أثارت إسرائيل قلقاً في الأوساط الفلسطينية، إثر تناولها موضوع سيناريوهات انهيار السلطة في هذا التوقيت الخطر، وفي ظل أوضاع ميدانية مشتعلة، وتردد أنباء حول صحة الرئيس محمود عباس، فضلاً عن شائعات متعددة ظهرت على السطح حول خلافات داخل حركة فتح، وبين أعضاء لجنتها المركزية، ومواصلة حقن الساحة الفلسطينية بأسماء مقترحة لخلافة الرئيس محمود عباس. تسميم الأجواء وبهذه الصورة تسممت الأجواء الفلسطينية في ظل تأكيد وتكرار وتقريب سيناريو احتمال انهيار السلطة، الذي تحاول إسرائيل من فترة إلى أخرى رفعه إلى صدارة المشهد، لتثير حوله تساؤلات كثيرة واحتمالات مقلقة في ظل مصير مبهم. وفجرت إسرائيل هذه الملف الآن على أوسع نطاق، بما قاله رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، خلال جلسة الكابينيت المجلس الوزاري المصغر الأحد الماضي، إن على إسرائيل الاستعداد لسيناريو انهيار السلطة الفلسطينية، مضيفاً يجب أن نمنع انهيار السلطة الفلسطينية قدر المستطاع، وفي المقابل يجب أن نستعد لأمر كهذا في حال حدث. تنصل إسرائيل ولم يكن تناول إسرائيل لهذه النقطة كسابقاتها، وإنما اتسمت بجدية مفرطة، وخلال الأيام العشرة الماضية، أقام الكابينيت جلستين تناولت سيناريو انهيار السلطة الفلسطينية، وبدأت في نهاية نوفمبر 2015 في أعقاب فشل زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وما تبع ذلك من تصور خطي وشفهي نقلته الأجهزة الأمنية الإسرائيلية للمستوى السياسي الإسرائيلي، خلال الشهرين الأخيرين. وكان لافتاً تنصل إسرائيل كعادتها من المسؤولية عن هذا الانهيار . لكن اللافت أكثر هو خروج أصوات من داخل الكابينيت الإسرائيلي تعارض القيام بخطوات من شأنها منع انهيار السلطة، حيث بات هذا السيناريو مطلباً إسرائيلياً، لذلك فشلت مقترحات نتانياهو في تقديم ما من شأنه تخفيف التوترات واحتواء الأزمة الراهنة، التي تنعكس بانتفاضة ثالثة على الأرض آخذة في التوسع يوماً بعد يوم. الانهيار مطلب ويرى المحلل السياسي عبد الله البوم في حديثه لـالبيان أن إسرائيل بما تقوم به من تسريبات مقصودة، تستهدف خلق هذا اللجوء السياسي والشعبي المقلق بهدف إثارة النزعات الداخلية، وإشعال فتيل الفتنة في داخل حركة فتح من جهة، وبين الفصائل الفلسطينية من جهة أخرى، وإشغال الرأي العام الفلسطيني والدولي بالتفكير في هذه الزاوية، بعيداً عن الجرائم الإسرائيلية. تنصل يقول المحلل السياسي عبد الله البوم: إن ما يمكن قراءته من رد فعل الكابينيت على طرح سيناريو انهيار السلطة يعد خطراً جداً، فوزراء المستوطنات، الذين وصلوا إلى سدة الحكم، الآن هم من يعارض قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأي خطوة حسنة على الأرض من شأنها منع وقوع سيناريو منع انهيار السلطة، الذي يعتبر الآن مطلباً بالنسبة لهم، للتنصل من الالتزامات الدولية.