واشنطن - الوكالات: أشاد نجل الشاه الراحل بالتظاهرات التي تشهدها إيران بوصفها ثورة تاريخية تقودها النساء وحض دول العالم على ممارسة مزيد من الضغط على النظام. ودعا رضا بهلوي، الذي أطيح والده في ثورة 1979، إلى الاستعداد بدرجة أكبر لنظام إيراني في المستقبل، علماني وديمقراطي. وقال بهلوي لوكالة فرانس برس: «في رأيي إنها أول ثورة في العصر الحديث من أجل النساء وتقودها النساء، بدعم رجال إيران، من أبناء وأشقاء وآباء». وأضاف: «وصل الأمر إلى القول: كفى». وتشهد مدن كبرى في إيران تظاهرات قتل فيها العشرات، منذ وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) في 16 أغسطس أثناء توقيفها لدى شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في إيران. وقال بهلوي: «لا طريقة يمكن من خلالها التوصل إلى نظام ديمقراطي حقيقي بدون تعريف واضح وفصل الدين عن الدولة». وشدد بهلوي على أن النظام يمكن أن ينتهي في أي وقت، وأن على العالم أن يكون مستعدا. وقال: «يتعين علينا أن نأخذ في الاعتبار وجود احتمال كبير لعدم استمرار هذا النظام فترة طويلة». وأمس حذّرت الشرطة الإيرانية من أن وحداتها ستواجه «بكل قوتها» المتظاهرين الذين يحتجون منذ 12 يوما. ويقول نشطاء حقوقيون إن الشرطة أطلقت على المحتجين الخرطوش والرصاص الحي. ومساء الثلاثاء تواصلت التظاهرات الليلة. وقالت وسائل إعلام معارضة مقارها في الخارج إن احتجاجات واسعة النطاق استمرت في مدن مختلفة، لكن نشطاء قالوا إن القيود المفروضة على الإنترنت تجعل من الصعب على نحو متزايد إرسال لقطات فيديو. وبحسب حصيلة جديدة نشرتها يوم الثلاثاء وكالة أنباء فارس «قتل نحو 60 شخصا» منذ 16 سبتمبر. وأعلنت الشرطة مقتل عشرة من عناصرها لكن لم يتّضح إن كان هؤلاء العشرة ضمن الحصيلة التي أوردتها وكالة «فارس». ويوم الإثنين أفادت منظمة «حقوق الإنسان في إيران» غير الحكومية ومقرها أوسلو بمقتل «76 شخصا على الأقل». وأمس، قدّمت عائلة مهسا أميني شكوى ضد عناصر الشرطة الذين أوقفوا ابنتها، وفق ما نقلت وكالة «إسنا» للأنباء عن محامي العائلة صالح نيكباخت. وقال المحامي: «تقدّمت عائلة مهسا أميني بشكوى ضد المسؤولين عن توقيف ابنتها و(عناصر الشرطة) الذين تكلموا معها منذ وصولها إلى مركز شرطة الأخلاق». وأضاف: «طلبنا من المدعي العام وقاضي التحقيق إجراء تحقيق مفصل عن كيفية حصول الاعتقال حتى نقل مهسا إلى المستشفى»، مطالبا السلطات بتأمين «كل مقاطع الفيديو والصور» المتوافرة طوال فترة اعتقال مهسا أميني لدى شرطة الأخلاق. ويقول ابن عمة مهسا عرفان صالح مرتضائي، الذي يقطن منذ عام في كردستان العراق حيث انضمّ إلى تنظيم «كومله» الكردي المسلّح المعارض للنظام في إيران، إن أميني تعرّضت لـ«ضربة شديدة على رأسها» على يد «شرطة الأخلاق» يوم توقيفها في 13 سبتمبر. ويروي مرتضائي نقلا عن والدة أميني أن الشرطة تعرّضت للشابة بـ«الضرب» قبل ان تنقلها إلى حافلة حيث تلقت «مزيدًا من الضربات». بعد ذلك تم نقلها إلى المستشفى حيث توفيت إثر غيبوبة استمرت ثلاثة أيام.
مشاركة :