أصدر معهد الشارقة للتراث، مجموعة جديدة من الإصدارات التي دارت في فلك البحر وحكاياته وتراثه وسردياته وعوالمه الغرائبية، وذلك في مناسبة انعقاد ملتقى الشارقة الدولي للراوي في دورته الثانية والعشرين، والتي أقيمت فعالياته أخيراً تحت شعار "حكايات البحر"، وذلك بمشاركة نحو 160 خبيراً وباحثاً تراثياً من 46 دولة. وتصدّر قائمة الإصدارات الجديدة، كتاب "الواري.. 12 حكاية وكائنا خرافيا في البحر.. من حكايات البحارة في الإمارات"، للدكتور عبد العزيز المسّلم، رئيس المعهد، وسلسلة "عيون الأثر في تراث البحر"، من اختيار وإعداد الدكتور منّي بونعامة، مدير إدارة المحتوي والنشر بالمعهد، بجانب إصدار عدد خاص من مجلة "مراود" الشهرية المتخصصة بشئون التراث. ومجموعة من كتب التراث التي تناولت موضوع البحر منها: كتاب "قلادة النحر في غرائب البر والبحر، لسليم كسّاب، المتوفي سنة ١٣٢٥ هجرية، وكتاب "مروج الذهب ومعادن الجوهر"، لأبو الحسن على بن الحسين بن علي المسعودي، المتوفي سنة ٣٤٦ هجرية، وكتاب "عجائب المخلوقات والحيوانات وغرائب الموجودات"، لزكريا بن محمد بن محمود المعروف بالقزويني، والمتوفي سنة ٦٨٢ هجرية، و وكتاب "زينة النحر بعلوم البحر"، لإبراهيم بن محمد التادلي الرباطي، المتوفي سنة ١٣١١ هجرية، وكتاب "نخبة الدهر في عجائب البر والبحر"، لشمس الدين ابي عبدالله محمد بن أبي طالب الأنصاري الصوفي الدمشقي، المتوفي سنة ٧٢٧ هجرية، بجانب كتاب "سرديات البحر في التراث العربي.. دراسة استكشافية"ـ لإيهاب الملاح، وكتاب "الألفاظ البحرية في الشعر النبطي الاماراتي"، من إعداد وتحقيق فهد على المعمري. عوالم راشد الخضر ومن مجموعة الإصدارات الجديدة لمعهد الشارقة للتراث، والتي صدرت في مناسبة انعقاد ملتقى الشارقة الدولي للراوي، والذي حمل هذا العام عنوان "حكايات البحر"، كتاب "عوالم البحر في شعر راشد الخضر"، لسلطان العميمي، حيث يتناول الكتاب تجربة الشاعر راشد الخضر، كواحدة من أهم التجارب الشعرية في ساحة الشعر النبطي الإماراتي خلال القرن العشرين، ويستعرض كيف عكست تجربة "الخضر" الشخصية جوانب من بيئته وثقافته، وانتاجه الغزير من النصوص الشعرية التي لا يزال بعضها مفقودا. وقد حرص مؤلف سلطان العميمي، على التوقف عند الكثير من المحطات في تجربة راشد الحضر، وقصائده المنشورة، والتي كانت بمثابة أرض خصبة لعديد من الدراسات النقدية والتحليلية والمقارنة، واعتبر أن البيئة الساحلية هي بمنزلة الأرض الأم التي تنتمي اليها تجربة الشاعر الحضر لغة واسلوبا. عجائبية الخالق البحر وكتاب "عجائبية الخالق البحر"، للدكتورة رؤى قداح، والذي يتناول البحر في الأساطير والتصورات الدينية، وكتب العجائب والغرائب العربية، و البحر باعتباره مادة الخلق الأولية، وفضاؤه الذي منه انبثقت مظاهر الوجود، وبرقت لوامع الحياة، ومن أشلاء جسده رفعت سماء، وبسطت أرض، وجرت مياه المحيطات، ومن زبده تشكلت اليابسة، وعلى حوته وسمكاته ثبتت الأرض كي لا تميد بساكنها، وعلى سطحه طفت بيوض الخلق التي ولدت منها الآلهة، وبنيت بيوتهم، وتهادى عرش ابليس وفي عمقه استقر محبسه، وفي جزائره مسكن قبيلة، وفي غياهبه قصر سليمان، وقبره، وإلى عتمته نفيت الآلهة الأم مجردة من سلطتها، فصار خزانا للأساطير والخرافات والحكايات، مولدا للعجيب والغريب والعجائبي، سيدا للغواية التي تجذب الناظر فيقتحم تپهه ملبيا أطياف حورياته، مسحورا بأنغام سيريناته ، متجاوزا اصنام أبرهة الحميري، التي تحذر من اختبار زرقته، غير آبه بأحواله وغضبه المباغت المنذر بالهلاك. كما صدر عن المعهد كتاب "البحر في الأدب الخليجي.. الشعر والرواية"، للدكتور فهد حسين، والذي يتناول مؤلفه عبر صفحاته، صورة البحر في التراث وفي الشعر والرواية الخليجية. روافد التراث البحري الإماراتي وتضمنت قائمة الإصدارات الجديدة لمعهد الشارقة للتراث، كتاب "التراث البحري في الإمارات.. العناصر والروافد والمكونات"، لحسن علي عبد الرحمن آل غردقة، ويتناول الكتاب عناصر وروافد ومكونات التراث البحري في الإمارات، والثقافة الشعبية في الإمارات، والتي تتميز بالغني والتنوع والتجديد، وتمثل وصفا دقيقا للهوية الثقافية الإماراتية بكل ملامحها، وخاصة البيئة البحرية والتراث البحري، في ظل ما يشكله البحر منذ القدم للإنسان الإماراتي من مصدر أول للرزق، من الأسماك والغوص لاستخراج اللؤلؤ. ميثولوجيا البحر وطقوسه وكتاب "ميثولوجيا البحر وطقوسه في الخليج وبحر العرب"، للدكتور عادل الكسادي، وفي الكتاب استعراض لنماذج من معتقدات وحكايات البحارة وطقوسهم البحرية، بعض المعتقدات الميثولوجية والطقوس البحرية التي كان يقوم بممارستها بحارة السفن الشراعية في بحر العرب، وتلك السفن المبحرة عبر مضيق هرمز باتجاه المحيط الهندي، وللتعرف إلى طبيعة تلك الممارسات ، يعود بنا الكتاب إلى المنطلقات النظرية الميثولوجية والأنثروبولوجي لتفسير ماهية الأساطير وأصول عناصر الثقافة الشفاهية البحرية القديمة، معتمداً على بعض الشواهد من تلك الممارسات والطقوس، وحكايات بحارة السفن ومعتقداتهم وأشعارهم ، ومختلف الممارسات والمعتقدات والطقوس المنتشرة في أوساط المجتمعات البحرية في الخليج وجنوب الجزيرة العربية ، ومقارنتها ببعض الأساطير والممارسات الطقوسية. الغوص للبحث عن اللؤلؤ بالكويت وكتاب "من تراث الغوص بحثاً عن اللؤلؤ بالكويت"، لطلال سعد الرميضي، حيث يضيء الكتاب على مهنة الغوص بحثاً عن اللؤلؤ، والتي تعتبر من أهم المهن في الكويت وكل منطقة الخليج العربي، وتستعرض صفحات الكتاب كيف كان الناس يعتاشون عليها في الكويت وبلدان ساحل الخليج العربي، ويتوقف عند ذكرها في المصادر القديمة والأشعار الجاهلية. وكتاب "البحر في لهجة أهل الإمارات" لعبد الله الرميثي، الذي يجول من خلاله المؤلف في البيئة البحرية كمدخل لتوثيق واستعراض "دانات من لهجة أهل الإمارات. وكتاب "الثراث البحري في الإمارات.. بين الكتاب المسطور والحدث المنظور"، للدكتور حمد بن صراي، وتتناول صفحات الكتاب التراث البحري في الإمارات، والذي يكوّن أهم وحدات الموروث الشعبي الإماراتي، وذلك لما يمثله البحر من امتدادات عميقة ومتجذرة ومتشعبة في مجتمع الإمارات، بحيث أصبح البحر وتراثه ضمن تقاليد أهل الإمارات وعاداتهم، سواء كانوا من القاطنين على السواحل أو المقيمين في مناطق البادية. ويرصد الكتاب أهمية البحر في حياة الاماراتيين، باعتباره مصدر الرزق والعمل والذكريات والآمال والطموحات والتواصل مع العالم الخارجي، وما تلمسه أهل الإمارات