« غلاسة الرئيس » | سهيل بن حسن قاضي

  • 7/30/2013
  • 00:00
  • 30
  • 0
  • 0
news-picture

إذا رزئ المرء برئيس (غلس) فاعلم بأن اختياراته للعاملين معه على وفق من هم مثله. وقد يعجب المرء لو علم أن استقرار بعض العاملين معه قائم على ما يتلقاه من شكاوى ضدهم، حيث تعد مصدراً من مصادر الثقة فيهم ومؤشراً على حسن الأداء وكلما إزدادت الشكاوي ضدهم ازداد تمسكاً بهم، ولعل من المناسب والأمر كذلك عدم التذمر من تصرفاتهم، والصبر عليها وربما الثناء عليهم، عندها قد تكون سبباً في رحيلهم ، ومع ذلك فإن الأفضل هو الدعاء عليهم في الخفاء والدعاء كما هو معلوم سلاح فتاك لا يلجأ إليه إلا الأقوياء. وتأتي المفاضلة بين الدعاء لهم بالهداية والرشد أو الدعاء عليهم وعلى من كان سبباً في اختيارهم، وفي كل الأحوال فعلينا أن نتقي دعوة المظلوم فليس بينها وبين الله حجاب، وفي الأثر هناك العديد من أدعية الصحابة والسلف الصالحين من الأمة على الظالمين، كدعاء سعيد بن زيد الذي أصاب إمرأة أدعت عليه كذباً وزوراً. والقصة التي رواها طلحة بن عوف عن شكوى أروى بنت أويس التي ادعت أن سعيد بن زيد أخذ من أرضها، وحاولوا أن يصلحوا بينهما وأخذ أحدهم يذكرهم بحديث رسول الله (من أخذ من الأرض ما ليس له طوّقه إلى السابعة من الأرض يوم القيامة، ومن قتل دون ماله فهو شهيد) فقال سعيد قولته المشهورة "اللهم إن كانت كاذبة فأعمِ بصرها واجعل قبرها في دارها وقال: رأيتها عمياء تلتمس الجدار، تقول: أصابتني دعوة سعيد بن زيد، وأثناء مشيها في الدار مرت على بئر فوقعت فيها. أما قصة كيد أهل الكوفة في أميرهم سعد إلى سيدنا عمر إلى أن عزله وولى عليهم عماراً وشكوه ايضاً مدعين أنه لا يصلي إلى آخر ذلك. وقول سعد الشهير والله لأدعون بثلاث: اللهم إن كان عبدك هذا كاذباً قام رياءً وسمعة فأطل عمره وأطل فقره وأكثر عياله ومرضه بالفتن، فأصبح خصمه يقول فيما بعد (شيخ كبير مفتون أصابتني دعوة سعد) إلى آخر القصة. قال أحد الصالحين: ما أحوجنا نحن بني الإسلام- إلى هذا السلاح (يقصد سلاح الدعاء) الذي إذا رفع إلى السماء فلا يعود إلا وهو مثقل بالإجابة التي تضرب العدو في موجعته دون تكلفة مادية، سوى قوة الصلة بالله تعالى ودون الحاجة إلى أصحاب الخبرات والتقنيات العالية، أقول ما أحوجنا إلى هذا العطاء الرباني والأمة تعيش أحلك فترة تتكالب عليها الأمم كما تتكالب الأكلة إلى قصعتها. أكثر من قولك اللهم عليك بكذا، ولنا في رسول الله أسوة حسنة... وما ربك بظلام للعبيد. Qadis@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (4) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :