تُشارك دولة الإمارات العربية المتحدة العالمَ الاحتفال بيوم السياحة العالمي، الذي يصادف في الـ27 من سبتمبر من كلّ عام، انطلاقًا من أهمية قطاع السياحة في الإسهام المباشر في الناتج المحلّي الإجمالي، بوصفه أحد أهم القطاعات غير النفطية الذي أثبت ريادته وتمكّن حتى في أحلك الظروف؛ بعد تفشّي جائحة كورونا عالميًّا، من البقاء صامدًا في وجه التحدّيات. ولأن الدول تحتفل هذا العام بيوم السياحة العالمي، استنادًا إلى الاعتراف بالتحوّل نحو السياحة باعتبارها ركيزة أساسية للتنمية المستدامة، فإن دولة الإمارات تنظر إلى هذا القطاع بوصفه الأكثر إسهامًا في تعزيز النمو والتنمية، وترسيخ مكانتها التنافسية على المستويين الإقليمي والدولي، من خلال التحوّل إلى وِجهة سياحية مُثلى؛ لما تمتاز به من استقرار سياسي واجتماعي واقتصادي، ونتيجة لموقعها الاستراتيجي الذي يربط الشرق بالغرب، وامتلاكها شركات نقل مرموقة وبنى تحتية متميزة وداعمة للسياحة، وباقة منوعة من المعالم السياحية والفعاليات والأنشطة التي تلبّي احتياجات السائحين. وتستعدّ دولة الإمارات في هذا الإطار لموسم سياحي رائد، خصوصًا أنها صاحبة مبادرات تحفّز على السياحة الداخلية في فصل الشتاء المقبل؛ فقد أطلقت الحكومة في ديسمبر 2020، استراتيجية السياحة الداخلية، التي طوّرت من المنظومة السياحية المتكاملة، ونظّمت السياحة المحلية بين إمارات الدولة السبع، وعزّزت من دور قطاع السياحة الداخلية في دعم الاقتصاد الوطني؛ إذ استحوذ هذا النوع من السياحة على 58 في المئة من إجمالي عدد نزلاء الفنادق في عام 2021. وخارجيًّا؛ أَسّست دولة الإمارات، بتوجيهات من قيادتها الحكيمة، لمنظومة عمل سياحية ناجحة، استقطبت السياح من خارج الدولة، الذين يدركون نوعية التركيبة الاجتماعية في دولة تحتضن أكثر من 200 جنسية، يعيشون في بيئة آمنة ومستقرة من التسامح الديني والثقافي، إضافة لسهولة استخراجهم تأشيرات سياحية، تتنوع من حيث مُدَد الإقامة وعدد مرات الدخول، يتمكنون من خلالها زيارة أهم مناطق الجذب الطبيعية والثقافية والتراثية والتاريخية. ويواصل القطاع السياحي في الدولة تحقيق نتائج إيجابية متميزة، تعبّر عن تضافر الجهود الوطنية التي عملت على أن تتبوأ الإمارات أفضل الوجهات السياحية المفضلة والمستدامة عالميًّا؛ توضّح، وبحسب معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير دولة لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، رئيس مجلس الإمارات للسياحة، كفاءة السياسات التي تبنتها الدولة في دعم وتطوير قطاع السياحة الوطني، وتؤكّد تعافي القطاع التام من تداعيات الجائحة، والمنحى الإيجابي الذي يحققه بصورة متزايدة، بعد توفير بيئة سياحية وطنية جاذبة وآمنة، وخدمات سياحية رائدة ومتكاملة، ووجهات متنوعة وفريدة وبنية تحتية متطورة للسياحة. *عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية