أكد قادة رأي ومثقفون أن النجاح في مواجهة تداعيات جائحة «كوفيد-19»، في كل المجالات خصوصاً الثقافة والفنون، يتطلب تكاتف العالم للعمل وفق منظور عالمي شامل، ومشاركة التجارب والخبرات بين الدول، مع ضرورة توفير إحصاءات موثقة عن قطاعي الثقافة والفنون والصناعات المرتبطة بهما حتى يمكن وضع استراتيجيات ناجحة للنهوض بهما. كما دعوا إلى التركيز على العنصر البشري ودعم المبدعين مادياً ومعنوياً. مشددين خلال مشاركتهم في جلسات اليوم الأول من فعاليات الدورة الخامسة من القمة الثقافية التي نظمتها دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي في منارة السعديات، والتي تتواصل على مدى ثلاثة أيام، على أهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به الفنون في مساعدة المجتمعات والأفراد على التعافي من آثار الجائحة وتحسين صحتهم النفسية والعقلية. قمة للفنون والتعليم في أبوظبي وكشفت وزيرة الثقافة والشباب نورة الكعبي، عن عقد قمة للفنون والتعليم في أبوظبي في عام 2023، بالشراكة بين دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي واليونسكو. واستعرضت جهود دولة الإمارات لدعم قطاعي الثقافة والفنون في مواجهة تداعيات جائحة «كوفيد-19»، والأولوية التي توليها الدولة لدعم هذه القطاعات لتحقيق التنمية المستدامة. وتطرقت خلال الجلسة التي شاركت فيها ضمن برنامج القمة، إلى دور الاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في وقت سابق، والتي يتعاون في تنفيذها ما يزيد على خمس وزارات في الدولة، في رفع نسبة إسهام هذا القطاع في الناتج القومي، ودعم العديد من المبدعين الذين يعملون بشكل مستقل وأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة على تخطي آثار الجائحة وتجاوز التحديات التي فرضتها عليهم، والعودة لممارسة أعمالهم من جديد. وأشارت الكعبي إلى أن الإمارات ركزت على ثلاثة محاور، وهي: جعل الثقافة والفنون جزءاً من مناهج المراحل التعليمية المبكرة في مدارسها، كما عملت على تضمين ملامح الثقافة المحلية في المناهج التعليمية في المدارس باعتبار هذه الثقافة جزءاً من الثقافة الإنسانية ككل، وتعزيز اللغة العربية وتشجيع الأجيال الجديدة على تعلمها بطرق مبتكرة تناسب التطور الحالي. إضافة إلى ذلك قامت الدولة في الفترة الأخيرة بإطلاق منظومة جديدة لتأشيرات الإقامة والعمل تتسم بالمرونة الكبيرة وتسمح لكل المبدعين بالتواجد في الدولة والعمل، مثل الإقامة الذهبية والإقامة الخضراء التي تسمح للمستقلين بممارسة أعمالهم. وشدّدت الكعبي على أهمية مشاركة الجهود في مجال الثقافة، وقالت: «في الثقافة، إذا كنت لا تؤمن بالتعاون والعمل المشترك، والحوار المتبادل واحترام مختلف وجهات النظر، فأنت لم تدرك مفهوم الثقافة بعد، أنا أؤمن بضرورة أن نحوّل كل ما يُقال إلى أفعال وأن نتشارك كل ما نقوم به». تحرك مبكر في حين تناول رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، محمد خليفة المبارك، قدرة الإمارات على التعامل مبكراً مع الجائحة، وهو ما أسهم في الحد من آثارها على قطاع الصناعات الإبداعية، من خلال وضع خطط للحفاظ على الحراك في هذا المجال، لافتاً إلى أهمية التركيز على الجانب الإنساني. وأضاف: «من أهم الأمور التي حققناها وخرجنا بها في أعقاب الجائحة، هي القدرة المستمرة على المشاركة والبقاء في الواجهة، لأن المخطط الذي ينجح في أبوظبي أو البحرين أو نيويورك، أو في أي مؤسسة ثقافية في العالم، لابد من مشاركته بين الجميع والاستفادة منه». من جانبه، استعرض رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار في البحرين، الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة، جهود المملكة في الحفاظ على المناطق والمباني التاريخية مثل مشروع ترميم وتأهيل منازل في المحرق. دور الثقافة في المجتمعات الاختلاف بين الدول في التعاطي مع جائحة «كوفيد-19» وتداعياتها، انعكس بوضوح خلال النقاشات التي شهدتها الجلسة الافتتاحية للقمة، والتي دارت حول «دور الثقافة في بناء مجتمعات مرنة ومشتركة»، وأدارها المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، زكي أنور نسيبة، وشارك فيها ثلاثة رؤساء دول سابقين، هم: داليا جريبوسكايتو رئيسة ليتوانيا (2009-2019)، وإيفو يوسيبوفيتش رئيس كرواتيا (2010-2015)، وجويس باندا، رئيسة ملاوي (2012-2014)، حيث تحدثت جويس باندا، وهي أول سيدة تتولى منصب الرئيس في مالاوي، عن كيفية تأثير الوباء بقوة على المجتمعات المحلية في إفريقيا، وحجم الخسائر الواسع الذي نتج عنه. لافتة إلى أن تفاقم الخسائر الناتجة عن الوباء يرجع إلى ضعف اقتصاد الدول النامية وضعف الخدمات الصحية والتعليمية فيها، وعدم توافر بنية تحتية تسهم في توافر الرعاية الصحية للمرضى بشكل كافٍ، أو اعتماد العمل والتعليم عن بُعد نظراً لعدم قدرة شريحة كبيرة من السكان من استخدام شبكة الإنترنت، حيث لا يتجاوز عدد الأطفال القادرين على دخول شبكة الإنترنت في بلدها 3%. داعية العالم إلى دعم الدول النامية ومساعدتها على تجاوز خسائرها. في المقابل، تناولت داليا جريبوسكايتو رئيسة ليتوانيا السابقة، وإيفو يوسيبوفيتش رئيس كرواتيا السابق، جهود بلديهما لتجاوز الجائحة وآثارها، والميزانيات التي تم رصدها للتحول إلى التعليم الرقمي، أو الجمع بين النظامين الرقمي والواقعي في التعليم، متطرقين إلى دور الثقافة والفنون في دعم المجتمع وأفراده لتجاوز الآثار النفسية والعقلية، ودورهما في تحقيق التواصل بين الأفراد والشعوب. نورة الكعبي: • «في الثقافة، إذا كنت لا تؤمن بالتعاون والعمل المشترك، والحوار المتبادل واحترام مختلف وجهات النظر، فأنت لم تدرك مفهوم الثقافة بعد». محمد خليفة المبارك: • «من أهم الأمور التي حققناها وخرجنا بها في أعقاب الجائحة، هي القدرة المستمرة على المشاركة والبقاء في الواجهة». نصائح تريفور نواه شدّد مقدم برنامج «ذا ديلي شو» تريفور نواه، الحائز جائزة إيمي، على أن التعليم هو الوسيلة للارتقاء بالحياة، مستعرضاً في الجلسة التي تحدث فيها، جوانب من حياته الشخصية وكيف استطاع من خلال التعليم تحويل حياته إلى الأفضل، كما تطرق إلى المؤسسة الخيرية التي قام بإنشائها. وحرص تريفور على إعطاء رسائل ونصائح مهمّة موجهة للشباب حول كيفية التعامل مع تحديات العالم، وشجعهم على اتّباع شغفهم للعثور على هدفهم في حياتهم. وتتواصل فعاليات القمة الثقافية 2022 تحت شعار «الثقافة أسلوب حياة»، في منارة السعديات، وتجمع عـدداً مـن أبـرز القـادة فـي الفن والثقافة والسياسة والإعلام والتكنولوجيا من أكثر من 90 دولة، من بينهم رؤساء دول حرصوا على تقديم خبراتهم للمشاركين في القمة. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :