أضافت إيران لصفحات تاريخها الحافل باللف والدوران، وإزعاج الجيران والتدخل السافر في شؤون الآخرين بالخصومة والعدوان، صفحةً جديدةً، تدل على سوء النوايا، والتخبط الواضح الذي تتسم به قراراتها الطائشة وتصرفاتها غير المسؤولة، وتهديداتها التي تنم عن فقر نظامٍ مريض تمادى في غيّه، بصورةٍ بلغت حدّ الاعتداءات المستمرة على البعثات الدبلوماسية، بعد أن جرّدها من حقها في الحصانة والحماية متجاهلاً كل المواثيق والأعراف الدولية، فكل هذا جزءٌ يسيرٌ من محتويات سجل سقطات القيادة الإيرانية المتخبطة، التي لا تحسب حساباً للعواقب، فالتاريخ لا يرحم وسيُخلِّد مآسي الشعب الإيراني المغلوب على أمره، والذي ظل يعاني من طيش قادةٍ درجوا على التأليب والتحريض، ليلعب المغرر بهم دوراً لا يليق، وليسلكوا طريقاً لا يسلكه إلا غاشمٌ جهول، مستعدٌ ليتتلمذ على أيدٍ آثمة تُعلِّمه أساليب التخريب والتدمير، فليس بمستغربٍ أن تهب مجموعاتٌ من الذين نهلوا دروساً في كيفية غرس المحن وجني الفتن، لتنفيذ مخططهم العدواني بالهجوم الجبان على سفارة المملكة بطهران، فأحرقوا ودمروا وخرَّبوا ونهبوا، بعد تهديد أفراد البعثة بالقتل، فالاعتداء على الدبلوماسيين يُعَدُّ خرقاً للمواثيق والأعراف الدولية، هكذا تعرض أبناؤنا لخطر ذلك الهجوم، ورغم ما حدث، فقد حفظ الله كافة العناصر وعادوا للوطن سالمين. إن التجارب تؤكد أن النظام الإيراني لا يُوثَق به، ولا يُؤمَن جانبه، لذا فإننا لا نتشرَّف باستمرار علاقتنا الدبلوماسية معه، ومن هذا المنطلق فإن إعلان المملكة العربية السعودية بقطع علاقاتها مع إيران قرارٌ صائب، جاء مطابقاً لرغبة الأوساط الشعبية التي سئمت عنجهية هذا النظام، وبلطجية تحركاته وتهديداته غير الحكيمة، لأرض الحرمين الشريفين، في تدخلاتٍ مرفوضة في شأن بلدٍ كامل السيادة والقرار، ولا ينبغي أن يتوقع النظام الإيراني أو غيره من الأنظمة السقيمة أن نطلب منه الإذن لتنفيذ أحكام محاكمنا العادلة وقضائنا المستقل الذي يحكم بشرع الله، لا يبدو أن النظام الإيراني قد اطَّلع على ما تضمّنه اتفاق فيينا للعلاقات الدبلوماسية الصادر عام 1961م، لهذا هوجمت سفارتنا بطهران، وقنصليتنا بمشهد هجوماً غادراً، نظراً لعدم احترام ذلك الاتفاق وعدم تنفيذ المادة (22) التي تمنع اقتحام مبنى البعثات أو الإضرار به، وتُوجِّه بصيانة أمنها وعدم الحطّ من كرامتها. إن سجل إيران الأسود عامرٌ بمثل هذه التصرفات التي يندى لها الجبين، وليس هذا بجديد، وفي ذاكرة التاريخ مخالفاتٌ مماثلة، لا تصدر إلا من نظامٍ لا يهمّه عهدٌ ولا ميثاق، لذا نقول: إن قطع العلاقات مع إيران خطوةٌ سليمة، والبعد عن الشّر غنيمة، أما حكم القصاص الذي يصدر من قضائنا، فسيظل مصير دعاة الفساد، ومن لا يحترمون قوانين البلاد. sbt@altayar.info
مشاركة :