دأب المجتمع على إطلاق مصطلح ( صغار الموظفين ) على الموظفين ذوي الرواتب المنخفضة والعاملين الذين يشغلون المراتب الدنيا في السلم الوظيفي ، بل إن بعض وسائل الإعلام الرسمية تعمد دائماً إلى إطلاق مسمى كبار الموظفين أو المسؤولين حتى في التصاريح الرسمية على الرغم من أن مثل هذه المصطلحات تحتاج إلى مراجعة ويجب أن لاتكون موجودة في مجتمعنا فحقوق الموظفين متساوية بغض النظرعن المنصب أو الراتب أو الدخل الشهري. كثير منا وللأسف يقلل من أهمية هؤلاء الموظفين وهو لايعرف أن كثيراً من المسؤولين في بعض المناصب العليا لم يصلوا لما وصلوا اليه لولا هؤلاء الموظفون الذين يطلق عليهم البعض ( صغار الموظفين ) فكثير من هؤلاء لديهم من المعلومات التفصيلية والصغيرة ما ليس موجوداً لدى أولئك المسؤولين ، بل إن بعضهم يعرف وسائل وسبلاً لإنهاء بعض المعاملات المعلقة والتي قد لايعرفها بعض المدراء . بعض هؤلاء الذين يطلق عليهم ( صغار الموظفين ) هم في الحقيقة كبار لأن بعضهم يعرف مواطن الخلل في المنشأة بشكل أفضل مما يعرفه المسؤول الأول ، وبعضهم يعرف مواطن الفساد ويعرف العديد من التفاصيل التي يجهلها المسؤول ، فهم يعيشون ليل نهار في التفاصيل ويعرفون الروتين وكيفية تجاوزه ولديهم من الخبرة في القيام بالعديد من المهام التي يمكن أن تساهم في توفير الكثيرمن الوقت للمراجع وتحسين أداء المنشأة. أمثال هؤلاء هم من ينقل أهم المعاملات والتي قد يكون بعضها ( سرياً للغاية ) وهم من ينقلون المعاملات التي تكلف مئات الملايين وهم من يستعان بهم لبعض المهام الطارئة سواء على المستوى الشخصي أو العام ولديهم القدرة لتوضيح كثير من القضايا الشائكة والتي قد يعجز عن فهمها بعض المسؤولين . على المسؤول أن يخصص وقتاً للقاء أمثال هؤلاء والجلوس معهم في مكان عملهم لمعرفة التفاصيل التي تحتوي على الكثير من الأسرار والتي من شأنها المساهمة في إيجاد الحلول للعديد من المشاكل الموجودة في بعض المنشآت والتي قد لاتساهم الاجتماعات أوالدراسات أوغيرها من الاستشارات التي تخصص لها الميزانيات الكبرى في توفير الحلول اللازمة لها ، فهؤلاء الصغار لديهم جميع الأسرار .. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :