ظاهرة الازدحام المروري وانعكاساتها الصحية

  • 9/26/2022
  • 01:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

منذ‭ ‬عقود‭ ‬وأنا‭ ‬أُتابع‭ ‬التطورات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمشكلة‭ ‬السيارات‭ ‬في‭ ‬شوارعنا،‭ ‬وأراقب‭ ‬من‭ ‬قرب‭ ‬الزيادة‭ ‬المطردة‭ ‬الطفرية‭ ‬للسيارات‭ ‬في‭ ‬بلادنا،‭ ‬حيث‭ ‬ألفت‭ ‬كتاباً‭ ‬مفصلاً‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬البيئية‭ ‬الصحية،‭ ‬والاجتماعية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1999‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬السيارات‭: ‬المشكلة‭ ‬والحل‮»‬،‭ ‬وقدَّمت‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الحلول‭ ‬المتكاملة‭ ‬والشاملة‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬معظم‭ ‬المدن‭ ‬الحضرية‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬وبيَّنتُ‭ ‬دور‭ ‬ومسؤولية‭ ‬كل‭ ‬وزارة،‭ ‬وكل‭ ‬جهة‭ ‬حكومية‭ ‬وغير‭ ‬حكومية‭ ‬لعلاجها‭ ‬والتصدي‭ ‬لها‭.‬ ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬وساعات‭ ‬الازدحام‭ ‬والاكتظاظ‭ ‬المروري‭ ‬تزداد‭ ‬كل‭ ‬سنة،‭ ‬فأعداد‭ ‬السيارات‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المساحة‭ ‬الضيقة‭ ‬من‭ ‬بلادنا‭ ‬ترتفع‭ ‬بنسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬لا‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬ومساحة‭ ‬الشوارع،‭ ‬وهذه‭ ‬الزيادة‭ ‬غير‭ ‬الطبيعية‭ ‬في‭ ‬السيارات‭ ‬لا‭ ‬تواكبها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬زيادة‭ ‬مماثلة‭ ‬في‭ ‬أعداد‭ ‬ونوعية‭ ‬وحجم‭ ‬وطول‭ ‬الشوارع،‭ ‬بحيث‭ ‬إنها‭ ‬تتناسب‭ ‬وتتماشى‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الأعداد‭ ‬المتنامية‭.‬ فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬عدد‭ ‬السيارات‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1954‭ ‬كان‭ ‬3396‭ ‬سيارة،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1957‭ ‬بلغ‭ ‬5595،‭ ‬وعام‭ ‬1960‭ ‬كان‭ ‬العدد‭ ‬6417،‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1977‭ ‬زاد‭ ‬بنسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬بحيث‭ ‬إن‭ ‬العدد‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬45850‭ ‬سيارة‭. ‬ومنذ‭ ‬عام‭ ‬1977‭ ‬وأعداد‭ ‬السيارات‭ ‬تقفز،‭ ‬وربما‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬القادمة‭ ‬لن‭ ‬تتحمل‭ ‬شوارعنا‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬السيارات‭ ‬فنحتل‭ ‬بذلك‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الكثافة‭ ‬المرورية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭.‬ وبالرغم‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬المقلق‭ ‬لارتفاع‭ ‬أعداد‭ ‬السيارات‭ ‬والازدحام‭ ‬الشديد‭ ‬الناجم‭ ‬عنها،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬بعداً‭ ‬آخر‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬تهديداً‭ ‬لنا‭ ‬عن‭ ‬الاكتظاظ‭ ‬المروري،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬أشد‭ ‬خطورة،‭ ‬وهو‭ ‬المتعلق‭ ‬بالأمن‭ ‬الصحي‭ ‬لكل‭ ‬إنسان،‭ ‬الأطفال،‭ ‬والشباب،‭ ‬والشيوخ،‭ ‬وهذا‭ ‬الجانب‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يُعطى‭ ‬الأولوية‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬البرامج‭ ‬السنوية‭ ‬للدول‭.