تحيي دولة الإمارات «الأسبوع العالمي للفضاء» الذي يبدأ من اليوم (4 أكتوبر) ويستمر حتى العاشر من الشهر ذاته، وسط استعدادات لتدشين وإنجاز العديد من الأحداث والفعاليات المهمة الفارقة في قطاع الفضاء الذي حققت الدولة فيه إنجازات استثنائية. ويأتي في مقدمة هذه المهام انطلاق مهمة الإمارات لاستكشاف القمر «المستكشف راشد» خلال نوفمبر المقبل، لتكون الدولة الرابعة عالمياً التي تشارك في مهام استكشافه، فضلاً عن انطلاق رائد الفضاء سلطان النيادي في أول مهمة طويلة الأمد لرواد الفضاء العرب وتستمر لـ6 أشهر خلال 2023، وصولاً لانعقاد حدثين عالميين على أرض الدولة، وهما تدشين النسخة الأولى من «حوار أبوظبي للفضاء» الذي تنظمه وكالة الإمارات للفضاء ديسمبر 2022، بالإضافة إلى استعدادات مركز محمد بن راشد للفضاء المتواصلة لتنظيم «مؤتمر عمليات الفضاء» في مارس المقبل، الحدث الأكبر عالمياً، فيما يعكس ذلك الجهود الكبيرة باتجاه تأسيس قطاع فضائي متكامل للإمارات. احتفال ويُقام «الأسبوع العالمي للفضاء» كل عام للاحتفال بعلوم الفلك وخاصة الفضاء الخارجي، ويستمر لمدة أسبوع بين4 و10 أكتوبر، حيث حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة، هذا التاريخ منذ 6 ديسمبر عام 1999، نظراً لأهمية تاريخ 4 أكتوبر الذي أطلق فيه أول قمر صناعي «سبوتنك 1» عام 1957، بالإضافة إلى 10 أكتوبر 1967، الذي شهد معاهدة الفضاء الخارجي. وتُشكل الإنجازات الاستثنائية للإمارات في قطاع الفضاء، والمساهمة الفاعلة لها في دعم الاكتشافات العلمية العالمية، رافداً مهماً لمجتمع الفضاء الدولي، والذي جعلها واحدة من بين أهم الدول حالياً في هذا القطاع بما تقدمه مشروعاتها المتنوعة من نتائج علمية للمجتمع العلمي الدولي، ما جعل الجميع ينظر إليها بعين التقدير والاحترام لتجربتها الناجحة، التي نضجت خلال فترة زمنية قصيرة مقارنة بمثيلاتها العالمية. استكشاف القمر ويستعد حالياً «المستكشف راشد» للانطلاق نحو سطح القمر خلال نوفمبر المقبل من مركز كينيدي للفضاء بولاية فلوريدا الأمريكية، حيث سيتنقل في مواقع جديدة لم يسبق دراستها من قبل، وسيلتقط صوراً نادرة وتجميع البيانات العلمية وتحليلها، حيث سيتم إيداعها وفق نظام مؤرشف لمعلومات شاملة عن القمر في وكالتي الفضاء الأوروبية والأمريكية، وذلك تسهيلاً للوصول إليها من جهة الباحثين والدارسين والعلماء. وينطلق مشروع الإمارات لاستكشاف القمر من أهداف علمية تشمل تطوير تقنيات الروبوتات الخاصة بأنظمة مركبات الاستكشاف، ودراسة مواقع جديدة لأول مرة على سطح القمر، بالإضافة إلى دراسة وتحليل الغبار على سطح القمر، كما تشمل مهام المستكشف الإماراتي إجراء اختبارات لدراسة جوانب مختلفة من سطح القمر، بما في ذلك التربة القمرية، والخصائص الحرارية للهياكل السطحية، والغلاف الكهروضوئي القمري، وقياسات البلازما والإلكترونيات الضوئية وجزيئات الغبار الموجودة فوق الجزء المضيء من سطح القمر. منصة عالمية من ناحيتها، ستستضيف العاصمة أبوظبي النسخة الأولى من «حوار أبوظبي للفضاء» الذي تنظمه وكالة الإمارات للفضاء يومي 5 و6 من شهر ديسمبر عام 2022، حيث يشكل الحوار العالمي الذي تستضيفه الدولة بحضور ومشاركة عدد من القيادات السياسية والعسكرية وصناع السياسات في مجال الفضاء، منصة عالمية استثنائية يتبادل