المسنون.. العشق لا يهرم

  • 1/10/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

هناك عشق لا يهرم، ومهما زادت الأيام والسنين فهو يزداد، وهو كذلك في عالم كرة القدم، أناس وقعوا عقود محبة وصداقة مع المدرجات منذ سنين عدة، لا يشغلهم عنها شاغل، هم دائما حضور جميل يساندون فرقهم دون كلل أول ملل، لهم نكهة خاصة ورائحة من الزمن الجميل، الذي رسم علامته على وجوههم فميزها وجملها، يتكئون على عصا ثالثة تحمل معهم كل ذلك العشق المجنون، وكأن دواخلهم العامرة تنوء عن حمله. ورغم أن الرؤوس امتلأت شيبا، وتغيرت الملاعب من التراب إلى النجيلة، وكذا اللاعبين، والدوافع والطموح، وصارت كرة القدم لعبة من أجل الربح والتكسب، وكذلك ضاع الانتماء، ولكن العشق يظل في مكانه لا يتزحزح، لا يفصلهم عن فرقهم لا شتاء ولا صيف، بل لا يوجد مكان للظروف. ذكريات جميلة وأخرى مؤلمة تكون حاضرة في المدرجات بوجود هؤلاء النفر الجميل، الذين يعتبرون تاريخا يمشي على قدمين بل أحيانا على ثلاثة، هناك من يحكي عن ناصر الجوهر وكأنه حاضر يركض أمامه، وعن النصر كيف بدأ وأيام الأمير ممدوح بن سعود وشارع عسير وملعب الصايغ. وآخر يطرأ علي بادغيش بالخير ويصفه بأفضل رئيس مر على القادسية، وكيف حصد في 1992 بطولة كأس ولي العهد، وكأس الكؤوس الآسيوية، والوصول إلى نهائي كأس الاتحاد بجانب وصافة البطولة العربية، ويا لها من أيام. العيد: مع النصر .. من شارع عسير .. ومبارك العيد المشجع النصراوي يعترف بوجود اختلاف كبير بين مشجعي الجيل الحالي والسابق، وحكى عن بدايته التشجيعية لفريقه وعلاقته بالمدرج الأصفر وقال: "كانت بدايتي في حضور مباريات النصر قبل أيام ماجد عبد الله وتقريبا من أيام ناصر الجوهر، حيث كنت أحضر إلى الملاعب لمؤازرته سواء في الرياض، القصيم، وجدة، ولا تمنعني أي ظروف مهما كانت، وحقيقة مشجع الأمس يختلف كليا عن مشجع اليوم". وأضاف: "حضرت في جميع الأماكن التي لعب فيها النصر منذ أن كان بيت الأمير ممدوح بن سعود ملعبا له، بجانب شارع عسير في الرياض، وكذلك ملعب الصايغ، وكلها كانت أيام جميلة". مسن عاشق للنصر يدعو للنصر. وأشار إلى أنه في حالة حضور دائم لمؤازرة النصر ولا تؤخره عن هزيمة عابرة مهما كانت وقال: "دائما كنت أحضر مباريات النصر سواء كانت نتائجه مميزة أو كان الفريق في أسوأ مستوياته ونتائجه، الحب في القلب وثابت ولا يأتي بالفوز فقط، وعائلتي جميعهم نصراويون ولم يمنعني وجودي في الخرج من الجلوس في المدرجات، بل كان محفزا لي، حيث اصطحب أحد أقاربي أو أصدقائي، وحتى وحدي لنلبي النداء". وشدد على أنه بفضل استمرار وجوده في المدرج النصراوي كون علاقات مميزة مع الجماهير الذين يفرحون متى ما رأوه بينهم، ويحتفون به لدرجة أخذ الصور معه، وقال: "كونت علاقات ممتازة مع النصراويين الذين لهم معزة خاصة داخل قلبي، لم