< عندما يتحدث المسؤولون الإيرانيون عن الحقوق السياسية واحترام الآراء، يتغاضون عمداً عن سجل إيران الأسود في ملاحقة المعارضين السياسيين وأصحاب الرأي من الكتاب والصحافيين والمدونين. وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن إيران تعتبر أحد أكبر الدول التي تقوم باحتجاز الصحافيين، إذ بلغ الإحصاء الأخير 45 صحافياً حتى نيسان (أبريل) الماضي، إضافة إلى عدد آخر تم اعتقالهم بعد ذلك التاريخ. ومن الطريف أن الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني، الذي صرح - كما غيره - من المسؤولين الإيرانيين بما أسموه حرية الرأي، تعرض أنصاره خلال الحملة الانتخابية قبيل انتخابه للاعتقال والسجن، وذلك لمجرد رفع صور المعارض السياسي مير حسين موسوي في مسجد جمران شمالي طهران. وقاد موسوي المرشح الإصلاحي إلى انتخابات الرئاسة في 2009 حركة احتجاج على إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد، وهو قيد الإقامة الجبرية منذ أكثر من سنتين. وفي تعليقه على حادثة الاعتقال وقبل أن يصبح رئيساً، دان روحاني الاعتقال معتبراً ذلك حركة غير مناسبة وداعياً إلى احترام القانون. وفي العام نفسه رفض المرشحان الإصلاحيان موسوي ومهدي كروبي الاعتراف بإعادة انتخاب أحمدي نجاد، ودعيا أنصارهما إلى الخروج إلى الشوارع، لكن السلطات قمعت التظاهرات بقوة. في السياق ذاته، طالب خبراء الأمم المتحدة لحقوق الإنسان السلطات الإيرانية بالكف عن اعتقال الصحافيين والمدونين والنشطاء وتكميم أفواههم، وبتوفير مساحة من حرية الرأي والتعبير، قبل الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في إيران العام الحالي. وقال مقرر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان المعني بإيران الدكتور أحمد شهيد: «إن قوات الأمن الإيرانية وجهاز الاستخبارات ألقوا القبض على عدد من الصحافيين في إطار حملة جديدة على حرية التعبير والإعلام، وجرى خلال الشهر الماضي اعتقال خمسة صحافيين على أيدي أفراد يرتدون الملابس المدنية، وهم رجال من وحدات الاستخبارات في الحرس الثوري الإيراني»، كما جرى استدعاء 10 صحافيين آخرين للاستجواب. وأضاف شهيد: «إن إيران لديها أحد أكبر أعداد الصحافيين المحتجزين في العالم، وكان آخر إحصاء لهم في شهر نيسان (أبريل) الماضي 45 صحافياً، وتزايد العدد بعد عمليات الاعتقال العديدة الأخيرة». ويرى مراقبون أن إيران تعيش في ظل دولتين تتعارض كل منهما مع الأخرى، فهناك دولة الثورة التي يسيطر عليها المرشد والحرس الثوري، والدولة العادية برئاسة روحاني والتي لا تستطيع مواجهة دولة الثورة.
مشاركة :