كتب جملته الاسمية من «مبتدأ» التربية و«خبر» التوجيه.. وبنى «صروح» العلم من «لبنات» الصلاح وأقام «طموح» المعرفة من «ملكات» الفلاح.. زرع «حدائق» المعارف في «جدب» البدايات وجنى «حقائق» المشارف من «صيب» النهايات فجال في «ميادين» المعاني «وصال في مضامين «التفاني» ممتطياً صهوة «اليقين» ورافعاً راية «التمكين» متسلحاً بالأمانة في همة «الأمجاد» وموظفاً «المكانة» في خدمة «السداد». كبير قوم وعزيز ذات ولطيف معشر وشفيف قول وحقيق حديث اؤتمن على «خزائن» التربية فكان «القوي» المكين في مجالس «الملوك» والناصح الأمين في مواطن «الشور».. إنه المربي الفاضل والمعلم القدير والموجه الخبير الأستاذ عثمان بن ناصر الصالح رحمه الله عميد المربين وأحد أهم رموز ورجال التعليم والتربية والثقافة في الوطن. بوجه تقي نقي تملؤه سكنات «الزهد» وتسكنه سمات «الجد» وتقاسيم نجدية يغلب عليها «التدين» ويسمو فيها «التيقن» مع ملامح تبرز فيها «الوجاهة» وتنبع منها «النباهة» وعينان تنضخان بنظرات «الذكاء» ولمحات «الصفاء» وشخصية تتكامل فيها قيم «الحسنى» وتتماثل وسطها «همم» الإحسان ومحيا حافل بالمقام يعتمر الأناقة الوطنية وكاريزما تتوشح اللباقة المهنية.. وصوت جهوري مكتظ بلغة «فصيحة» جلية «المعنى» شجية «اللحن» مع عبارات تنبع من «مخزون» ثقافي مذهل تتلألأ في أفق «الأحاديث» بإضاءات من الإجادة وإمضاءات من الإفادة تكاد ترى بالبصر وتلمس بالحواس وتوليفة معرفية فاخرة تكاملت ما بين منصات «الاحتفاء» وتماثلت أمام بصمات «الوفاء» قضى الصالح من عمره «عقود» وهو يؤسس «أصول» العلوم ويؤصل «أركان» التخطيط ويسخر «فصول» المشورة ويقطف «ثمار» العصامية ويوظف «مواهب» النفس ويرسم «خرائط» النماء ويرفع «راية» الانتماء ويهدي للوطن «عطايا» التنوير ويورث للأجيال «هدايا» التطوير معلماً ومربياً ووجيهاً ومثقفاً وقيادياً ومسؤولاً وتربوياً وريادياً في «شؤون» العلم و»متون» المعرفة ليكون «الوجه» البارز و»الوجيه» الحاضر الذي اكتملت سيرته بدراً في سماء «التأثير» وانتشرت مسيرته «عطراً» في أفق «الأثر». في «المجمعة» ولد عام 1335 وسط منزل أسرته العامر بالفضائل.. واجتمعت «العائلة» الشهيرة بالنبل في محفل «بهيج» ملأه الجيران والخلان بالمباركة والمشاركة في «محفل» القدوم الميمون.. وتفتحت عيناه على أب عزز في قلبه بشائر «التقوى» وأم غرست في وجدانه بصائر «الحنان» فنشأ مجللاً برداء «المعروف» وكبر مكللا بإسداء «العرفان».. ظل الصالح ممسكاً بكف والده الذي علمه «المشي» مبكراً في الظلمات لنيل «الطهر» في أرجاء مسجد قريته فجراً وليلاً وتشكلت لديه أولى «طرائق» «الالتزام» في محافل «النور» وبقي «ثاوياً» في أهل الدين «مقيماً» في حلقات «الذكر» فعطر «القرآن الكريم» قلبه بأنفاس «المحاسن» باكراً وظل يقتنص «المساء» لألقاء «غيض» من أي مباركة و»فيض» من أمنية باكرة.. ركض مع أقرانه متنفساً عزائم «البكور» في صباحات الطيبين ومستنشقاً نسائم «البخور» بين منازل الطين فتعتقت روحه صغيراً بمشارب «المروءة» في وقفات النبلاء وتشربت نفسه وقائع «الشهامة» في مواقف الفضلاء مولياً قبلة «أحلامه» الباكرة «شطر» التعلم من «العطاءات» وموجهاً بوصلة آماله نحو التأقلم مع «المعطيات» مستلهماً «قصص» النابهين من أبناء عشيرته والذين كانوا «ملهمين» بالفطرة و»معلمين» بالخبرة.. فظل يختزل «رياحين» الإلهام في دوافع ذاتية ويتعلم مضامين «الإسهام» في منافع مجتمعية. ارتبط بالكتاتيب القديمة في بلدته حيث تعلم القرآن الكريم والحديث على يد الشيخ أحمد الصانع ثم انتقل إلى عنيزة عام 1347 ودرس على يد معلمه الأول صالح الصالح الذي تولى تعليمه وفق مناهج العلوم والشرع والأدب وتلقى تعليماً مكثفاً على يد العلماء والمشايخ عبدالله بن عبدالعزيز العنقري ومحمد الخيال وعمه عبدالعزيز الصالح ودرس على يد الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ وأخيه عبداللطيف رحمهم الله جميعاً.. انتقل الصالح للعمل في بداياته مديرا لمدرسة أهلية عامي 1354 و1355 حتى فتحت مدرسة المجمعة الحكومية عام 1356 وكأن أول معلم بها ثم سافر إلى الرياض عام 1358 ليكون معلما لأبناء الأمير عبدالله بن عبدالرحمن.. ونظير كفاءته وتميزه انتقل إلى مدرسة الأنجال بطلب من الأمير سعود عندما كان ولياً للعهد آنذاك في عام 1360 والتي بدأت بـ15 طالب وتخرج منها الآلاف لاحقاً تحت إشراف وزاري.. وتولى الصالح عام 1388 معهد الكريمات الذي استمر «14عاما» من الروضة حتى الثانوي وكان النواة الأولى في ثانويات مدارس رئاسة البنات. واقترح تغيير معهد الأنجال إلى معهد العاصمة النموذجي وبقي فيه حتى قدم استقالته عام 1391هـ. قام بجهود جبارة في معهد العاصمة النموذجي الذي أنشئت فيه أول روضة للأطفال مستقلة لكل من البنين والبنات الأولى تابعة لوزارة المعارف والثانية لمعهد الكريمات. وأول من أوجد صحافة مدرسية حديثة ونشرات وكتبا يصدرها رؤساء الجمعيات الأدبية والاجتماعية وإصدار أول مجلة سنوية حديثة شاملة مصورة اسمها الناصرية، وأول من درب الطلبة على الكشافة واتجه إلى التربية الرياضية. شارك الصالح بفاعلية في المشورة والتخطيط في مجالس ولجان أجهزة الدولة واللجان ولديه عضويات في مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر. ومجلس الأوقاف الأعلى بالمملكة. وشغل منصب ورئيس مجلس الأوقاف الفرعي في الرياض. كتب في عدة قضايا دينية وتربوية ووطنية واجتماعية وتاريخية ودينية في عدة مجلات وصحف وأسس اثنينية نصف شهرية في منزله باسمه يحضرها الأدباء والمثقفون وأصحاب الرأي والاختصاص. كرمته الدولة بوسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى وتم الاحتفاء به في أكثر من محفل.. توفي في يوم الجمعة 24 صفر 1427هـ، عن عمر يناهز 92 عاما وووري جثمانه ثرى «الرياض» التي طالما ملأ آفاقها بالحضور الزاهي والتواجد الباهي ووقف على منصاتها «مكرماً» و»متوجاً» بكل اقتدار واعتبار.. نعته الأوساط الثقافية والتعليمية وتناقلت «الوسائط» الرسمية نبأ وفاته بالحدث والحديث. عثمان الصالح.. المربي الصالح صاحب الفكر الأًصيل وحاصد الذكر الحسن والاستذكار الجميل في سجلات «المؤثرين» وبصمات «المبدعين»..
مشاركة :