لا يختلف اثنان أن بلادنا تعيش مرحلة مخاض جديد، وتعيش بكل يقظة واهتمام لترسيخ كل ما يصبو إلى تسريع عجلة التنمية فيها لتواكب حركة التجديد والإصلاح التي دعا إليها ملك هذا الوطن وأشعل جذوتها من خلال مبادرات عديدة، لست الآن بصدد تعدادها. لقد أدركت القيادة والمجتمع أنه لا سبيل للتسريع في عجلة التنمية التي تحقق مصلحة البلاد والعباد دون أن تزيح عن طريقها معوقات التنمية ومن بينها إن لم يكن من أهمها الدعوة إلى التكفير من جهة والدعوة إلى الغلو والتشدد وكلاهما وجهان لعملة واحدة. إن المغرضين والمرجفين تعاونوا على الإثم والعدوان مستهدفين الأمن الفكري في بلادنا بهدف قلب موازين الحق وإحداث الفرقة والبلبلة في صفوف المجتمع وتقسيمه، فهم بهذه الخُطى - إن لم توأد في مهدها- يحدثون من البلاء ما الله به عليم ما لم تكن هناك وقفة حازمة وإيمان بأن نكون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى لمواجهة الخطر المحدق بنا. وأن نتذكر دوماً أن جماعات التكفير والتغرير أينما وجدوا لم يسهموا إلا في تأجيج الفتن والخلافات وكانوا سبباً في تراجع بلدانهم اجتماعياً واقتصادياً والشواهد على ذلك كثيرة، فضلاً عن أن دعوتهم المشينة تقضي بالسماح بالتدخلات الأجنبية في الأوطان وقد تجسدت في أفغانستان التي يعاني أهلها من الويل والتبدد وعظائم الأمور وتعيش بلادهم مشرذمة بسبب التكفير والتغرير الذي تتبناه طالبان وتكتوي بناره الشقيقة باكستان. ولتكن من ضمن أولوياتنا إيلاء الأهمية البالغة عن خطر التكفير على المجتمع والفرد ضمن عقد منظومة الإصلاح الشامل التي تنشرها القيادة السعودية، والمؤمل أن لا نستغرق في التعرف على خطر التكفير والتغرير فقط، وإنما نركز على النماذج الحية من المجتمعات وما آلت إليه الأوضاع من جراء عدم التصدي المبكر لهؤلاء الذين يعادون أنفسهم ومجتمعاتهم... وحسبنا ربنا ونعم الوكيل. Qadis@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (4) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :