واشنطن والحلفاء.. مخاوف التسليح النووي المتطور

  • 9/30/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

دأبت الولايات المتحدة منذ بداية العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا منذ 24 من فبراير /شباط الماضي على دعم كييف بالسلاح، ليصل إجمالي ما قدمته واشنطن من مساعدات عسكرية إلى 16,2 مليار دولار. وتنوعت المساعدات بين مدافع هاوتزر وراجمات صواريخ من طراز هيمارس إضافة إلى أنظمة دفاع مضادة للطائرات وغيرها. ويرى خبراء أن هذه الأسلحة على الرغم من حداثتها إلا أنها غير كافية لفرض متغيرات حقيقية على الأرض خاصة وأن روسيا تملك أكبر ترستانة رؤوس نووية بما فيها الأسلحة النووية التكتيكية. والأسلحة النووية التكتيكية هي رؤوس حربية نووية صغيرة وأنظمة إطلاق مخصصة لتدمير أهداف معينة دون التسبب في تداعيات إشعاعية واسعة النطاق. قد تصل القدرة التدميرية لأصغر سلاح نووي تكتيكي إلى كيلو طن واحد أي أن قوة الانفجار الناتج عنه تعادل ألف طن من مادة تي إن تي المتفجرة، وقد يصل حجم أكبرها إلى 100 كيلو طن. فروسيا تملك حوالي 2000 سلاح نووي تكتيكي، وفقا للاستخبارات الأمريكية، يمكن تحميلها على أنواع مختلفة من الصواريخ التقليدية مثل الصواريخ المجنحة وقذائف المدفعية، ضمن ترسانة نووية تحتوي 5,977 رأساً نووياً روسياً. ووفقا لمركز أبحاث تشاتام هاوس البريطاني فإن روسيا قد لا ترى أنها تتجاوز العتبة النووية الكبيرة عند استخدام هذه الأسلحة معتبرة ذلك جزءا من قواتها التقليدية. وفي الثامن من أغسطس/ آب 2022 أعلنت موسكو تعليق العمل باتفاق تفتيش المواقع الخاصة بسلاحها النووي الاستيراتيجي وفق الاتفاق المعروف بـ “نيو ستارت” بين روسيا وأمريكا، ما أثار مخاوف مراقبين من أن ذلك يعد تمهيدا لاحتمالية دخول السلاح النووي في حسابات الحرب الأوكرانية ليدفع خطط التسليح الأمريكي متأرجحة. دعم أوكرانيا بداية، قال براين برايدينبورغ،  الخبير في الشئون الاستراتيجية الدولية، إن الولايات المتحدة الأمريكية ستدعم أوكرانيا بحزمة جديدة من الأسلحة المتطورة قريبا. وأضاف برايدينبورغ في برنامج «مدار الغد» أن واشنطن أعلنت منذ اليوم الأول أنها ستقف بجانب كييف ولن تتراجع عن هذا الدعم بغض النظر عن الضغوط التي تمارس من قبل روسيا. كما أوضح برايدينبورغ أن هناك انقساما في الولايات المتحدة الأمريكية بشأن الحرب الروسية الأوكرانية، مؤكدا أن الحزب الجمهوري لا يدعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا بشكل كامل. السلاح النووي من جانبها، قالت الدكتورة حنا شيلست، مديرة برنامج الأمن والدفاع في مجلس السياسات الخارجية الأوكراني، إن الغرب يبحث إرسال المزيد من الأسلحة التكتيكية لأوكرانيا. وأضافت شيلست أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يستخدم السلاح النووي، لكنه لن يحقق انتصارا على الأرض. كما أكدت شيلست أن الوضع مختلف تماما على الأرض الآن عما حدث في هيروشيما وناجازاكي، خاصة، أن بوتين يعتقد أنه سينتصر بهذه الطريقة. وترى شيلست أن الرئيس فلاديمر بوتين أراد تخويف الغرب عندما قرر نشر أسلحة نووية على الحدود الروسية.     خط أحمر من جانبه، قال الجنرال دومينيك ترانكاند، الخبير في الشئون العسكرية والاستراتيجية، إنه من الهام دعم أوكرانيا عسكريا، علما بأن الولايات المتحدة تتردد كثيرا في ذلك حتى لا تحدث مواجهة مباشرة مع روسيا. وأضاف ترانكاند أن روسيا يجب عليها أن تعي أن هناك خطوطا حمراء لا يجب أن تتخطاها موسكو. كما أوضح ترانكاند  أن هذه الأسلحة الغربية تسهم أو تطيل مع عمر الحرب الروسية الأوكرانية، لافتا إلى أن الدعم سيجعل موقف أوكرانيا أكثر صمودا. وكشف ترانكاند أن استخدام الأسلحة النووية أمر عادي عند روسيا، لكنه أمرا غير هين، لا سيما وأنه أمن عالمي لا يتعلق بأوكرانيا فقط. هروب زيلينسكي وقال ديمتري بابيتش، الخبير في الشئون الاستراتيجية الروسية، إن روسيا لن تخسر الحرب الروسية الأوكرانية. وأكد بابيتش أن روسيا لن تتخلى عن الأراضي التي ضمتها من أوكرانيا بعدما تم التصويت عليها. ويرى بابيتش أن نسبة فوز روسيا في هذه الحرب أكبر بكثير من أوكرانيا، لافتا إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية ليست حرب الرئيس فلاديمير بوتين وحده، بل هي حرب الشعب الروسي بأكمله. كما يعتقد بابيتش أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد يهرب إلى أي بلد أوروبي، وأن بوتين لن يفعل ذلك مهما حدث. إطالة أمد الحرب وقال إريك هام، الكاتب و الباحث في العلاقات الدولية، إنه لا يوجد معطيات لنقول من الذي سيفوز بالحرب الروسية الأوكرانية، متوقعا أن يطول أمدها لفترة كبيرة. وأكد إريك هام أن روسيا تعرضت لانتكاسات كثيرة مؤخرا، مشددا على أن دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا ليس هدفه تدمير روسيا. كما أوضح إريك هام أن الولايات المتحدة لن تترك أوكرانيا بمفردها في مواجهة  روسيا، لافتا إلى أن واشنطن تواصل دعم كييف عسكريا.

مشاركة :