‬ فعوادم‭ ‬السيارات،‭ ‬سواء‭ ‬السيارات‭ ‬التي‭ ‬تشتغل‭ ‬بالديزل‭ ‬أو‭ ‬الجازولين،‭ ‬تنبعث‭ ‬عنها‭ ‬ملوثات‭ ‬سامة،‭ ‬وخطرة،‭ ‬ومسرطنة،‭ ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬الملوثات‭ ‬المؤدية‭ ‬إلى‭ ‬الإصابة‭ ‬بالسرطان‭ ‬هي‭ ‬البنزين،‭ ‬وبنزوبيرين،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الدخان،‭ ‬أو‭ ‬الذي‭ ‬نُطلق‭ ‬عليه‭ ‬علمياً‭ ‬بالجسيمات‭ ‬الدقيقة،‭ ‬وبخاصة‭ ‬الجسيمات‭ ‬الصغيرة‭ ‬الحجم‭ ‬التي‭ ‬يقل‭ ‬قطرها‭ ‬عن‭ ‬2‭.‬5‭ ‬ميكروميتر‭.‬ وعوادم‭ ‬السيارات‭ ‬معروفة‭ ‬منذ‭ ‬الأربعينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬المنصرم‭ ‬بأنها‭ ‬تسبب‭ ‬ظاهرة‭ ‬تنكشف‭ ‬في‭ ‬السماء‭ ‬وتُعرف‭ ‬بالضباب‭ ‬الضوئي‭ ‬الكيميائي،‭ ‬حيث‭ ‬تتحول‭ ‬السماء‭ ‬الزرقاء‭ ‬الصافية‭ ‬الجميلة‭ ‬إلى‭ ‬اللون‭ ‬الأصفر‭ ‬البني‭ ‬المتشبع‭ ‬بالسموم‭. ‬وهذه‭ ‬السحب‭ ‬عندما‭ ‬تظهر‭ ‬تدق‭ ‬أجراس‭ ‬الإنذار‭ ‬في‭ ‬المدن،‭ ‬وتصيح‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬محذرة‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬الخروج،‭ ‬أو‭ ‬ممارسة‭ ‬الأنشطة‭ ‬الرياضية‭ ‬في‭ ‬البيئات‭ ‬الخارجية،‭ ‬بل‭ ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬الحادة‭ ‬تتوقف‭ ‬عجلة‭ ‬التنمية‭ ‬كلياً،‭ ‬وتنشل‭ ‬الحركة‭ ‬المرورية‭ ‬وحركة‭ ‬التنقل‭ ‬والسفر،‭ ‬فالمطارات‭ ‬تُوقف‭ ‬رحلاتها‭ ‬الجوية‭ ‬نتيجة‭ ‬لانعدام‭ ‬الرؤية،‭ ‬والحافلات‭ ‬والقطارات‭ ‬تتجمد‭ ‬في‭ ‬محطاتها،‭ ‬والسيارات‭ ‬الأخرى‭ ‬تبقى‭ ‬في‭ ‬منازلها،‭ ‬وتُغلق‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات،‭ ‬وتتوقف‭ ‬المصانع‭ ‬عن‭ ‬العمل،‭ ‬وتمتلئ‭ ‬المستشفيات‭ ‬وأقسام‭ ‬الطوارئ‭ ‬بالمتضررين‭ ‬صحياً‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الغيوم‭ ‬المرضية‭ ‬الكئيبة‭.‬ وفي‭ ‬الحقيقة‭ ‬فإن‭ ‬الدراسات‭ ‬حول‭ ‬تأثير‭ ‬الملوثات‭ ‬التي‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬السيارات‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬ولجت‭ ‬السيارات‭ ‬الشوارع،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬تكتشف‭ ‬الأبحاث‭ ‬بُعداً‭ ‬جديداً‭ ‬للسيارات،‭ ‬وبخاصة‭ ‬الجانب‭ ‬المتعلق‭ ‬بالأمن‭ ‬الصحي‭ ‬للناس‭.‬ فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬هناك‭ ‬الدراسة‭ ‬التي‭ ‬عُرضت‭ ‬في‭ ‬العاشر‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬الجمعية‭ ‬الأوروبية‭ ‬لطب‭ ‬الأورام‭ (‬European‭ ‬Society‭ ‬for‭ ‬Medical‭ ‬Oncology‭)‬،‭ ‬والذي‭ ‬عُقد‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬9‭ ‬إلى‭ ‬13‭ ‬سبتمبر‭ ‬2022،‭ ‬وغطت‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬عينة‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬بلغت‭ ‬463679‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬وكوريا‭ ‬الجنوبية‭ ‬وتايوان‭. ‬فهذه‭ ‬الدراسة‭ ‬هدفت‭ ‬إلى‭ ‬بيان‭ ‬علاقة‭ ‬التلوث‭ ‬من‭ ‬عوادم‭ ‬السيارات‭ ‬بالإصابة‭ ‬بالسرطان،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬سرطان‭ ‬الرئة‭ ‬عند‭ ‬غير‭ ‬المدخنين،‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬دخان‭ ‬السيارات،‭ ‬أو‭ ‬الجسيمات‭ ‬الدقيقة‭ ‬المشبعة‭ ‬بالسموم‭ ‬والمواد‭ ‬المسرطنة‭ ‬في‭ ‬الإصابة‭ ‬بسرطان‭ ‬الرئة‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬غير‭ ‬المدخنين‭.