت المملكة إلى قطع علاقتها مع إيران. ومن المنتظر أن يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً طارئاً الأحد في القاهرة، بناء على طلب الرياض لإدانة انتهاكات إيران لحرمة السفارة السعودية. موقف طالب السودان الدول العربية باتخاذ موقف حازم وموحد يحمل رسالة قوية لمواجهة الانتهاكات والتعديات والتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية. وقال سفير السودان لدى القاهرة السفير عبد المحمود عبد الحليم لـالبيان أنّ ذلك واجب تقتضيه ضرورات العمل العربي المشترك لدعم المملكة العربية السعودية، في مواجهة التعديات التي تعرضت لها موضحاً أنّ ردود الفعل العربية التضامنية تعطي رسالة لكل من في المنطقة وخارجها، بأنها قادرة على رص صفوفها ودعم أهدافها المشتركة.

مشاركة :