جنين القمح هو عنصر النمو في حبة القمح ويكوّن حوالي 2.5% منها، ويبلغ طوله حوالي 2 ملليمتر وعرضه حوالي 1 ملليمتر وينمو منه ساق القمح وجذوره، ويتكون من جزءين رئيسيين هما: المحور الذي ينمو عند الإنبات مكوناً الساق والجذر. والجزء الثاني هو القصعة وهي التي تعمل على إمداد المحور بالمواد الغذائية، وهضم المخزون منها في الأندوسبيرم ونقلها إلى المحور حيث أنها تحتوي على غذاء مخزون خلال نضج الحبوب، وعند الإنبات تقوم بتزويد المحور النامي بالغذاء المخزن بها فضلاً عن إفراز الأنزيمات الهاضمة وإرسالها إلى الأندوسبيرم لهضم الغذاء المخزن به ثم تمتصه وتوصله إلى المحور النامي. ولا يقتصر وجود الأنزيمات الهاضمة على جنين القمح ولكنها توجد أيضاً في طبقة الأليرون فضلاً عن الأندوسبيرم في حبة القمح. * أين يوجد جنين القمح في حبة القمح؟ - يوجد جنين القمح بين الأندوسبيرم، وطبقات النخالة في الاتجاه المعاكس للشق الداخلي للحبة. ويفصل من الدقيق خلال عملية الطحن في مطاحن السلندرات، وهو مطلوب تجارياً بثمن مرتفع في الدول المتقدمة، ويستعمل في عمل نوعيات هامة من المخبوزات وفي تحضير مركبات فيتامين ب. الأهمية الغذائية لجنين القمح: يحتوي جنين القمح على نسبة عالية جداً من الفيتامينات وأهمها فيتامين (ب1) المعروف باسم الثيامين وفيتامين ب2 والمعروف باسم الريبوفلافين وفيتامين (ب5) والمعروف بحمض البانتوثينك، وفيتامين ه (E) والمعروف بالتوكوفيرول. ولو نظرنا إلى أهمية هذه الفيتامينات في جنين القمح للصحة لعرفنا أهمية جنين القمح في الغذاء، فيتامين (ب1) يقي من مرض البري بري الذي يسبب الانحلال المتزايد للأطراف العصبية والأربطة الموصلة، وفقدان حساسية الجلد، واختلال الحركة الطبيعية للقناة الهضمية والآلام في القلب، وفي النهاية يحدث شلل للمريض ثم الوفاة. أما فيتامين (ب2) فتكون أعراض نقصه توقف النمو وسقوط الشعر، وإصابة الأغشية المخاطية، والإجهاد السريع للبصر، وانخفاض القدرة على العمل واختلال تشييد الهيموجلوبين مع تغيرات مرضية في الجهاز العصبي. وفيما يتعلق بفيتامين (ب5) فهو يقي من مرض البلاجرا والذي تشمل أعراضه الضعف، وفقدان الشهية والإسهال وسوء الهضم. ونشوء الالتهاب الجلدي وبالأخص على الأجزاء المعرضة للشمس أو الحرارة أو الاحتكاك أو غيرها. كما يتورم اللسان ويلتهب، وتظهر آفات داخل الفم وحوله من الخارج. كذلك تظهر أعراض نقص هذا الفيتامين في حالات التغذية البروتونية الناقصة حيث تنخفض كمية الحمض الأميني المعروف باسم التربتوفان. أما فيتامين ه (E) والذي يعتبر أعلى مصدر في جنين القمح، فهو يلعب دوراً كبيراً في منع تلف شبكية العين، ولعلاج آلام عضلات سمانة القدم التي تحدث مساء أو أثناء عمل التدريبات الرياضية، وكذلك لعلاج الأورام الحميدة في الثدي، كما أنه يساعد على خفض عمليات الأكسدة التي تحدث في الجسم وبذلك يقلل إلى حد كبير من أعراض الشيخوخة، كما أنه يساعد بعض النساء على خفض أو تقليل حدوث أعراض سن اليأس. وقد ثبت أن نقصه يسبب ضموراً في العضلات. وجنين القمح إضافة إلى احتوائه على فيتامينات هامة فإنه أيضاً يحتوي على زيت وبروتينات، حيث يحتوي على زيت بنسبة 6-8% وهذا الزيت له قيمة غذائية عالية حيث يحتوي على الحامض الدهني الأساسي حمض اللينولييك بنسبة 55% مع احتواء الزيت على فيتامين ه (E) ومن المعروف أن هذا الفيتامين من الفيتامينات الذائبة في الدهون وتبلغ نسبة هذا الفيتامين في الزيت 0.3 – 0.5% . كما يحتوي