خلال خمسين عاماً ذرعت أرض الوطن من جميع جهاته، حيث ينطبق عليّ تماماً قول الشاعر: ما آبَ مِن سَفرٍ إلاّ وأزعَجَهُ رأيٌ إلى سفر بالعَزْمِ يَزْمَعُهُ كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللَهِ يَذرَعُهُ ووجدت أن جميع المواقع مرصودة قديماً، إما عن طريق الرحلات أو الوصف أو من الأدب شعراً ونثراً، وعرفت كذلك أن أغلب الناس يجهلها، بما في ذلك بعض المثقفين، بل ويجهلها من يسكنها، ومن ذلك ماوان ومعدن ماوان والماوية، ومازان ذكره ياقوت في معجمه ذكر ياقوت في معجمه (5/ 54): قال ابن السكيت: ماوان هو واد فيه ماء بين النقرة والربذة فغلب عليه الماء فسمي بذلك الماء ماوان، وقد وجدت في الماوان عدة آثار منها: قال عروة العبسي: وقلتُ لقوم في الكنيف تروّحوا عشيّة بتنا دون ماوان رُزّحِ تنالوا الغنى أو تبلغوا بنفوسكم إلي مستراح من حِمام مُبرّح ومن يكُ مثلي ذا عيال ومُقتراً من المال يطرَحْ نفسه كلّ مَطْرَح ليبلُغ عُذْراً أو ينال رغيبة ومُبلغُ نفس عذرَها مثلُ منجح قال عروة أيضاً: تدارك عوذا بعدما ساء ظنها بماوان عرق من أسامة أزهر هم عيروني أن أمي غريبة وهل في كريم ماجد ما يعير وقد عيروني المال حين جمعته وقد عيروني الفقر إذ أنا مقتر وقال طفيل الغنوي: تأوين قصرا من أريك ووائل وماوان من كل تثوب وتحلبُ ومن بطن ذي عاج رعال كأنها جراد تباري وجهة الريح مطنبُ والماوان جبل أسود مرتفع عن الأرض، ليس بالكبير، قال ابن السكيت: ماوان هو واد فيه ماء بين النقرة والربذة فغلب عليه الماء فسمي بذلك الماء ماوان وقال في شرح شعر عروة، كانت منازل عبس فيما بين أبانين والنقرة وماوان والربذة هذه كانت منازلهم. كما يطلق على هذا الوادي ماوان أيضاً وقد أقيم عند مخرج الوادي من الجبل في موقع استراتيجي سدٌّ قبل أكثر من 1200 سنة، وهو بناء مدهش، حيث لم تسقط منه حجرة مع مرور هذه المدة الطويلة. وتوجد في جبال ماوان شرق السد تكوينات حجرية غريبة يظنها من يراها أنها قضبان حديد أو مرابيع ولكنها طبيعية ولها صف هندسي بديع كنظام خلايا النحل فسبحان الخالق، كما تقع بركة ماوان شمال غرب جبل ماوان على الضفة الغربية لوادي الماوية، وهي عبارة عن بركة دائرية الشكل مبنية من الحجارة لم يتبق منها سوى طرفها الغربي وتحيط بها آثار من جميع الجهات وتقع جنوبها بركة مربعة مبنية من الحجارة والإسمنت عليها سياج حديدي. بركة ماوان تقع بركة ماوان شمال غرب جبل ماوان على الضفة الغربية لوادي الماوية، فهي المحطة التي تلي النقرة وتسبق الربذة على طريق الحاج العراقي، ويقع جبل حموان في شمالها الغربي، وهضاب الغيمار في جنوبها ويحدها من الشمال وادي ساحوق، وهي عبارة عن بركة دائرية الشكل مبنية من الحجارة لم يتبق منها سوى طرفها الغربي وتحيط بها آثار من جميع الجهات وتقع جنوبها بركة مربعة مبنية من الحجارة والإسمنت عليها سياج حديدي. المناسك للحربي (ص77). يقول الحربي في وصف طريق الحاج الكوفي: وعلى ثلاثة عشر ميلا من النقرة بركة على يمنة الطريق عند الجبل والقصر، تسمى بركة الأقحوانة، وهو المتعشا، وعند البريد بئران فيهما ماء غليظ (أي: ماء مالح مع المرارة لا يصلح للشرب إلا اضطراراً)، وبعدها بأربعة أميال بركة الماوان، في الوادي عند المعشى وقصر، ومسجد، يسرة الوادي. البركة المربعة أقيمت بركة مربعة مجاورة للبركة الدائرية القديمة من جهة الجنوب، ويبدو أن تاريخها - أي البركة المربعة - يعود إلى فترة زمنية حديثة، ويظهر أن الغرض منها راحة البادية إلا أن هندسة إنشائها لم تكن بدرجة هندسة العصور القديمة. لذا لم تحقق الفائدة المرجوة منها، وقد أكد د. الراشد في كتابه درب زبيدة ذلك حين قال: مما يؤسف له أن صناعة هذه البركة جاءت مشوهة وعلى هيئة معمارية منفرة. إضافة على ذلك أن أهل البادية لم يجدوا الفائدة المرجوة في إنشاء هذه البركة لعدم وصول مياه السيول إليها بيسر وسهولة. سد الماوية يقع سد الماوية في الجهة الغربية من جبل ماوان، وتحديداً جنوب البركة على بعد 2كلم تقريباً. معدن الماوان ذكر صاحب كتاب المناسك (ص79) معدن الماوان حين قال: وموضع يقال له معدن الماوان، لرجل. (من الأعراب يقال له مربع، ويقال للجبل المشرف على المعدن سفر).
مشاركة :