شهدنا بالفترة السابقة أحداثا سياسية متسارعة، حيث إننا انتقلنا من العرس الديموقراطي الانتخابي الى مشهد اختيار الحكومة الجديدة، والاجتماعات غير الرسمية التنسيقية بصفة رسمية لكل من حضرها بحجة أنهم ممثلون عن الأمة، وبإقصاء التمثيل عن العديد من النواب للأقليات بالأمة، ومنها المرأة النائبة، وللأسف يشهد التغيير الذي نتجت عنه المخرجات اكثر من %60 مما يسمى بالمعارضة. وبالرغم من الوضوح في آليات وأساليب الفوز للعديد منهم، التي تستند إلى خطابات تشاورية وعرقية ومذهبية بعيدة كل البعد عن المدنية، وهذه الانتخابات جاءت بعد حل لمجلس الأمة، فقد كانت المرة العاشرة التي يُحل بها البرلمان الكويتي، مرتان منها كانتا بأمر أميري والبقية بمرسوم أميري باختلاف الأسباب، التي تغلب عليها خلافات وصراعات أقطاب وعدم توافق بين المجلس والحكومة، وتوجيه اللوم للحكومة من قبل النواب بأنها المسؤولة عن تعطيل القوانين التي تنفع المواطنين. وتتميز الكويت بأن البرلمان يستطيع وفقاً للدستور أن يستجوب الوزراء ويسحب الثقة من الحكومة ويعترض على القوانين. ولكن شوّه بعضنا مفهوم الديموقراطية الحقيقية، وديموقراطية الأعراق والأفخاذ والمذاهب والأصل هي بالنسبة لهؤلاء معايير الوصول، والانتخابات بالكويت، للأسف، أصبحت تصدر، وتُعَلم، الى العمل الطلابي وجمعيات النفع العام والنقابات أيضاً، فالتأسيس بمفهوم التصويت قائم على عدم احترام القلة من المواطنين والنجاح بناء على الخدمات بكتب الاستثناءات في التعيين والمصالح الخاصة والطرح البدائي البعيد عن دولة الدستور والقوانين على الجميع سواسية، فالمرحلة المقبلة يجب أن تتسم بالاستقرار الداخلي المطلوب، وهو مطلب لنا جميعاً، والتركيز اليوم على الأحداث المتسارعة العالمية، وأيضا يجب الانتباه لموقفنا بالسياسة الخارجية، فمصير الكويت مرتبط بالعالم من كساد أو أزمات مالية أو صحية أو حروب، وتنوع مصادر الدخل هو اليوم واجهة أغلب الدول الكبيرة بسياستها تحت التصريحات العالمية من حكام الدول، أيضا استعداد الكويت لأي أزمة وموقفها الدولي هو اليوم الأولوية في ظل التناقض بالتناحر للمصالح الشخصية المحلية والاجتماعات لأمور بسيطة، مقارنة للمشهد بصورة أكبر وأشمل. فالتهدئة هي مبتغى المواطنين اليوم، والتعاون هو الهدف من توافر السلطتين التشريعية والتنفيذية، فمصلحة الكويت والجيل القادم هي الأساس، والوضع لا يحتمل التراشق على مصادر النفوذ بالبلد، والكويت تأسست ونشأت للجميع، وستبقى الواجهة للجميع من دون اقصاء، أو تناحر فئة على أخرى، فالقادم يتطلب منا التكاتف في ظل تحركات العالم والقراءات الشاملة بتمعن في آخر التطورات، بالدقيقة، في العالم الكبير الخارجي. ودمتم سالمين،،،
مشاركة :