رأى وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق أن «الوضع الإقليمي أسوأ بكثير مما أردنا ورغبنا»، مشدداً على أن «مبادرة الرئيس سعد الحريري الرئاسية هدفها استقرار النظام وانتخاب رئيس الجمهورية، وحركة التواصل لن تتوقف». وحذر بعد زيارته رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر من أن «الغطاء الإقليمي للبنان، الذي حماه حتى الآن أربع سنوات من كل الحرائق المحيطة به، بدأ بالتراجع»، داعياً القوى السياسية إلى «القيام بواجباتها والالتفات إلى الداخل في ظل المصائب التي تتخبط بها المنطقة». وأضاف: «نعاني أزمة الآن، لا أعرف مدتها، ولا شك في أن تصريح النائب محمد رعد بالأمس لا يساعد ولا يسهل إتمام الحوار، وهذا مجال تشاور في كتلة المستقبل وقيادته مع الرئيس الحريري، لأن الحوار في حاجة إلى قواعد لم تكن متوافرة أبداً في كلام رعد». وشدد على أن الحريري «لن يتوقف لحظة عن مساعيه لحماية النظام والاستقرار اللبناني. ومن الواضح أن الجزء الرئيسي لهذا الاستقرار هو انتخاب رئيس جمهورية، لذلك حركة التواصل ستستمر». وقال عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت بعد زيارته مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان: «نحن في ظروف حساسة وخطرة جداً بعد الكلام التحريضي والفتنوي الذي استمعنا إليه من السيد حسن نصر الله منذ أيام، والذي يقول في آخره أنه لا يريد فتنة سنية شيعية، إنما كل الكلام كان تحريضياً وفتنوياً في شكل واضح، وأكثر من ذلك ما جاء بالأمس على لسان (عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب) نواف الموسوي، وتحديداً ما جاء بالأمس على لسان محمد رعد، هذا كلام مشين، وفيه كثير من الإهانة لعقول وأخلاق اللبنانيين والذي لم نكن نسمعه حتى، لا من غازي كنعان ولا من رستم غزالة. هذا الكلام الذي يريد لبعض اللبنانيين أن يبقوا في الخارج، لا يريدون أن يعودوا إلى لبنان وبعض القيادات التي لها موقعها الوطني، وموقعها الإسلامي، يرفض عودتهم إلى لبنان». وسأل: «هل كان رعد يقول هذا الكلام لو لم يكن لديه سلاح يستقوي به؟». ولفت فتفت إلى أن «ما نشهده هو محاولة انقلاب على الطائف، وعلى النظام السياسي اللبناني بشكل واضح وصريح والكلام بالأمس عن قانون انتخابات جديد من قبل رعد والموسوي، والكلام عن تغيير في النظام السياسي دليل على ذلك، وإذا كان البعض يريد أن يتحدث عن سلة متكاملة أو سلة شاملة للحل، هناك أمور كثيرة نستطيع أن نضعها في هذه السلة، مثل سلاح «حزب الله» غير الشرعي، تجاوزاته، استعماله لهذا السلاح في الداخل اللبناني كما شهدنا في خطابات الأمس، وأيضاً تدخله في سورية والعراق، ونيجيريا». وقال: «هذا الموقف المشين تجاه المملكة العربية السعودية، فيه الكثير من قلة الوفاء لمملكة الخير التي قدمت الكثير الكثير للبنان، وحتى لـ«حزب الله» وللطائفة الشيعية الكريمة، تحديداً في موضوع إعادة البناء بعد سنة 2006، فهل ما نشهده هو 7 أيار جديد؟ أو ما نشهده هو محاولة من «حزب الله» ليقول للجميع، أنا سيطرت أمنياً وعسكرياً، أريد الآن أن أسيطر سياسياً بقانون انتخابات وبنظام سياسي جديد أفرضه على الجميع، حتى أضع يدي على كل المؤسسات السياسية، وإذا رفضتم فأنا في المقابل سأعطل رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء، وحتى المجلس النيابي الذي يدعي أنه يسعى لتفعيله لأنه بسياسته يمنع الآخرين من العمل». وتابع: «نريد أن نحيد لبنان عن صراعات المنطقة، نريد أن يكون لبنان أولاً، نعم نحن عملاء للبنان وليس لأي بلد آخر، بينما في كلام البعض عمالة واضحة للمشروع الإيراني في المنطقة»، وسأل: «هل الخيار لبنان أولاً، أم إيران أولاً؟ هذا هو السؤال المطروح الآن أمام الجميع، ما يحدث خطير، وأعتقد أننا مقبلون على أيام صعبة جداً، وأحمل «حزب الله»، والسيد حسن نصر الله شخصياً مسؤولية أي تطورات أمنية مؤذية قد تحدث، لأن ما نسمعه في هذه الأيام كنا سمعناه قبيل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، هل هناك من تحضيرات لأعمال أمنية موازية يقوم بها الفريق السياسي نفسه؟ وعلى جميع القادة اللبنانيين أن يتحملوا مسؤولياتهم». وكان رعد، تناول الوضع اللبناني في تصريحه أول من أمس وقال عن الرئيس سعد الحريري من دون أن يسميه: «يجب ألا يجد مكاناً له في لبنان من أجل نهب البلاد مرة جديدة، وكل ما يجري من محاولات لإجراء صفقات وتسويات تحت عنوان إعادة الاستقرار لهذا البلد، ويجب أن نكون عارفين بما يجري من حولنا».
مشاركة :