لا يحتاج المراجع إلى ذكاء خارق ليعرف التزام المستشفى أو المستوصف بأبسط المعايير الصحية. فمثلا تزاحم المراجعين في الممرات أو حشرهم في غرف ضيقة وغير جيدة التهوية هي بحد ذاتها بحث عن المرض. وهذا بعرف الطب أحد أسباب العدوى وانتشار الأمراض. كذلك دورات المياه لا تجد فيها أقل مستويات النظافة. وأظن المستثمر استأجر أرخص المواقع في البلد ليستقبل مرضى منهم الذي يسْعل، وآخر يُعاني من حرارة عالية وطفل محمول يقذف البلغم.. وهكذ وأكثر. ممر للمعافين فرضته تعاليم البلدية أو الصحة ولا غير ذلك. رأيت مركزا يجلس فيه الطبيب (تحت الدرج) وإلى جانبه مباشرة أدوات ومواد النظافة. تطالعنا الصحف المحلية بأخبار عن إغلاق مشاف ومراكز صحية في بعض مدننا. وهي أخبار لا تفاجئنا أبداً..! لكننا لم نسمع ماذا حل بأصحابها المسجلين، أو من جاء الترخيص باسمه. فإن كانت الجهات الصحية متواضعة في تعاملها مع الحالات، فلتقل لنا عن أصحابها. أو لتجعل الأسماء متاحة لأي منبر صحفي. وكمواطنين.. أو كمراجعين.. أو كمعانين لنقل، نريد أن نعزل مستثمرين تجرأوا على العبث..! العبث لا بمواسير منازلنا، أو بالمكيفات أو بأعمال الصيانة، لكننا رأينا أنفسنا - كمجتمع طيب، حتى لا أقول ساذجاً - مخترقين في أمراضنا وأجسامنا وجلودنا، وتعديل أنوفنا، و"شفط" دهون أجسامنا. وإذا انكشف الأمر وجدنا أن من قام بذلك أبدع في حيله.. واستظل برخصة سعودي، وتمكن من كسب تحويشة. العدد من المشافي والمستوصفات والعيادات التي ذكرت الصحافة أنها لم تتقيد بتعليمات الوزارة ولا بأنظمتها كثرت.. مستغلة حاجة الناس والرقم يتعاظم. ولا نشكك أن الوزارة رأت شيئاً مهيلاً قبل أن تقدم على عملية الإغلاق. ربما أن اسلوب الترخيص قديم. أو دوريات الكشف متساهلة. أو العلاقة الاجتماعية لها دور. الله أعلم. binthekair@gmail.com لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net
مشاركة :