‬ فمن‭ ‬الحقائق‭ ‬العلمية‭ ‬التي‭ ‬يُجمع‭ ‬عليها‭ ‬العلماء‭ ‬منذ‭ ‬الخمسينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬المنصرم‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬التدخين‭ ‬بكل‭ ‬أنواعه‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الإصابة‭ ‬بسرطان‭ ‬الرئة،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬علاقة‭ ‬مباشرة‭ ‬وسببية‭ ‬بين‭ ‬المدخنين‭ ‬وتعرضهم‭ ‬لسرطان‭ ‬الرئة،‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬اليوم‭ ‬تُضيف‭ ‬سبباً‭ ‬جديداً‭ ‬ومصدراً‭ ‬حديثاً‭ ‬للإصابة‭ ‬بسرطان‭ ‬الرئة‭ ‬غير‭ ‬المعروف‭ ‬تقليدياً‭ ‬لدى‭ ‬الأطباء،‭ ‬وهو‭ ‬تلوث‭ ‬الهواء‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬السيارات،‭ ‬ودور‭ ‬دخان‭ ‬السيارات‭ ‬بالتحديد‭ ‬في‭ ‬تحفيز‭ ‬خلايا‭ ‬الرئة‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬خلايا‭ ‬سرطانية‭ ‬وأورام‭ ‬قاتلة‭.‬ فقد‭ ‬اكتَشفتْ‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬أن‭ ‬الجسيمات‭ ‬الدقيقة‭ ‬تسبب‭ ‬التهابات‭ ‬في‭ ‬خلايا‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفسي‭ ‬فتعمل‭ ‬كعامل‭ ‬مساعد‭ ‬ومثير‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬احتمال‭ ‬حدوث‭ ‬طفراتٍ‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الجينات،‭ ‬وبالتحديد‭ (‬EGFR‭ ‬and‭ ‬KRAS‭)‬،‭ ‬وتحولها‭ ‬إلى‭ ‬أورام‭ ‬خبيثة،‭ ‬ثم‭ ‬الإصابة‭ ‬بنوع‭ ‬خاص‭ ‬من‭ ‬السرطان‭ ‬يُطلق‭ ‬عليه‭ ‬سرطان‭ ‬الرئة‭ ‬ذو‭ ‬الخلايا‭ ‬غير‭ ‬الصغيرة‭ (‬non‭-‬small‭ ‬cell‭ ‬lung‭ ‬cancer‭ (‬NSCLC‭)). ‬فوجود‭ ‬الجسيمات‭ ‬الدقيقة‭ ‬أو‭ ‬دخان‭ ‬السيارات‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المصادر‭ ‬يعمل‭ ‬كوقود‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬الجسم‭ ‬يُشعل‭ ‬فتيل‭ ‬حدوث‭ ‬الطفرة‭ ‬في‭ ‬انقسام‭ ‬الخلايا‭ ‬وتحولها‭ ‬إلى‭ ‬أورام‭ ‬وخلايا‭ ‬سرطانية‭ ‬في‭ ‬الرئة‭.‬ كما‭ ‬أفادت‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬الحالية‭ ‬ودراسات‭ ‬أخرى‭ ‬بأن‭ ‬تلوث‭ ‬الهواء‭ ‬بشكلٍ‭ ‬عام‭ ‬يصيب‭ ‬حالة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬عشر‭ ‬حالات‭ ‬لسرطان‭ ‬الرئة‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يدخنون‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬ونحو‭ ‬6000‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬المرضى‭ ‬بسرطان‭ ‬الرئة‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المدخنين‭ ‬يموتون‭ ‬سنوياً‭. ‬أما‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬فقد‭ ‬قدَّرت‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬أن‭ ‬نحو‭ ‬30‭ ‬ألفا‭ ‬يموتون‭ ‬موتاً‭ ‬مبكراً‭ ‬من‭ ‬سرطان‭ ‬الرئة‭ ‬نتيجة‭ ‬لتعرضهم‭ ‬للجسيمات‭ ‬الدقيقة‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬الجوي‭.‬ وبالرغم‭ ‬من‭ ‬ثبوت‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬تلوث‭ ‬الهواء‭ ‬من‭ ‬السيارات‭ ‬والإصابة‭ ‬بعدة‭ ‬أمراض‭ ‬سرطانية،‭ ‬منها‭ ‬سرطان‭ ‬الرئة،‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬لا‭ ‬أجد‭ ‬هذا‭ ‬الاهتمام‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬بتلوث‭ ‬الهواء‭ ‬عامة‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬حجم‭ ‬الضرر‭ ‬الصحي‭ ‬والبيئي‭ ‬الناجمين‭ ‬عن‭ ‬السيارات،‭ ‬ولا‭ ‬أجد‭ ‬قضية‭ ‬تلوث‭ ‬الهواء‭ ‬تنزل‭ ‬بقوة‭ ‬ضمن‭ ‬قائمة‭ ‬الأولويات‭ ‬في‭ ‬البرامج‭ ‬التنموية،‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬اختزال‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬العصيبة‭ ‬والمعقدة‭ ‬برمتها‭ ‬في‭ ‬الازدحام‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬فترات‭ ‬اليوم‭!‬ bncftpw@batelco‭.‬com‭.‬bh    

مشاركة :