قد لا يعلم كثيرون أن أجسامنا مصممة لتأكل نفسها كل يوم فيما يعرف بصيام «الالتهام الذاتي» أو «الأكل الذاتي»، فماذا تعرف عن هذه العملية؟ قبل أن تفزع من مصطلح «الالتهام الذاتي»، يجب أن تعلم أن هذه العملية هي طريقة الجسم لتطهير نفسه وتحدث بشكل تلقائي. لكن يمكنك أيضاً تعزيز هذه العملية في جسمك عبر بعض الطرق، لجني فوائدها الصحية العديدة. ما هو الالتهام الذاتي للجسم؟ باختصار مصطلح «أكل الذات» يتكون من كلمتين هما: auto وphagein، وهذه العملية هي آلية للجسم تحدث منذ ولادتنا مباشرة دون جهد واع. يقول كولين تشامب، أستاذ مساعد في المركز الطبي بجامعة بيتسبرج: «فكّر في الأمر على أنه برنامج إعادة التدوير الفطري لجسمنا». الأكل هنا يشير إلى أكل الخلايا المجهرية، فعندما تكون في وضع الالتهام الذاتي تخلق خلايا الجسم أغشية تجد الخلايا الميتة أو المريضة أو البالية، فتلتهمها وتستخدم الجزيئات الناتجة للحصول على الطاقة أو لصنع أجزاء جديدة من الخلايا. فوائد الالتهام الذاتي وجدت دراسة أجريت في عام 2012 على الفئران أن الالتهام الذاتي يمكن أن يحمي من: - السرطان - الاضطرابات العصبية التنكسية - الالتهابات - الأمراض الالتهابية - الشيخوخة - مقاومة الأنسولين بينما أظهرت دراسة أخرى أن إزالة جين الالتهام الذاتي في الفئران تسبب في زيادة الوزن والخمول وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم وضعف وظائف المخ. ونقل موقع TIMESOFINDIA عن تشامب قوله: «يجعلنا الالتهام الذاتي آلات أكثر كفاءة للتخلص من الأجزاء المعيبة ووقف النمو السرطاني، ووقف الخلل في التمثيل الغذائي مثل السمنة ومرض السكري». كيف يمكنني زيادة الالتهام الذاتي؟ الالتهام الذاتي هو استجابة للتوتر، لذا فإن تحفيزه يتطلب منك وضع جسمك في بعض المشقة، وفي الأساس تحتاج إلى تجويع خلاياك من الطاقة. بمجرد أن يدخل جسمك البلعمة الذاتية، سيبدأ في إصلاح الخلايا التالفة وتحطيم الخلايا القديمة للحصول على الطاقة، ويمكنك زيادة الالتهام الذاتي من خلال ممارسة الرياضة أو الصيام المتقطع أو حمية الكيتو. تحدث الحالة الكيتونية عندما لا يحتوي جسمك على ما يكفي من الكربوهيدرات لحرقها للحصول على الطاقة، لذا فإن الفكرة هي تقليل الكربوهيدرات في الجسم إلى مستويات منخفضة بحيث لا يكون أمام الجسم خيار سوى استخدام الدهون للحصول على الطاقة. حمية الكيتو غنية بالدهون وقليلة الكربوهيدرات، ويمكن أن تساعد الأشخاص على فقدان دهون الجسم مع الاحتفاظ بالعضلات ومحاربة الأورام السرطانية، وتقليل خطر الإصابة بمرض السكري، والوقاية من اضطرابات الدماغ، وفقاً لبعض الدراسات. ويعلق تشامب: «الكيتوزية هي بمثابة اختراق الالتهام الذاتي، وتحصل على الكثير من التغييرات الأيضية وفوائد الصيام دون صيام فعلياً». لكن من الأفضل استشارة طبيبك أولاً قبل اتباع نظام كيتو الغذائي، خاصةً إذا كان لديك أي حالة صحية مثل مشاكل الكلى أو الكبد. الصوم المتقطع فهو وسيلة أخرى رائعة للحث على الالتهام الذاتي، لكن للدخول في مرحلة الالتهام الذاتي من خلال الصيام المتقطع تحتاج إلى الصيام لمدة لا تقل عن 14 إلى 16 ساعة. وجدت مراجعة بحثية أن الصيام المتقطع والالتهام الذاتي يمكن أن يجعل علاجات السرطان أكثر فعالية مع حماية الخلايا الطبيعية وتقليل الآثار الجانبية. بينما تؤدي التمارين إلى إرهاق عضلاتك، خاصة التدريبات المكثفة وتدريبات رفع الأثقال، فيندفع جسمك للشفاء منها، وبالتالي تعزز ممارسة التمارين الرياضية بانتظام عملية التطهير الذاتي لجسمك. نظرت دراسة أجريت عام 2012 على الفئران في البلعوم الذاتي، وهي هياكل تتشكل حول أجزاء من الخلايا قرر الجسم إعادة تدويرها. ووجد الباحثون أن معدل قيام الفئران بهدم خلاياها بشكل صحي زاد بعد الركض لمدة 30 دقيقة على جهاز المشي، واستمر المعدل في الزيادة حتى تم تشغيل الفئران لمدة 80 دقيقة.< Previous PageNext Page >
مشاركة :