على الكيثين بنسبة 55% وهي نسبة كبيرة. والجرعة المحددة اللازمة يومياً من زيت جنين القمح هي من 1-2 ملعقة صغيرة مرة واحدة في اليوم بالنسبة لمن هم تحت سن الخامسة عشرة وملعقتان كبيرتان يومياً لمن هم فوق ذلك العمر. ويمكن تناول هذه الجرعات في وسط الطعام أو بين الوجبات الغذائية. كان أول من عرف القيمة الغذائية لجنين القمح هم الأوروبيون والأمريكان ولذلك قاموا بفصله في مطاحن السلندرات الحديثه وأصبح منتجاً قائماً بنفسه يباع بثمن مرتفع حيث يباع الكيلوجرام من الزيت بمبلغ مرتفع. ويستعمل زيت جنين القمح بإضافته إلى بعض المخبوزات مثل الخبز والكيك والبسكويت، كما تصنع منه مشروبات مغذية ويضاف إلى السلطات. كما ذكرنا مسبقاً فإن جنين القمح يحتوي على بروتين حيث تصل نسبته في جنين القمح إلى 30% ويصاحب هذا الارتفاع في الكم ارتفاع أيضاً في الكيف فنجد أن كفاءة بروتين جنين القمح عالية حيث تبلغ في المتوسط 2.62% بينما تبلغ في الكازين وهو بروتين الحليب مقدار 2.5% فقط. وتصل القيمة الغذائية لجنين القمح 80% بالمقارنة مع 84% لبروتين الحليب. أي أن بروتين جنين القمح بروتين عالي الحيوية يتساوى مع بروتين الحليب الذي يعتبر بروتيناً قياسياً في ارتفاع النوعية. وعليه فإنه يمكننا استعمال جنين القمح كمقوٍ غذائي في الأغذية وتغذية الأطفال حيث هناك حاجة مطردة إلى البروتينات العالية القيمة لاستخدامها في الأغذية مع تحاشي التأثيرات الجانبية لحامض الفينيك بإضافة كربونات الكالسيوم والتي تعتبر مادة غذائية. يتميز جنين القمح باحتوائه على نسبة عالية من الأحماض النووية. وهناك حاجة للأحماض النووية في أغذية الحوامل والمرضعات والأطفال حتى سن ستة أشهر حيث أثبتت أهميتها للتغذية في الأطفال لنمو المخ حيث يستمر نمو المخ في الأجنة إلى بعد الولادة بستة أشهر. وبمراجعة أغذية الأطفال لم نر اهتماماً بالأحماض النووية في تلك الأغذية حتى سن الشهر السادس، وهي أغذية الأطفال الذين تضطر أمهاتهم لأسباب خارجة عن إرادتهن لتغذيتهم بأغذية وألبان صناعية بدلاً من الرضاعة الطبيعية. محتويات جنين القمح من المعادن: يحتوي جنين القمح أهم المعادن التي يحتاج لها جسم الإنسان مثل الحديد الذي يوجد بمعدل 7 ملجرام، والمغنيسيوم الموجود بمعدل 180 ملليجراماً والفسفور بمعدل 1000ملليجرام والكالسيوم بمعدل 50 ملليجراماً والزنك بمعدل 12 مليجراماً. وجنين القمح يقدم في كل يوم البراهين على أنه مفيد في حالات فقر الدم والوهن الجسمي والعقلي، وبطء النمو ومرض السل والكساح والحمل والرضاعة، يقول الطبيب الفرنسي المعاصر الدكتور ج فالينيه " أن القمحة هي ما يصح أن نسميها البيضة النباتية، لأنها تحوي أكثر العناصر الفعالة الضرورية للغذاء". ويقول العالم الأمريكي الشهير غايلورد هوزر "إن أعظم المصادر الطبيعية للفيتامينات هي القمح وخميرة البيرة والعسل الأسود فهي أغذية ثلاثية عجيبة حقاً تحتل الدرجة الأولى بين جميع الأغذية، والقمح وجنينه أثمن هذه الأغذية لأنه يحتوي على فيتامين (ه) والحديد علاوة على فيتامينات (ب) كلها الموجودة في العسل والخميرة، وعليه فإنه يجب تناوله يومياً. كما يجب أن نقدمه لأطفالنا". يباع جنين القمح في صوامع الغلال بالكيلوجرام، كما يباع في محلات بيع الحبوب وفي بعض العطارات أما زيت جنين القمح فيباع في محلات العطارة كما يوجد مستحضر منه يباع في محلات الأغذية الصحية باسم Wheat germ oil على هيئة كبسولات حيث يؤخذ بمعدل 3 كبسولات يومياً.
مشاركة :