تمحها السنين، وسيظلون دائما هم هكذا". وحول تكريمه من ناديه بعد ظهور صورة له وهو يدعو لفريقه في إحدى مبارياته قال: "أهم شيء في هذا الموضوع سلمت على الأمير فيصل بن تركي رئيس النادي، وهذا الشيء الذي فرحني كثيرا، حيث سلمني العضوية وهذا في حد ذاته تكريم كبير لي، ويبقى الأهم عندي هو النصر وأن يكون في المقدمة دائما". وعن أبرز المواقف التي يتذكرها خلال مشواره الطويل مع تشجيع النصر قال: "في عام 1414 وتحديدا في كأس الاتحاد أمام الهلال 4/4، كنت موجودا في المدرجات، وفريقنا حينها خاسر بأربعة أهداف نظيفة وتبقى من زمن المباراة 20 دقيقة فقط، وبدأت الجماهير تغادر مقاعدها مسلمة بالأمر الواقع، ولكنني بقيت مكاني وكلي ثقة أنه سيعود، وبالفعل لم يخذلني وكان عند حسن ظني به، حيث سجل التعادل في الزمن بدل الضائع، ولو استمرت المباراة دقيقتين أخريين لحقق الفوز بسداسية". وحول الفرق بين جمهور زمان والآن قال: "في السابق يحبون الفريق من القلب مهما كانت ظروفه ويحضرون جميع مبارياته، في عز الشتاء والبرودة، أو في عز الحر ولا يعوقهم شيء، أما الآن بعد وجود مواقع التواصل والنقل التلفزيوني والأجهزة الذكية في أيديهم، قل ارتباطهم به، لو يخسر الفريق مباراتين وراء بعض لا تشاهد أحدا في المدرج". ذرمان: عصر بادغيش .. ذهبي لفت ذرمان الخالدي أقدم مشجعي القادسية إلى أن موسم 1992 في عهد علي بادغيش رئيس النادي السابق كان من أفضل المواسم، التي مرت عليه، وأنه العصر الذهبي الذي ربما لن يتكرر مرة أخرى، وقال: "الفريق في هذا الموسم حصل على بطولة كأس ولي العهد، وحقق بطولة كأس الكؤوس الآسيوية، ووصل إلى نهائي كأس الاتحاد، إضافة إلى وصافة البطولة العربية". من عشاق القادسية، يتفاعلون معه أثناء المباريات وبعدها. تصوير: عيسى الدبيسي ـ "الاقتصادية" وزاد: "ومن الذكريات الجميلة التي نتمنى أن تعود من جديد، أنه خلال عودة الفريق إلى الخبر، وهو يحمل كأس آسيا، كان المشهد رائعا بترابط الإدارة مع الجماهير احتفاء بهذا الإنجاز"، مشيرا إلى أنه يحتفظ بساعة هدية من بادغيش، يحتفظ بها إلى الآن كذكرى جميلة لا تقدر بثمن. وتابع: "جمهور زمان عكس جمهور اليوم، كنا وقتها نملي الملعب عن آخره، لمؤازرة الفريق بكل قوة، وحتى الآن أنا مواظب على الحضور ولا يمنعني شيء خاصة أن الملعب قريب من الخبر ما يسهل مهمة وصولي إليه، ولكن الآن اختلفت الظروف، حيث بات الحضور قليلا للغاية". وحول ما تعمله بعض جماهير الأندية حاليا من إبداع على المدرجات مثل التيفو قال: "الجماهير الكبيرة تستطيع ذلك ولكن نحن في القادسية أعتقد عمل تيفو صعب لقلة الحضور". واعترف أنه في الوقت الحالي اللاعبون ليسوا كما كانوا في الماضي وأن الاحتراف غيرهم، بدليل كمية المغادرين من ناد إلى آخر خصوصا في القادسية، مشيرا إلى أنه لا يلوم أحد منهم كون كرة