خلالها الخبراء وصناع القرار الآراء، حيث سيناقشون التحديات والفرص التي يحملها مجال الفضاء، وتعزيز مساهمة الإمارات في سياسات الفضاء الدولية. ويهدف «حوار أبوظبي للفضاء» إلى تعزيز التواصل بين القوى الفاعلة والمؤثرة في قطاع الفضاء حول العالم، من خلال توفير منصة تفاعلية دورية تجمع كبار القادة وصناع السياسات والقرارات في صناعة الفضاء على مستوى العالم، وعبر طرح حوار دولي، تحدد من خلاله أبرز الاحتياجات العالمية اللازمة بما يشمل الإمكانات الاستراتيجية والأطر القانونية والتشريعية، والبنى التحتية المطلوبة، لتطوير هذا القطاع وتحقيق مستهدفاته بما يخدم الإنسانية. استعدادات من جهته، يواصل مركز محمد بن راشد للفضاء استعداداته، لتنظيم مؤتمر عمليات الفضاء في مارس المقبل الذي يأتي تحت شعار «نستثمر في الفضاء من أجل إنجازات تتخطى الأرض» ويعد المؤتمر فرصة مهمة أمام الخبراء العاملين في مختلف جوانب عمليات الفضاء لطرح ومناقشة المفاهيم التقنية وآليات وإجراءات عمليات الفضاء المستقبلية والعمل على تعزيزها، والتوصل إلى الأفكار التي ستمكن الأطراف ذات الصلة لتطبيق أعلى معايير عمليات الفضاء، مع وضع الكفاءة والابتكار والسلامة في مقدمة الاعتبارات، وتلبية المتطلبات الضرورية التي تزداد تعقيداً لمهمات الفضاء. ويعتبر المؤتمر المنتدى التقني الأبرز لمجتمع عمليات الفضاء ولا سيما أنه يجمع الرواد من الخبراء والعلماء والأكاديميين والمهنيين المتخصصين، إضافة إلى الطلاب من جميع أنحاء العالم بهدف مناقشة الابتكارات والتحديات والفرص المتصلة بمختلف جوانب عمليات الفضاء، بما في ذلك مهام الرحلات الفضائية المأهولة والروبوتية والمهمات القريبة من الأرض أو الموجهة نحو عمق الفضاء، وصولاً إلى عمليات النقل في الفضاء بما يشمل الطائرات وصواريخ التجارب ومنصات الإطلاق وغيرها الكثير من الموضوعات المتخصصة في هذا القطاع. دور مهم وتتنوع موضوعات الأوراق البحثية التي سيشارك بها المتخصصون ضمن فعاليات المؤتمر الدولي لعمليات الفضاء، لتشمل الاختبارات التي تجري في المحطات الأرضية كونها تلعب دوراً مهماً في نجاح أي مهمة، وكيفية إدارة الأعطال خلال المهمات الفضائية، وكيفية تصميم مهمات الفضاء غير المأهولة، وصولاً إلى مناقشة أحدث التقنيات المستخدمة في غرف التحكم وغرف عمليات المهمات، وكيفية إسهامنا في تحقيق استدامة العمليات، وإمكانية خدمة الذكاء الاصطناعي لهذه العمليات، وعمليات النقل في الفضاء بما يشمل الطائرات وصواريخ التجارب ومنصات الإطلاق وغيرها الكثير من الموضوعات المتخصصة في هذا القطاع. ومن بين أهم الإنجازات التي سيشهدها قطاع الفضاء الإماراتي قريباً، مشاركة رائد الفضاء سلطان النيادي في أول مهمة طويلة الأمد على متن محطة الفضاء الدولية ضمن بعثة وكالة «ناسا» و«سبيس إكس Crew-6» والتي ستنطلق في ربيع عام 2023، ليكون النيادي أول رائد فضاء عربي ينطلق في مهمة طويلة الأمد في محطة الفضاء الدولية، يقضي خلالها 6 أشهر في إجراء العديد من التجارب العلمية المعمقة والمتقدمة، فيما تأتي هذه الخطوة المهمة والتاريخية ضمن جهود وإنجازات «برنامج الإمارات لرواد الفضاء» لتدريب وإعداد فريق من رواد الفضاء الإماراتيين، وإرسالهم إلى الفضاء لتنفيذ مهام علمية متنوعة. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :