صديق الأدباء والمثقفين..

  • 1/12/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يعلم المثقفون والأدباء حب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بالعلم وتعلقه بالعلماء، وحرصه على أن يكون قريباً من المثقفين السعوديين وغيرهم، حيث كان يدعوهم ويحتفي بهم، ويحاورهم فيما يطرحون، ويناقشهم فيما يكتبون، فهو صديق للعديد من الأدباء والمؤرخين والصحفيين والأكاديميين، وأثناء إمارته للرياض توطدت علاقته بكثير ممن قصدها بهدف العلم والبحث، فكان من أشهر المهتمين والمنشغلين بأمر الثقافة وشؤونها وشجونها في المملكة، إذ عُرف عنه اهتمامه بكل فروعها ورعايته لها؛ مما يجعل الآمال معقودة على عهده للدفع بالثقافة والفكر والإبداع إلى الأمام، من أجل مواصلة بناء الوطن على قواعد راسية، من خلال صناعة تاريخ إنساني ثقافي جديد، بمناظير تطلّ على المستقبل من نافذة الماضي العريق. عهد ثقافي آمال كبيرة في عهد قائد يولي الثقافة والأدب والتاريخ اهتماماً كبيراً وذكر الشاعر خليف الشمري أنّه من المعروف في أوساط المثقفين أن لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اهتماما بالثقافة، وله قراءات تاريخية وثقافية، وهو من الداعمين للحراك الثقافي والمتابعين له، ومن ذلك دعمه للكراسي البحثية في الجامعات السعودية، ورعايته للعديد من المشروعات والجوائز الثقافية مثل كرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز للدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية، وغيره، كما أن له اهتماما بالتاريخ والأنساب وله في ذلك تعقيبات ومقالات وردود معروفة، مضيفاً: "هو صديق للعديد من الأدباء والمؤرخين والصحفيين والأكاديميين، فخلال إمارته للرياض -حفظه الله- لسنوات طويلة وطدت علاقته بكثير ممن قصد الرياض بهدف العلم والبحث والقرب من الجامعات والاشتغال بالصحافة"، موضحاً أنّه ما زال بعض من المثقفين يذكرون العديد من المواقف واللقاءات والمطارحات والطرائف، وكل هذا يجعلنا نتوقع عهداً ثقافياً يناسب حجم المملكة وتطلعات المثقفين، وبدا ذلك واضحاً بدعم الأندية الأدبية بعشرة ملايين لكل نادٍ في باكورة القرارات الملكية. هيكلة الثقافة فيما بين الشاعر جاسم الصحيح أنّ الحديث عن علاقة خادم الحرمين الشريفين مع الثقافة هو حديث ذو شجون، والسبب هو أنه مرتبط بالمشهد الثقافي ارتباطاً وثيقاً، وليس متفرجاً على ضفاف المشهد، حيث سجَّل له التاريخ مشاركات عديدة في الملتقيات الثقافية، مضيفاً: "لا زلت أتذكر مشاركته في ملتقى المثقفين الأول الذي عُقد في الرياض قبل عدة أعوام، إضافةً إلى ذلك، فإنه من هواة قراءة التاريخ وقد كانت له مداخلات عديدة في هذا الجانب، ولا غروَ أن يضع الملك سلمان الثقافةَ نصبَ عينيه حينما تسنَّم العرش واستلم مقاليد الحكم، وليس غريباً أن يرى فيه المثقفون امتداداً رشيداً للمغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله تعالى-، والذي دشَّن عهداً جديداً للثقافة والعلم والابتعاث"، مبيّناً أنّه في الوقت الذي تعاد هيكلة البنية السياسية للوطن، ينتظر جميع المثقفين من الملك سلمان أن يعيد هيكلة البُنى الثقافية بما يتناسب مع العهد الجديد، ويدفع بالثقافة والفكر والإبداع إلى الأمام من أجل مواصلة بناء الوطن على قواعد راسية، وهذا يقتضي صناعة تاريخ إنساني ثقافي جديد بمناظير تطلّ على المستقبل من نافذة الحاضر، خاصةً وأننا في هذا الوقت العصيب نحاول أن نجتاز حقبة زمنية حبلى بالمخاطر، فالثقافة هي الخندق المتقدم حينما ندافع عن الوطن، ولذلك كلّ عيون الأمل مشبوحةٌ الآن باتجاه الملك سلمان، كي يسيّج الوطن بالإبداع ويعبر به مواسم الألم. موسوعة تاريخية ورأت الشاعرة أشجان هندي أنّ عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان –حفظه الله- سيشهد بإذن الله استمرارًا وازدهارا للثقافة، ونهضة المؤسسات الثقافة المختلفة؛ حيث يُعدّ الملك سلمان من أوائل المهتمين والمنشغلين بأمر الثقافة وشؤونها وشجونها في وطننا الغالي، فقد عُرف عنه اهتمامه بالثقافة ورعايته لها، إضافةً إلى اهتمامه بالتاريخ والأدب على نحو خاص، إلى جانب عنايته بالإعلام وبما يتصل به من صحف ومجلات تُعنى بالشأن الثقافي، ودوريات أدبية متخصصة، مما يجعل الآمال معقودة على مواجهة التحديات، والتغلّب على الصعوبات التي تواجه الثقافة في عهد قائد يرعى الثقافة ويوليها اهتمامًا كبيرًا، مضيفةً: "تتمثّل عناية الملك سلمان بالشأن الثقافي في عدّة مسارات؛ منها رئاسته لدارة الملك عبدالعزيز التي رفدها بالعديد من المصادر والمراجع والمخطوطات والوثائق التاريخية خدمةً للعلم والعلماء وتشجيعًا للبحث العلمي، بالإضافة إلى رئاسته لعدد من الكراسي الثقافية التي أسهمت ولم تزل في خدمة الثقافة داخل المملكة وخارجها"، وقالت: "من جهة أخرى، فإن رعايته –حفظه الله- للثقافة تظهر في الأمر الملكي القاضي بدعم الأندية الأدبية مادياً ومعنوياً، مما أسهم وسيسهم في ازدهار الثقافة وتطوير الأنشطة الثقافية المختلفة التي تضطلع بها هذه الأندية، الملك سلمان يهتم كثيراً بالتاريخ كجزء مهم من الثقافة بمعناها العام"، كاشفةً أنّها تشرفت بحضور محاضرة عن (الاعتدال في حياة الملك عبدالعزيز) ألقاها الملك سلمان -حفظه الله- عندما كان ولياً للعهد في جامعة الملك عبدالعزيز بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات عام 1433ه، مبيّنةً أنّ من حضر تلك المحاضرة شعر أنّه أمام موسوعة تاريخية تُوثّق للكثير من المحطات التاريخية المهمة في تاريخ هذا الوطن، وتاريخ مؤسسه الملك عبدالعزيز -رحمه الله-. مرجع تاريخي من جهته قال الكاتب محمد علي قدس: "شخصية الملك سلمان بن عبدالعزيز تتميز، بالاهتمام بالعلم والتقرب من العلماء وله اهتمامه بالحوار والتزود بالمعلومات وجمع المعارف والاهتمام بكل جديد، حيث كان اهتمامه بالصحافة والصحفيين نابعاً من أن الصحافة لها دور كبير في توعية الشعب وبلورة الرأي العام، لذلك تقرب منهم، وأذكر أنّه في السبعينيات الميلادية عندما كنت في بداية عملي الصحفي يعتبر نفسه في لقاءاته مع رجال الإعلام واحداً منهم، ويذكر قدامى الصحفيين في سيرة حياتهم الكثير من المواقف معه التي تؤكد حرصه واهتمامه بالصحافة ورجالها". وأضاف: إنّ الملك سلمان يتميز بتعطشه للثقافة والعلوم وتقبل الأفكار الجديدة التي لا تتعارض مع العقيدة والثوابت، فهو حريص على تحصيله وسعيه لمعرفة الحقائق، مستشهداً بما ذكره الراحل "زين الدين الركابي" في كتابه (سلمان بن عبدالعزيز الجانب الآخر) عندما قارن بين الملك سلمان وبين الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، إذ كشف أنّه ورث عن أبيه العظيم حظاً وافراً من الخصائص والمواهب، كالذكاء المتوقد وسرعة البديهة، وقوة الإيمان، وقوة الذاكرة التي لا غنى عنها لكل قائد ناجح، وموهبة الانتظام في العمل، وتقدير الوقت، إلى درجة أنّ موظفيه والعاملين معه يضبطون ساعاتهم على أوقات عمله وحضوره، مبيّناً أنّ من الخصائص المشتركة بينهما أيضا الشغف المعرفي، والنزوع إلى تحقيق تنوع ثقافي متعدد المصادر، فهو يقرأ في الدين، والتاريخ، والسياسة، والاقتصاد، وعلم الأنساب، والاجتماع، وهو صديق صدوق للكتاب في الحل والسفر، وتعد مكتبته الخاصة مرجعاً مهماً في تاريخ الدولة السعودية والجزيرة العربية.. سلمان بن عبدالعزيز-كما يراه- الركابي، رجل تاريخ وفكر وثقافة، شغوف على دراسات التاريخ، حريص على التنوع الثقافي، لذلك يعتبره صديقا للمعرفة والكتاب لإيمانه بأنّه سيظل حامل المعرفة الرصينة والثقافة الراقية، فالكلمة المكتوبة كانت سجل الحضارة والإنسانية، ولا تزال كذلك وستظل كذلك، فالقراءة عنده برنامج دائم مفتوح في مختلف حقول المعرفة. وأشار إلى أنّ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز شخصية قيادية متعددة الجوانب، ولكنه في نظر الكثير من العلماء والمثقفين والإعلاميين رجل ذو ثقافة ومعرفة واسعة، فهو في نظرهم -كما عرفوه- مثقفاً، وله اهتمام بالتاريخ، ويعود إليه الكثيرون