تمكن باحثون من جامعة إلينوي من تطوير جهاز متنقل يكشف سريعاً عن علامات الالتهاب الخطر المعروف بتعفن الدم، وذلك من فحص قطرة واحدة من الدم.يقول د. راشد بشير قائد فريق البحث، إن الجهاز الحديث الذي توصلوا إليه من خلال الدراسة التي نشرت مؤخراً بمجلة «تواصل الطبيعة»، يتعرف على المرض منذ بدايته ويساعد في متابعة حالة المريض. تعتبر حالة تعفن الدم التهاباً بالجسم ويقوم فيها جهاز المناعة بالجسم بإفراز مواد كيميائية لمحاربة العدوى ولكنها تتسبب في انتشار الالتهاب والذي يؤدي سريعاً إلى فشل الأعضاء الداخلية للجسم وربما الوفاة؛ وهو التهاب يتعرض له حوالي 20% من مرضى العناية المركزة، وحتى الآن لا يمكن توقع الإصابة به مبكراً لوقاية أعضاء الجسم الداخلية لذلك فإن وجود اختبار بجانب المريض لمراقبة حالة الالتهاب لديه وكشفه في الوقت المناسب من شأنه أن يساعد الأطباء في تقديم العلاج في الوقت المناسب وبدقة خصوصاً وأن فحص المرض يتم عن طريق متابعة العلامات الحيوية كارتفاع ضغط الدم، ومعدلات الأكسجين، ودرجة الحرارة وبعض العلامات الأخرى؛ وإذا ظهرت على المريض علامات المرض فإن الأطباء يحاولون التعرف على مصدر العدوى من خلال تزريع الدم وبعض الاختبارات الأخرى التي تأخذ أياماً والتي لا تكون في صالح المريض، أما الأداة الحديثة فهي تعمل بطريقة مختلفة، حيث يقول احد الباحثين إنهم نظروا في الاستجابة المناعية بدلاً عن التركيز في التعرف على مصدر العدوى حيث إن استجابة جهاز المناعة تختلف تجاه العدوى ذاتها من مريض لآخر، وفي بعض الحالات فإن جهاز المناعة ربما يستجيب قبل وصول العدوى إلى مرحلة يمكن أن تكتشف فيها، لذلك فإن الأمر يتطلب الطريقتين معاً: اكتشاف مسبب المرض ومتابعة الاستجابة المناعية، وهو ما يقوم به الجهاز الصغير الذي يمكن وصفه بأنه «مختبر على رقاقة» والذي يقوم باحتساب خلايا الدم البيضاء عموماً وخلايا الدم البيضاء المعروفة بـ«العدلات» وقياس علامات البروتين CD64 بسطح تلك العدلات والذي ترتفع معدلاته بزيادة استجابة المناعة.
مشاركة :