إيران لا يكاد يُذكر اسمها الا وتحضر معه الصورة النمطية التي صنعها نظامها عنها بأنها دولة لا تصدر الا الخراب والفتن، فبعد انخفاض المشاعر المحتدة لثورة عام 1979 عادت مبادئ وتقاليد الحركة الشعبية تجلب الاهتمام مرة أخرى، ولكن المثير كيف أن العديد من النزعات والاتجاهات المتنوعة في السياسة الايرانية تتعاقب وتتراتب وتختلف ولكن النتيجة واحدة لا تتغير. فبعد الغزو الأنغلو السوفياتي لإيران واحتلالها في عام 1941 الذي أدى إلى خلع رضا شاه، ومن ثم بدأت فترة أخرى من الفوضى السياسية كانت الأنظمة تختلف بعد الانقلابات ما ادى إلى كساد اقتصادي وعلاقات سيئة مع الاتحاد السوفياتي، وتوالت الثورات والحركات السياسية والحركة الشعبية، لم يتبدد سخط الناس من فساد النظام ودكتاتوريته منذ عهد الشاه مع معارضيه بل كان ملاك الأراضي والسياسيون غاضبين منه بشدة طوال تلك الفترة من التاريخ، فكان المجتمع والقادة الدينيون محتدين غاضبين من سياسته. لقد ذهبت الأمور أبعد من هذه النقطة عندما حل محمد مصدق الأكثر جدلاً في القرن العشرين وكبر حجم المسائل السياسية التي واجهته، وكان أول المناضلين المعادين للاستعمار في عالم ما بعد الحرب، وفي صراع مستمر مع الغرب بصفته رئيس وزراء إيران في أوائل الخمسينيات، وفي 1953 أزالته الاستخبارات الأميركية المركزية عن طريق انقلاب عزز سلطة الشاه المطلقة، وعمل على الانتعاش الاقتصادي، ومنح المزارعين فرصا أكبر، إلا أن التغييرات السياسية التي مست الأحزاب الإيرانية وفعلّت دور "السافاك" ولدت للشاه أعداء كثيرين بعده. إن التركيبة الأساسية للشعب الإيراني قوميات مختلفة ومتعددة: القومية التركية بنسبة 24%، والقومية الكردية بنسبة 7%، والقومية العربية بنسبة 3%، والقومية البلوشية بنسبة 2%. وكما هو واضح فإن تلك القوميات تختلف فيما بينها في اللغة والثقافة والمذهب؛ وتعتبر إيران دولة مثل دول أخرى تعاني من التنوع الكبير في القوميات التي تقطنها؛ ففي كل أنحائها استقرت شعوب مختلفة لها لغات وعادات وثقافات وقيم متنوعة كما هي الحال بالنسبة للأكراد والبلوش والعرب بالإضافة إلى المذاهب المختلفة وتزايد التعداد السكاني لتلك القوميات. وكانت حكومة الشاه، قد منعت ظهور أي منافس ذي كفاءة يقود الحكومة، ما أدى إلى ضعف فعالية الحكومة وتدني مستوى الإنتاج، الأمر الذي ساهم بدوره في زرع الخلافات والانقسامات داخل الجيش وبين النخب السياسية، ومن ثم غياب الدعم عن النظام وعدم توفر حلفاء ومغادرة الكثير مع اموالهم في بداية الثورة. وفي عهد الانتداب البريطاني ضم الشاه إقليم الأحواز لإيران عام 1925 وكان إمارة عراقية تتمتع بالحكم الذاتي وأعدم حاكمها خزعل الكعبي، وخاصة بعد اكتشاف النفط بالمنطقة، وتم القضاء على إمارة بني كعب العربية بعد أسر الشيخ خزعل الكعبي واعدامه، ومنذ ذلك التاريخ سيطرت إيران على عربستان، واتبعت السلطة الايرانية سياسات تمييزية ضد عرب الاحواز في التوظيف وفي التمييز. فقد كانت الثورة الإيرانية مسؤولة عن بدء حقبة الأصولية الخمينية، من حزب الله إلى تنظيم القاعدة إلى الجماعات الجهادية المتنوعة لها عدة أهداف أهمها القضاء على العلمانية والنفوذ الأميركي في الحكومة وزيادة الحرية السياسية، وقد استمر في ايران التذمر والخوف من الاستبداد منذ بداية عهد الشاه وبالتحديد من السافاك البوليس السري إلى الحرس الثوري في مرحلة ما بعد الثورة. وتم تصدير هذه الثورة لتغطية العجز الاقتصادي في البلاد ما زاد من تطرفهم وشحذ نواياهم الشريرة ضد دول الخليج والعالم العربي، فهي لا تملك نظام مقومات الدولة لان تركيبته لا تشبه اي نظام سياسي في العالم، مرشد يدير كل شي دون منصب مماثل ولا شبيه له في العالم، والرئيس أو الحاكم هو مجرد رئيس حكومة تنفيذي، يستخدم القمع والاعدامات والتمييز الطائفي ويتهم المعارضين ليقدمهم للإعدام دون محاكمة ففي عام واحد يُعدم في إيران مالا يقل عن 900 شخص. هي تعتبر الارهاب الدولي حقا مشروعا فقد ساهمت بسياساتها المارقة في دعم النظام السوري الفاقد للشرعية في قتل 250 الف مواطن سوري سواء بالمشاركة بقواتها او بالدعم المالي الذي فاق 50 مليار دولار على مدى الخمس سنوات الماضية من عمر الثورة السورية، بخلاف تعطيل الحياة السياسية للبنان من خلال وكيلها حزب الله، ولم تكن تصرفاتها باليمن بعيدة عن فكر التخريب والتدمير الذي مارسته بكل مكان ذهبت اليه، ووجدت من يستمع لها وينفذ اجندتها وفق خطط تخريبية تقوم على التجييش الطائفي. وافضل رد على هذه الأعمال والشغب قطع العلاقات السعودية مع هذه الدولة المصدرة للارهاب، بعد تدخلاتها غير المشروعة في الشؤون الخاصة للدولة وانتقاد تنفيذ حد القصاص في الإرهابيين ثم قامت بحرق السفارة السعودية في طهران كما هو ديدنها لمن يكشف عن جرائمها. new.live911@hotmail.com