القدم مستقبلهم ومصدر رزقهم الوحيدة، وقال: "لا نلوم أحدا ولكن نطالب الإدارة الحالية كما طالبنا التي سبقتها، أن تلبي مطالب الفريق وتدعمه بلاعبين مميزين، نريد أن تعود القادسية كما كانت في السابق، ولكن يبدو أنه هذا سيكون صعبا في هذا الزمن". وأوضح أنه عايش جميع الإدارات التي مرت على النادي، ويرى عصر بادغيش هو الأفضل، من كل النواحي لأنه ارتبط بالإنجازات والبطولات المحلية والخارجية، رافضا الحديث عن نظيرتها الحالية التي سبقتها، مؤكدا أن الكل يعرف كيف كان القادسية في السابق والآن. القحطاني: الاحتراف أضر بالقادسية قال منصور القحطاني والذي يوجد مع القادسية دائما وتجده يحترق من أجله، وأصبح سمة بارزة لوجوده في الخط الأمامي مع الجماهير، بالإضافة إلى حماسه الكبير، حيث إن صوته دائماً يصل للاعبين، "زمن بادغيش كان الأبرز، ولكن أتمنى أن يعود أحمد الزامل رئيسا للنادي، كون وجوده مع الفريق سيعطيه قوة للخبرة التي يتمتع بها"، مشيرا إلى أن الزامل يعتبر طرفاً رئيسياً في البطولات القادسية السابقة. يتفاعل كبار السن مع فريقهم.. العشق قديم. تصوير: عدنان مهدلي ـ "الاقتصادية" واتفق القحطاني مع الخالدي على أن الاحتراف أضر بناديه، لكنه عاد وأكد أن من حق اللاعبين تأمين مستقبلهم، كما أن صفقاتهم قد تدر على النادي مبالغ يمكنه بها أن يدعم صفوفه بلاعبين صغار السن أفضل موهبة. وعرج القحطاني بالحديث عن تكريمهم من قبل الإدارت السابقة، وقال "كان هناك تكريم لهم إبان عهد الزامل كجماهير ترافق الفريق وتقف معه، أما الآن أعتقد أن التكريم صعب، حيث إن الجماهير باتت أكثر وعياً وتطالب بكثير من الإدارات واللاعبين، ما يجعل التكريم لنا ليس له دور، وأعتقد أن هذا حق من حقوقنا، ويبقى التكريم الحقيقي عودة القادسية إلى سابق عهده". الشايب: الفتح تغير علي الشايب من مشجعي نادي الفتح، أكد أن فريقه ليس كما كان قبل عدة أعوام، وقال "ليس الفتح كما كان قبل أعوام قليلة، وأجمل ذكرى حين حقق دوري زين قبل أربعة أعوام، حيث قدم الفرح لنا جميعا، ولكنه بعدها أخذ في التراجع، ونتمنى أن يعود من جديد، ونحن نسير معه من مكان إلى آخر، وهو غني برجاله"، متمنياً عودته إلى قوته. الدوسري: امنحوهم تذاكر مجانية وأكد هادي الدوسري مدير ملعب الأمير سعود بن جلوي في الراكة أن إدارة الأخير تقف مع الجماهير، خاصة كبار السن عند حضورها لمؤازرة فرقها، حتى لو أرادوا الحضور والجلوس في المنصة لا يوجد ما يمنع خاصة في المباريات غير الجماهيرية. وتمنى أن تلتفت الأندية لجماهير الفرق خاصة لكبار السن منهم وهم يعرفونهم جيداً ويتابعونهم من إدارات سابقة، ومن الأولى كأقل تقدير منحهم تذاكر مجانية لجميع المباريات الجماهيرية وغيرها، وهم في الملعب يجهزون لهم كل الأمور، التي تساعدهم على أداء واجبهم حتى لا يشعروا بأي تعب أو إرهاق.

مشاركة :