باحث أردني: انتفاضة إيران مسمار في نعش "ولاية الفقيه"..اقتربت نهايتهم

  • 1/4/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد خبير أردني في الشؤون الإيرانية أن الاحتجاجات الشعبية الجارية في إيرران منذ نحو أسبوع يتوقع أن تؤثر سلبياً على واقع الحال في إيران. وقال مدير مركز أمية للدراسات والأبحاث في عمان الدكتور نبيل العتوم: النسخة الثانية من الربيع الإيراني حملت شعارات سياسية مختلفة مثل "الموت للديكتاتور" و"الموت لروحاني" و"لا سوريا لا لبنان روحي فداء إيران"، وهي شعارات رنانة قديمة جديدة طورها الشعب القابع في الفقر والذل منذ أكثر من 38 عاماً وهو عمر الثورة، بعد أن كان يهتف بشعار "الموت لطالبان إيران"، في إشارة ضمنية إلى المرشد وزبانيته". وأضاف: بدأت التظاهرات في ثلاث مدن رئيسة ثم اتسعت تباعاً لتصل إلى أكثر من 34 مدينة إيرانية، في خطوة عفوية شجاعة وشعبية هي الأخطر منذ ربيع إيران في عام 2009. وأردف "العتوم": التوقع باندلاع التظاهرات بجد ذاته لم يكن مفاجئاً، لكن المفاجأة كانت في "عفوية المشهد" واندفاع المتظاهرين بعزيمة وبدون قيادة أو كاريزما توجههن، ولازالت الاحتجاجات في أطراف المدن وهوامشها بشكل متشرذم تفتقد إلى أبسط قواعد التنظيم ودون أن تنتقل بقوة إلى جغرافية المركز الذي تمثله طهران بثقلها السياسي والاقتصادي والمعنوي، ومركز الولايات الأخرى مثل أصفهان وفارس على غرار الثورة الخضراء في عام 2009. وتابع: من يقرأ ويتابع سيل الأخبار وتدفقها الجارف والتحليلات والتقارير الإخبارية يدرك أن مصير النظام الإيراني قد شارف على الانتهاء وأن قادة إيران قد حزموا حقائبهم واستعدوا للرحيل من مطار مهر آباد الدولي لوجهة غير معلومة. وقال "العتوم": الاحتجاجات الجديدة التي يتم قمعها تباعاً أخذت في زرع بذور الشك في ركائز الدولة الإيرانية، ولاية الفيه والمرشد وسياسات النظام، إلى جانب التشكيك في الدور الذي جسدته الثورة الإسلامية في إيران والأدوار التي اضطلعت بها والسياسات التي تبنتها. وأضاف: هذه الاحتجاجات المتتالية أضحت موضع تساؤل لدى الشعب الإيراني الذي بدأ يعلن صراحة رفضه لولاية الفقيه وسياساته، وهذا أحد المكاسب الكبيرة لما يتحقق حالياً، لأن الثورة في إيران منحت النخبة السياسية والعسكرية والدينية حق السطو على المال العام دون أدنى محاسبة أو خوف من انتقاد الشعب أو الجهاز القضائي لدرجة أن الرئيس السابق "نجاد" جاهر للإعلام بوجود اختلاسات بالمليارات ارتكبتها النخبة القريبة جداً من "خامنئي". وأردف: بموازاة ذلك تمثل الاحتجاجات نقطة فارقة، حيث تتزامن وتتقاطع مع أزمات معقدة داخلياً وإقليمياً ودولوياً لإيران، فنظام ولاية الفقيه لا يملك ترف الوقت ولا الحلول السحرية لتحسين أو لنقل تغيير أي شيء في الأمر الواقع، وبالتالي سيبقى يرقب موجة أو سلسلة جديدة من توالي الاحتجاجات خاصة مع قرب إقرار الموازنة الإيرانية التي باتت تحتاج إلى مداخيل إضافية لتغطية العجز الحاصل، والتي سوف تعتمد على رفع الضرائب وإزالة الدعم عن معظم السلع الأساسية، الأمر الذي ينذر بانفجار الأوضاع بقوة من جديد. وتابع: إرهاصات هذا الربيع بالرغم من تواضعه لا شك أنها تضعف النظام الإيراني بفعل السياسات المتتالية الحمقاء له حيث انخرط حتى النخاع في مشاكل المنطقة وسعى لبناء المصدات وشبكات الأمان التي تضمن بقاء الحريق الإقليمي بعيداً عن ثوبه المتسخ بدماء الشعوب المقهورة في سوريا والعراق ولبنان واليمن، منذرة بأن السحر سينقلب على الساحر، وأن الجزاء من جنس العمل، فدشن هذا الربيع الإيراني صحوة شعبية طال انتظارها لتدك معقل الولي الفقيه القابع في حي باستور في طهران، والذي تحقق وزارة الخزانة الأمريكية بشأن أرصدة مالية شخصية له تجاوزت عشرات المليارات. وقال "العتوم": رغم التأييد الشعبي في إيران لحركة الاحتجاجات إلا أنها كشفت عن ضعف واضح مما قد يؤدي إلى التشكيك في جذب المزيد من التأييد الشعبي خشية تداعيات رفع سقف الشعارات، وبموازاة ذلك لن تستطيع مواجهة حملات القمع التي ستشنها مؤسسات الثورة كالحرس الثوري والباسيج وحركة أنصار الله، استناداً للتجربة التاريخية. وأضاف: لا شك أننا لا نقلل بحال من الأحوال من موضوع الاحتجاجات التي انفجرت في إيران ولا نتفق مع النظام القمعي الذي يحاول توصيفها باعتبارها مؤامرة خارجية من عملاء ومندسين، ونحيي صمود الشعوب والأقليات التي عانت من ويلات نظام ولاية الفقيه وسياساته العبثية في المنطقة. وأردف: الأمر المؤسف أن ترد حكومة طهران بذات الطريقة البائسة وتلجأ إلى أساليب دموية لمواجهة المتظاهرين والاستعانة بأدوات الدولة القمعية لوقف هذه المظاهرات، إلى جانب نعت المتظاهرين بأبشع وأقذر الصفات وأقلها تهمة "العمالة والتآمر". وتابع "العتوم": إذا استمرت الاحتجاجات أو توقفت فلا فرق لأن الأمر سيان فالبيئة الداخلية الإيرانية بمتغيراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية منهارة تماماً، ومساراات الأزمة باتت على صفيح ساخن وهذا ما يتوجب أن يفهمه صانع القرار السياسي والأمني الإيراني، فما يجري لا يلغي عمق المشكلة والمأساة التي باتت تعيشها إيران، ولا يعني أن الحريق لن يتجدد وبقوة قريباً.

مشاركة :