أظهرت دراسات حديثة أن معدلات حالات تعفن الدم زادت بشكل مطرد خلال العشر سنوات الماضية ومثلت نسبة 2% من مجموع الحالات التي دخلت المستشفيات، فتقريباً نصف مرضى تعفن الدم يتم علاجهم وفقاً لضوابط وحدات العناية المركزة حيث يمثلون 10% من المرضى الذين يتلقون العلاج في العناية المركزة، واليوم أكثر من 750 ألف مريض يزورون الأطباء بسبب تعفن الدم والحالات المتعلقة به في الولايات المتحدة ويشكلون نسبة 4% من كل مرضى المستشفيات العامة. ولمجابهة انتشار مرض تعفن الدم المتفاقم، تم تطوير مسارات الإنتان في ضوابط المستشفيات بغرض تصحيح العيادات واللوائح التنظيمية والتشفير التي وضعت خصيصاً لتحسين حالات المرضى، فمثلاً حملة الإفلات من تعفن الدم، عززت الوعي العام والسريري لمرض تعفن الدم، ونتيجة لذلك، تم تبني إرشادات مبنية على حقائق في محاولة لتحسين حالات تعفن الدم الحادة ونتائج الصدمة الإنتانية عن طريق الاكتشاف المبكر للمرض وإدارته وفقاً للأدلة المتوفرة. تنوعت حالات الإنتان وظهرت في أشكال متعددة ما يعكس الحاجة المعقدة للرعاية المطلوبة في تقييم وإدارة المرضى، فالأهداف المرجوة من شأنها أن تعتمد على إجراءات قائمة على الأدلة، حيث عندما يتم تنفيذها تتحسن حالات المرضى بشكل جماعي من دون أي مضاعفات، وبرغم من أن المحصلة النهائية لحالة المرضى يصعب تحديدها، فإن معلومات حديثة دعمت التدخل الاستراتيجي وعمليات التعرف إلى حالات تعفن الدم مبكراً، وبعد تنفيذ حزم الإنتان، أظهرت دراسات عدة انخفاضاً في معدل الوفيات والإقامة الطويلة في المستشفيات ووحدات العناية المركزة مع تحسن في معدلات مماثلة، كلما التزمت المستشفيات بممارسة الحزم المتعلقة بالإنتان. إلى جانب التدخلات الاستراتيجية، فإن الجمع المبكر لفصائل الدم تظهر أهميته في التعرف إلى تعفن الدم وعلاجه، كما أن دراسة مستقبلية قيمت مكونات الشخصية التي تنجو من تعفن الدم في حملة الإنتان وارتباط هذه المكونات بنجاة المرضى الذين يعانون حالات تعفن دم وصدمة إنتانية حادة، كما أظهرت التحليلات أن التعامل السريع مع مضادات الجراثيم - 120 دقيقة أو أقل من اكتشاف تعفن الدم - ومعرفة فصيلة الدم مبكراً كان مرتبطاً بانخفاض معدل الوفيات. وبرغم إيجابياتها الكثيرة، إلا أن معرفة فصائل الدم تظل مسألة خلافية في العناية بالمرض، ويظل السؤال قائماً كيف ومتى وكم من فصائل الدم مطلوبة، فمعرفة أهمية الحصول على فصائل الدم قبل التعامل مع مضادات الجراثيم يبقى هدفاً حاسماً في إطار إرشادات تعفن الدم، حيث تسلط الضوء على أهمية التشخيص الدقيق وفي الوقت المناسب. وللعلاج بمضادات الجراثيم بطريقة مثلى، يقوم الأطباء بالاعتماد على التأكيد الميكروبايولوجي، واختبار الحساسية التي تأتي من فصائل الدم الإيجابية - وفي الوقت الذي تعاني فيه المستشفيات لتنفيذ برنامج الإنتان وتخصيص أدوات الفحص، فإن الحصول على فصائل الدم يجب أن يكون مطلوباً لتوسيع القدرة على تشخيص المرضى بصورة دقيقة لمحاربة هذا المرض.
مشاركة :