في ظل أجواء ما زالت مشحونة بالغضب داخل أوساط 162 منظمة نسائية في العالم، بدأت الدوائر السياسية في الغرب تبني تحليلاتها وتوقعاتها التي تطال النخبة الحاكمة في إيران، وتستند توقعاتها إلى نظرية «الدومينو» وسقوط الأحجار بتتابع موجات تصاعد أحداث الاحتجاجات الشعبية والتي تواجه عنف الأجهزة الأمنية في مختلف ولايات الجمهورية الإسلامية. وتشهد إيران منذ 16 سبتمبر / أيلول الماضي احتجاجات على وفاة أميني البالغة من العمر 22 عاما، بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران لعدم التزامها قواعد الدين الإسلامي.. وأسفرت المظاهرات عن مقتل العشرات خاصة مع استخدام قوات الأمن للقوة في محاولة لقمع الاحتجاجات الواسعة التي تشهدها البلاد. الولي الفقيه ويشير مراقبون إلى أن الاحتجاجات عقب وفاة «مهسا أميني» ليست موجهة فقط ضد قواعد اللباس المتشددة للفتيات والنساء، ولكن المتظاهرين يحتجون ضد النظام الحاكم ويهتفون «الملالي..أرحلوا» أو «الموت للديكتاتور»، والمعتي عهنا هو الزعيم الروحي والسياسي، علي خامئني، ومرشد الثورة أو الولي الفقيه (خامنئى حاليًا)، هو مركز صناعة القرار السياسى والأمنى والعسكرى فى إيران، وهو القائد العام للقوات المسلحة بأفرعها، ورئيس السلطة القضائية ومؤسسة الإذاعة والتليفزيون، والقائد الأعلى للحرس الثورى الإسلامى، ولديه ممثلون فى كل الوزارات والسفارات. وتساءل نشطاء: هل يمكن أن تشعل وفاة «أميني» الربيع الإيراني مثل أيقونة الربيع العربي البوعزيزي؟ وداخل المشهد الإيرلني، يبدو نظام آيات الله في مواجهة الشارع من جديد، قتلى وجرحى ..والمحتجون يتبادلون منشورات للمزيد من التظاهر..وكان طلبة الفنون في جامعة آزاد بطهران، نظموا مسيرات احنجاجية أمام مبنى الجامعة، واللون الأحمر على أكفهم يرمز إلى القمع الدموي للاحتجاجات من قبل قوات الأمن. ثورة نسائية في إيران ويبدو ان فكرة «ثورة نسائية في إيران» باتت تلهم النساء حول العالم، واشتعلت التظاهرات النسائية في عدد من مدن العالم لدعم انتقاضة النساء في إيران.. وشهدت مدينة كراكاو في بولندا تظاهرات لدعن الانتفاضة النسائية في إيران.. وتحت شعار «انتفاضة النساء في إيران تستحق الدعم» رسم فنانون بمدينة فرانكفورت الألمانية صورة لمهسا أميني وكتب تحتها الشعار المعلن من قيل المتظاهرين في طهران«النساء.. الحياة.. الحرية». وفي باريس لم يتوقف التضامن على رمزية صور الجدران لمهسا أميني، بل ان المدينة تعتزم إعلان أميني «مواطنة شرفية»، ومن المتوقع أن يحمل موقع في باريس اسم أميني «لكي لا ينسى أحد اسمها»..وأعلنت عمدة المدينة آن هيدالغو «باريس ستقف دوما إلى جانب أولئك الذين يكافحون من أجل حقوقهم وحريتهم». وفي مكسيكو سيتين كتب نساء رسائل ضد «النظام الذكوري» في إيران على جدار السفارة الإيرانية تضامنا مع النساء في إيران..ولا تزال تظاهرات نساء حول العالم تعلن تضامنها مع نساء إيران. هل يمكن تحديد صلاحيات المرشد في الجوانب الروحية فقط؟ ولم يستبعد سياسيون ومحللون نظرية «أحجار الدومينو» في إيران، وترقب تداعي السقوط خطوة خطوة .. بينما يرى آخرون، ان المطلوب من أى احتجاجات فى إيران ضد النظام القائم، أن تصل إلى تفاهم مع القوى المحافظة المؤيدة لنظام ولى الفقيه، تقوم على سحب الصلاحيات السياسية من المرشد أو الولى الفقيه وقصرها فقط على الجوانب الروحية والدينية، بحسب تحليل استاذ العلوم السياسية د. عمرو الشوبكي، أي الاحتفاظ بسلطته كقائد روحى لا يحكم مثلما يجرى فى كثير من النظم الملكية التى تعرف الملك الرمز صاحب السلطة المعنوية الذى يملك ولا يحكم. فهل يمكن أن يصل الشعب الإيرانى إلى هذه الصيغة الجديدة؟ الأمر وارد رغم صعوبته، ولكنه غير مستحيل.
مشاركة :