«قلعة دمشق» .. حصن المدينة الشامخ

  • 1/10/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

هي أحد أهم معالم دمشق التاريخية، تحكي جدرانها قصة المدينة منذ أقدم العصور، وتعاقب الحقب التاريخية منذ العصر الروماني والسلجوقي والأيوبي، ثم المملوكي فالعثماني. إنها قلعتها وأثرها الحصين قلعة دمشق مثال القوّة والحصانة. تقع قلعة دمشق في الزاوية الشمالية الغربية من المدينة القديمة ضمن سور دمشق، ويحيطها خندق عرضه نحو 20 متراً، ولها 4 أبواب هي: باب الحديد في سورها الشمالي وكان له جسر فوق نهر بردى، وباب جسر الخندق الشرقي وهو الباب الرئيسي لأنه يفتح في المدينة عند سوق العصرونية، والباب الغربي أو باب السر عند جادة السنجقدار والذي كان السلاطين والأمراء والولاة يدخلون منه سراً ويخرجون، وباب السر الجنوبي الواقع مقابل دار السعادة والمغطى حالياً بمباني سوق الحميدية. بدأ بناء القلعة بعد عام واحد من دخول الأمير أتسز بن أوق الخوارزمي التركماني إلى دمشق التي انتزعها من أيدي الفاطميين سنة 469ه /1076م، وأعلن فيها سلطة السلاجقة، ثم أكمل البناء في زمن الأمير السلجوقي تتش بن ألب أرسلان الذي كان أول من أقام بها. وفي عام 599ه /1202م هدم الملك العادل أبو بكر الأيوبي القلعة السلجوقية وأقام مكانها قلعة أكثر تطوراً واستمر البناء حتى وفاته سنة 615 ه - 1218م. واستفاد مهندسو القلعة من وجود مياه نهر بردى وفروعه الجارية شمالي المدينة وغربها، فاتخذوا موقع القلعة في الزاوية الشمالية الغربية، وعوضوا النقص في الحصانة الطبيعية بالنواحي الفنية والمعمارية، فاهتموا بسماكة الجدار، وأحاطوا القلعة بخندق عميق تملؤه المياه، فتشكل مانعاً اصطناعياً يزيد في حصن القلعة. تحررت قلاع الفترة الأيوبية من فكرة المخططات المنتظمة للقلاع التي سادت في الفترات السابقة، وبدأت تراعي الموقع الجغرافي والمحيط البيئي للموقع كحال قلعة دمشق الواقعة في منطقة شبه سهلية محاطة بمجاري الأنهار. إن القلعة الحالية هي مزيج من عناصر القلعة السلجوقية التي يمكن مشاهدتها في الداخل، أما القسم الأعظم والأسوار الخارجية فتعود للقلعة الأيوبية وما تبعها من أعمال ترميم في الفترتين المملوكية والعثمانية، وهي بالعموم مؤلفة من 13 برجاً، 4 في الأركان و3 في كل من الضلعين الطويلين الشمالي والجنوبي، و2 في الشرق، وضمت القلعة قاعات فخمة كقاعة الأعمدة بالقرب من الباب الشرقي، والتي يصلها بمجمع الدخول الشمالي رواق أنيق من 9 مجازات يعرف بالرواق الشمالي الكبير وهذا ما تبقى من مربع يعتقد بأنه كان يشكل الفراغ الداخلي للقلعة، حيث شيدت في أركانه 4 قاعات مربعة الشكل بطول ضلع يقارب ال20 متراً تصل بينها أروقة يصل طول الواحد منها إلى (60م)، عثر على بقايا اثنتين من هذه القاعات، واحدة في الزاوية الجنوبية الشرقية والثانية على اتصال بمجمع الدخول الشمالي. كذلك يوجد في القلعة مبنى كان يُعرف بالقصر في الجهة الغربية من الضلع الجنوبي، وكشفت التنقيبات اللاحقة بأنه كان داراً للسلاح، حيث كانت توضع الأسلحة والذخائر وجلود البزات العسكرية والخوذ. تزودت أسوار أبراج القلعة بالمرامي وسقاطات الزيوت المغلية على امتداد الأسوار وفي سويات مختلفة وصلت إلى 5 في الأبراج و3 في الأسوار. تعرضت القلعة وسور دمشق للعديد من الكوارث كهدم بعض أجزائها نتيجة الزلازل أو العمليات الحربية، والتي كان أشرسها الغزو المغولي، إلا أنها وبرغم الهمجية المغولية، فقد حافظت على بنيتها الأثرية وخاصة أبوابها التي لعبت دوراً كبيراً في حماية الكتل السكنية داخل السور، إذ لا يمكن الوصول إلى المدينة إلا عبر هذه الأبواب التي يسهل إغلاقها في وجه أي هجوم مفاجئ.

مشاركة :