في البحر من سكون ورهبة وصمود وبقاء وتجدد وتحد، وكيف كان لأهل البادية الإماراتية حضورهم في اللافت فيما يتعلق بالبحر من حرف وأعمال، واندماج اندماج فئتي المجتمع الإماراتي من سكان مناطق الساحل والبادية منذ القدم، وتلاشي الفوارق الاجتماعية والاقتصادية بين البادية والمنطقة الساحلية من الإمارات، وما ترتب على ذلك من ظهور مصطلحات وتعابير والفاظ وتراكيب واعمال عرفها كل أهالي الإمارات في كل بيئاتهم. الماء في التراث العربي وأخيرا كتاب "الماء في التراث الشعبي العربي"، للدكتور مصطفى جاد، حيث يقدم لنا الكتاب رحلة في علاقة الماء بالتراث الشعبي في عالمنا العربي، ويرصد لنا كيف نجد الماء حاضراً في كرامات الأولياء الذين يسيرون على الماء، والكائنات فوق الطبيعية التي تعيش في البحار والأنهار، وكيف يرتبط بدلالات خاصة في الأحلام والتنبؤ بالمستقبل، وصور استخدام الماء في العلاج الشعبي، والعمليات السحرية، ومظاهر بروز الماء في الكثير من الاحتفالات الشعبية مثل: "الحية بية"، و "أربعاء أيوب" ، و "وفاء النيل" ، و "عيد الغطاس". كما يستعرض الكتاب كيف يعكس أدبنا الشعبي أشهر الحكايات المرتبطة بالبحر كحكايات السندباد في ألف ليلة وليلة، والبحث عن كتاب النيل في سيرة سيف بن ذي يزن، وتوظيف الماء إبداعيا في الأمثال والألغاز الشعبية، والشعر الشعبي، وتغنى الجماعة الشعبية به على إيقاعات راقصة، بجانب بعض المهن ذات العلاقة بالماء مثل حرفة السقاء والفلاحة. رموز الحكايات ودلالاتها يُذكر أن البحر يمثل عالماً خاصاً يكتنز الكثير من الصور والرموز، ونسجت حوله العديد من الحكايات العجائبية والغرائبية التي أبدعها المخيال الشعبي العربي والإنساني الغني، والتمثل الذكي لرموز الحكايات ودلالتها وارتباطها بواقع المجتمعات، وما ترمز له أو تحيل إليه من معان ترتبط بحياة الناس في علاقتهم بالبحر. ومع ذلك، فإن كل شعب من الشعوب اتخذ في سرد حكاياته وعرضها شكلا ولوناً مختلفين، وبخاصة ما يتعلق منها بالبحر، الذي شكل عالماً خاصاً لنسج القصص وسرد الحكايات، وهذا ما سعى معهد الشارقة للتراث للكشف عنه، من خلال ملتقى الشارقة الدولي للراوي هذا العام، ومن خلال تلك المجموعة القيمة من الكتب التي أصدرها المعهد أخيراً في بالتزامن مع انعقاد ملتقي الراوي، حيث نجح المعهد في إبراز مدى دور البحر في إثراء المخيال الشعبي، والذاكرة الجمعية، وإظهار مدى ترابط وتشابه هذا النوع من الحكايات في كل الثقافات، برغم اختلاف البنية الثقافية والخصوصية المحلية، والنسق المعرفي الذي تشكلت تلك الحكايات في كنفه. يذكر أن معهد الشارقة للتراث برئاسة سعادة الدكتور عبد العزيز المسلّم يواصل سلسلة إصداراته الهادفة للتعريف بالتراث الإماراتي العربي والإنساني، ونشره وحمايته وتوثيقه، وهي الإصدارات التي تجاوزت الـ 450 عنوان. وبجانب إصداراته من الكتب، يقوم معهد الشارقة للتراث بإصدار مجلتين متخصصتين بشئون التراث، أحدهما شهرية وهي مجلة مراد التي يرأس تحريرها الدكتور عبد العزيز المسلّم، ويديرها الدكتور مني بونعامة، الذي يتولى أيضا إدارة المحتوى والنشر بالمعهد، ومجلة "الموروث" وهي فصلية محكمة، ويرأس تحريرها الدكتور عبد العزيز المسلّم، ويرديها الدكتور صالح هويدي.
مشاركة :