ممن يبحثون في تاريخ الدولة السعودية لتصحيح وتوثيق الكثير من الأخبار والمعلومات، منوهاً بأنّ الملك سلمان الذي كان أكثر أبناء المؤسس التصاقاً بوالدهم، وأكثرهم شبها في ملامحه وصوته، شديد الاهتمام بأنساب القبائل في جزيرة العرب وتاريخها، وهو يعد مرجعاً في تاريخ المملكة العربية السعودية والأسرة السعودية الحاكمة. الملك المؤرخ ولفتت الشاعرة والإعلامية ميسون أبو بكر إلى أنّه حين تُذكر مدينة الرياض يتراءى الملك سلمان بن عبدالعزيز على صهوة تاريخها وصقراً في فضائها الشامخ، وتخرج ألف حكاية وحكاية من تفاصيل المكان تحث بعراقتها ومجد موحدها الملك عبدالعزيز، الذي دأب ابنه الملك سلمان على جمع تراثه، وتاريخه، والمحافظة على مقتنياته في متاحف ومراكز هي قبلة ومرجع للزوار، يفخر بها أبناء الوطن، ويستعيدون سيرة موحد المملكة، وسلطان نجد والحجاز، مضيفةً: "كان لي الشرف منذ بداية عملي في الإعلام الثقافي أن اطلع على كنوز التراث ومسيرة الملك عبدالعزيز، من خلال دارة الملك عبدالعزيز في المربع، التي كان يشرف عليها الملك سلمان -ولا زال مشرفاً عليها-، كذلك لقاءاتي خلال المحافل الثقافية بالملك سلمان بن عبدالعزيز إبان توليه إمارة الرياض، والذي لا يبرح مخيلتي أبداً حديثه وثقافته وسعة اطلاعه على ما كتبه المستشرقون عن الجزيرة، ومحاججته لهم، وتتبعه لكل شاردة وواردة، ونقاشاته مع المثقفين والأدباء من المملكة، فهو الملك المؤرخ المؤلف المحقق لتاريخ مؤسس البلاد، من خلال كتابه الذي ألفه عن سيرة والده". وكشف د.أحمد الزيلعي -عضو مجلس الشورى- أنّ الاكتناز المعرفي، وحب القراءة والاطلاع، واقتناء الكتب، كل ذلك جعل الملك سلمان واحداً من أكثر كبار الشخصيات حباً للثقافة، وزاد حرصه على أن يكون قريباً من المثقفين السعوديين وغيرهم، حيث كان يدعوهم ويحتفي بهم، ويحاورهم فيما يطرحون، ويناقشهم فيما يكتبون، وكانوا كثيراً ما يستفيدون من أفكاره النيِّرة، وآرائه الصائبة، وكان وراء كثير من المناشط والمنجزات الثقافية، وعلى رأسها مكتبة الملك فهد الوطنية إذ كان المؤسس لها، وظل يتولى الإشراف عليها، وعلى مجلس أمنائها حتى اليوم، مبيّناً أنّ حبه للتاريخ والمؤرخين حدّث عنه ولا حرج، فالملك سلمان له قدم راسخة في حفظ التاريخ وروايته وفهمه واستيعابه ونقده، وباع طويل في الاستدراكات على بعض الكتابات التاريخية، حتى استحقّ عن جدارة حين وصفوه ب"أمير المؤرخين"، وأُطلق اسمه على عدد من الكراسي البحثية التي تُعْنى بالتاريخ والحضارة في عدد من الجامعات السعودية. وأضاف: إنّ للملك سلمان -حفظه الله- أفضالا جُلَّى على التاريخ والمؤرخين، ليس أقلها رئاسته لمجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز التي نهض بها نهوضاً غير مسبوق، ودعمها ودعم مشروعاتها البحثية بكل ما يملك من جهد ووقت ومال حتى غدت الدارة واحدة من أهم المؤسسات البحثية والوثائقية على مستوى عالمي، فضلاً عن اضطلاعها بنشر العديد من المؤلفات والتحقيقات والترجمات والموسوعات ذات العناية بتاريخ الجزيرة العربية وحضارتها وتراثها، وجغرافيتها، وآدابها، وتراجم شخصياتها. وأشار إلى أنّ له -حفظه الله- أفضالا لا تُحصى ومآثر لا تُستقصى على التاريخ والمؤرخين، ومنها رئاسته الفخرية للجمعية السعودية التاريخية، ودعمه وتشجيعه ومؤازرته لعدد من جمعيات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومنها جمعية التاريخ والآثار، والجمعية الجغرافية، وفوق هذا وذاك، تبنِّيه -حفظه الله- لجائزة ومنحة الملك سلمان لدراسات الجزيرة العربية، وهي مكونة من عدة جوائز أخرى للكتاب والمقالة العلمية ورسائل الماجستير والدكتوراه، بالإضافة إلى عدد من المنح البحثية التي تهدف إلى تنشيط حركة البحث العلمي في مجالي التاريخ والحضارة، وكذا إثراء المعرفة الإنسانية بتاريخ جزيرة العرب وآثارها وتراثها، حفظ الله الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأمد في عمره راعياً للتاريخ والمؤرخين، وللعلم وطلابه.

مشاركة :