تشهد البورصات الخليجية والعربية ومنها بورصة البحرين تذبذبًا في أدائها منذ نهاية العام 2015 ومطلع العام 2016، حيث اتجهت معظم البورصات نحو المنطقة الحمراء متأثرة بتفاقم خسائر الأسواق العالمية من جهة وتقلبات أسعار النفط من جهة أخرى. ويرى محللون اقتصاديون ان اتجاهات الأسواق الخليجية بشكل عام والبحرين بشكل خاص أصبحت فعلياً هابطة على الرغم من الارتفاع الطفيف الذي تشهده بعض الأسواق على فترات متفرقة. وكانت تقارير أشارت إلى أن أسواق المال العالمية خسرت في الأسبوع الماضي 4.5 تريليون دولار، بالتزامن مع التوترات السياسية بين اثنين من أكبر منتجي ومصدري النفط في العالم السعودية وإيران، بالإضافة إلى قيام الصين بتخفيض عملتها بنسبة 0.5%، في أكبر خفض يومي منذ أغسطس الماضي. وقالت المحللة الاقتصادية نرجس القصير ان بورصة البحرين تأثرت بما يدور حولها من أحداث، مشيرة إلى أن هبوط البورصات العالمية وتقلبات أسعار النفط بالإضافة إلى تراجع السوق السعودي كانت له تأثيرات سلبية على أداء البورصة خلال الفترة الماضية. وأضافت القصير بأن الإعلان عن توجه شركة أرامكو السعودية لطرح عدد من الأسهم للاكتتاب كان له تأثير أيضًا على السوق، مؤكدة أنه في حال تم طرح تلك الأسهم ولو بنسبة 5% مثلاً سيكون له تأثير كبير، حيث من المتوقع أن يقوم عدد كبير من المستثمرين بالبيع من أجل توفير سيولة مالية، إلا أنها استبعدت أن يكون ذلك على المدى القصير، لافتة إلى أن أرامكو قد تحتاج لعامين لطرح الأسهم. وعن أداء البورصة خلال 2015 قالت القصير انها لم تكن سنة جيدة للبورصة، حيث كان الأداء متذبذبًا وتأثرت كثيرًا بالعديد من الأوضاع السياسية والاقتصادية التي مرت بها المنطقة. وتوقعت أن يستمر هذا التذبذب في أداء البورصة حتى منتصف العام الجاري، وأن تتحسن التعاملات في النصف الثاني من 2016 وتصبح أكثر استقرارًا. وأشارت القصير إلى أن نتائج السنة الماضية للبنوك والتي سيتم الإعلان عنها خلال الأشهر القليلة المقبلة قد تحفظ مؤشر البورصة من المزيد من الانهيار، متوقعة في الوقت ذاته أن تحقق البنوك التجارية نتائج إيجابية، على عكس البنوك الاستثمارية التي توقعت أن تكون نتائجها سلبية. وفي قطاع الاتصالات توقعت القصير عدم تحقيق شركة بتلكو نتائج إيجابية في السوق المحلي نظرًا لقوة المنافسة، إلا أنها توقعت أن تكون لديها فرصة خارجية للتوسع وتحقيق نتائج أفضل. من جانبه، قال المحلل الاقتصادي أسامة معين ان السبب الرئيسي وراء تراجع أداء البورصة يكمن في انخفاض السيولة في التعاملات بالإضافة إلى انخفاض كميات الأسهم المتداولة بسبب رغبة المستثمرين في تملك الأسهم لفترات طويلة، مؤكدًا أن هذه الأسباب تم توضيحها في تصريحات سابقة وأنه شخصيا يتوقع استمرار الأداء المتذبذب في العام 2016 إذا ما استمرت هذه الأسباب. وأضاف معين بأن الأزمات الاقتصادية والسياسية وتراجع أسعار النفط هي أسباب أيضا لا يمكن تجاهلها إلا أن بورصة البحرين كانت متأثرة قبل هذه الأزمات. كما توقع معين أن يكون تأثير قرار شركة أرامكو بطرح مجموعة من الأسهم للاكتتاب طفيفًا على بورصة البحرين، متوقعا أيضا محدودية تأثير الإعلان عن النتائج السنوية للشركات والبنوك المدرجة في البورصة. المصدر: كاظم عبدالله
مشاركة :